قبل وقتٍ قصيرٍ من عيد ميلادها السابع تلقّت الراقصة الصغيرة ذات الأحلام الكبيرة على خشبة المسرح تشخيصًا مدمّرًا، إذ اكتشف الأطباء ورمًا بحجم 10 سم في عظم فخذها الأيسر، وقد كسر هذا الورم العظمَ وفقًا لما ذكرته وكالة «Birmingham Live».

وعندما لم يستجب الورم للعلاج الكيميائيّ، أخبر الأطباء والدي الطفلة أنَّه يجب بتر الطرف، إلا أنَّه كان لديهم حلٌ لمساعدة هذه الطفلة النشيطة لتحافظ على حركتها وفقًا لما ذكرته «British news site».

فمن خلال إجراءٍ طبيٍّ نادرٍ ومعقّد، قام جراحون في وسط إنجلترا هذه السنة ببتر ساق إميليا عند مستوى الفخذ، وأزالوا الجزء المركزيَّ ثم أعادوا وصل الجزء السفلي من الساق مع القسم العلويّ بشكلٍ معاكس.

وستتمكّن الفتاة في نهاية الأمر من استخدام كاحلها كمفصل ركبة، وتُربط قدمها ببساطةٍ بجهازٍ صناعيٍّ كي تتمكّن من المشي والركض والرقص مرةً أخرى، وذلك وفقًا لوكالة «Birmingham Live».

وتحدثت إميليا إلى وكالة BBC الإخبارية وهي تتقفّى آثار الندبات على قدميها قائلة: «لا أشعر أنَّ الأمر مختلفٌ لدرجةٍ كبيرة، ولكنَّه مختلفٌ عندما أحتاجُ إلى الحركة لأن قدمي معكوسة، فعندما أحركها لأعلى وأسفل أو جنبًا إلى جنبٍ فأنا أذهب في الاتجاه المعاكس لأنها موصولةٌ بطريقةٍ مخالفة».

إميليا من بلدة تامورث، وهي بلدةٌ في ستافوردشير ليست بعيدةً عن برينغهام، شُخّص مرضها السنة الماضية كشكلٍ من أشكال سرطان العظام يُدعى (الغرن العظمي –osteosarcoma ) وذلك وفقًا لوكالة Birmingham Live .

السيدة ميشيل ألدريد (والدة إميليا) أخبرت موقع الوكالة أنَّ قدم إميليا زلّت ولم تقوَ على حملها عندما كانت تلعب في الصيف الماضي، وعلى الرغم من أنَّ الوالدين حاولا معالجة الإصابة إلا أنَّ طرفها استمر بالتورم.

أخذت السيدة ألدريد ابنتها إلى مستشفى قريب، ثم أُرسلت إميليا إلى مستشفى برنغهام للأطفال حيث أكد الأطباء تشخيص السرطان.

تقول ألدريد: «لقد اتصلت بزوجي ريتشارد، وعندما أخذونا إلى غرفةٍ فيها مقاعد مريحة ومناديل ورقية أدركت أنهم سيخبروننا أخبارًا سيئة».

الغرن العظميّ هو النوع الأكثر شيوعًا من أنواع سرطان العظام لدى الأطفال، ويؤثر بشكلٍ نموذجيٍّ على الفخذ والظنبوب في الطرف السفليّ، وعلى عظم العضد في الطرف العلويّ، وذلك وفقًا لأبحاث مستشفى القديس جود للأطفال.

عندما يُعالج الغرن العظمي بشكلٍ مبكرٍ فإن معدل البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل هو 70-75% وفقًا لمستشفى الأطفال.

الأورام المشابهة يمكن علاجها بالعلاج الكيميائيّ، أو العلاج الجراحيّ مثل عملية «rotationplasty»، وهي عمليةٌ شائعةٌ في علاج أورام الأطفال، إذ يتم تدوير الساق 180 درجة، أي يتحول الكاحل إلى ركبة.

خضعت إميليا للعملية في شهر يناير/ كانون الثاني، وقال لي جايز (الجراح الذي أجرى العملية في مستشفى رويال العظمي في برنغهام) أنَّ إميليا قامت بالدعوة لتوديع الورم في الأسبوع الذي سبق العملية.

وقال في بيانٍ خاص: «لقد كانت المريضة المناسبة لكي تخضع لهذه العملية، حتى إنَّها قالت: «إلى اللقاء أيها الخاسر» مخاطبةً السرطان، وذلك أثناء الاستعداد للبتر.

لقد أظهرت إميليا شجاعةً حقيقةً وثقةً في عرض ساقها على الرغم من أنها تبدو مختلفةً قليلًا، وأنا مسرورٌ لأنها ستتمكن من الاستمرار بالقيام بالأمور التي يستطيع القيام بها الطفل الطبيعي بما في ذلك الرقص والرياضة».

لم يتسنَّ لنا الوصول إلى والدة إميليا مباشرةً من أجل الحصول على تعليقها، ولكنها قالت لـ BBC إن هذه العملية كانت أفضل خيارٍ لابنتها.

وقالت السيدة ألدريد: «بهذه الطريقة ستتمكن إميليا من الحصول على ساقٍ صناعية».

وأخبرت ابنتها أنها ستكون قادرةً على القيام بكل الأشياء التي اعتادت على القيام بها، وممارسة كل الرياضات والرقصات التي اعتادت على ممارستها.

بدأ أفرادٌ من العائلة والأصدقاء بالتبرع لصفحة «JustGiving» لمساعدة والديّ الطفلة لإبقائها متلائمةً مع طرفٍ صنعيٍّ حيويّ.

في النهاية قالت والدة إميليا أنها تظن أن حلم ابنتها سوف يصبح حقيقة، وأضافت متحدثةً إلى وكالة Birmingham Live: «إميليا كانت دائمًا طفلةً نشيطةً وحضرت العديد من النوادي، السباحة، وألعاب القوى في المدرسة، ورقص الشوارع، والباليه، والرقص النقري، والألعاب البهلوانية، والجمباز، إضافةً إلى ذلك فهي تحب ركوب الدراجات والجري، وتحلم أن تعود يومًا ما إلى الرقص وتؤديه على المسرح».

وقد أضافت السيدة ألدريد أنه منذ أن خضعت إميليا للجراحة هذه السنة فقد أصبحت لديها بعض الأحلام الجديدة.

وقالت أنها تتحدّث عن الطريقة التي سوف تمكّنها بها ساقُها الجديدة من السفر حول العالم يومًا ما، وربما تمكّنها حتى من المشاركة في الألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة.

وتابعت: «يتساءل الناس كيف نتعامل مع الأمر، إلا أننا أخذنا زمام المبادرة لتقبّل الوضع من إميليا نفسها، فقد كانت إيجابيةً طوال الوقت».

وأضافت: «لقد كانت شجاعةً للغاية خلال كل ما مرّت به»، وفقط قبل الجراحة لوَّحت إلى قدمها وقالت: «إلى اللقاء أيها الورم، أراك لاحقًا أيها الخاسر».

وبعد جراحتها سمعتها إحدى الممرضات تقول إلى طفلٍ آخر: «لا ضير في الاختلاف».


  • ترجمة: أنس حاج حسن.
  • تدقيق: تسنيم المنجّد.
  • تحرير: سهى يازجي.
  • المصدر