العالم الكيميائيّ البريطاني جون دالتون، وُلِدَ في السادس من شهر سبتمبر سنة 1766م، في القرية الإنكليزيّة إيكلزفيلد الكائنة بالقرب من كمبرلاند، وعُرفت منطقته هذه التي تشغلُ حيزًا من الجزء الشمالي لمنطقة البحيرة الضبابية بإنجابها عددًا كبيرًا من الشعراء الإنجليز، ويُشار إلى أن دالتون نشأ وترعرع في كنف أسرة فقيرة، إذ كان والده يعمل نساجًا، وقد ظهر الفقر على أسرته بوفاة اثنين من إخوانه إثر الجوع والبرد.

اشتهر باكتشافه للنظريّة الذرية، ويعود له الفضل في إحياء فكرة ديمقريطس التي تتمحور حول انقسام المادة وما تتخذه من بنية مجهرية، وهو أول من افترض تماثل النوع الكيميائي في الذرات، وكذلك الأمر بالكتلة أيضًا.

يُعتبر العالم دالتون واحدًا من بين كوكبة مؤسّسي الكيمياء الحديثة، كما خلّف عددًا من الإنجازات العلميّة متفاوتة الأهمية، واشتُهِر بشغفه بعلم الكيمياء، كما ركّز جلَّ اهتمامه على دراسة الغازات والطقس، وهو أول مَن اكتشف مرض عمى الألوان.

بزغ نجم دالتون في السنوات الأولى من حياته العلمية، عندما لفت أنظار مَن حوله بشدة ذكائه في الرياضيات، وقدرته على حلّ المسائل الرياضية المعقدة، وبدأ حياته العملية في سن الخامسة عشرة إذ أصبح أستاذًا في قريته، ومع حلول عام 1781م انتقل إلى منطقة كندال ليعمل مدرسًا هناك.

عُيّن العالم دالتون في مهنة مرصد أو راصدٍ جويّ منذ صغره، ووُلّي مسؤولية وضع الجداول التي تقدّم المعطيات اليومية حول نسبة الضغط الجوي في المنطقة، وكمية الأمطار المتوقعة، والرطوبة، والرياح، والجدير بالذكر أنه تعلّمَ على يد العلامة الكفيف جون كوف عددًا من اللغات: اليونانية، واللاتينية، والفرنسية، والرياضيات، وحظي بإعجاب الكثير من زملائه وأهالي المدينة.

نشر في مجلة عددًا من المقالات المتعلقة بتبسيط العلوم، وتعلّم المذهب الطبيعيّ في الفلسفة عن كثب في الكلية التي افتُتِحت حديثًا في زمانه في مانشستر وكندال، ومع حلول عام 1793م رُحِّل دالتون إلى مانشستر، ورغمًا عن إصابته بعمى الألوان إلا أنه لم يتقاعس عن إجراء الملاحظات والتجارب الشخصية، بالإضافة إلى بساطة الأدوات المخبريّة.

درس دالتون الفيزياءَ، وركّز على خصائص الغازات، والضغط، والانفلات، كما اهتمّ بدارسة ما يتعلق بتمددها، وتمكن من إعلان قانون جمع الضغوط الجزئية لمزيج الغازات رسميًّا في عام 1801م، وبعد عامين أعلن القانون الذي يتيح إمكانية قياس معدلات تبخر الماء لتيارات الغاز الرطبة.

في عام 1826م، قدّمت الحكومة الإنجليزية للعالم دالتون وسامًا ذهبيًا تقديرًا لما قام به من اكتشافات في المجالات الكيميائية والفيزيائية، ونُصِبَ له تمثالٌ في القاعة الكبرى لبلدية مانشستر، وجاء ذلك بعد أن عرض عليه عددٌ من العلماء الكبار الانضمام إلى الجمعية الملكية ورفضه لذلك، وعُيّن رئيسًا للجمعية الأدبية والفلسفية في مانشستر.

في السابع والعشرين من شهر يوليو من سنة 1844م، هزّ نبأ وفاة العالم الكيميائي جون دالتون منطقة مانشستر بأكملها، إذ قامت الحكومة بتنكيس أعلام البلاد لمدة أسبوعين، ووُورِيَ جثمانه ثُرى مدافن أردفيك.

ومن أشهر أقواله:

  • إنها الفكرة الصحيحة، ولكن ليس الوقت المناسب.
  • هذه الورقة ستكون مثيرة للاهتمام بلا شك من قبل أولئك الذين يهتمون بها.
  • قضيت عدّة سنوات وبشكل يومي بذلك الانضباط الذي تحتاج إليه إن كنت تريد أن تكتب بشكل احترافي، ومن ثم عدة سنوات أخرى كانت أكثر قيمة، قضيتها بدراسة الكتابة الأدبية في جامعة أيوا.

  • ترجمة: طارق الشوفي
  • تدقيق: مرح منصور
  • تحرير: صهيب الأغبري
  • المصدر