ما الفوسفور الأبيض؟

هو مادة صناعية ذات قوام شمعي صلب، تستخرج من الصخور الفوسفورية، ذات لون أصفر أو أبيض أو عديمة اللون، ولها رائحة واخزة تشبه رائحة الثوم.

يتميز الفوسفور الأبيض بقابليته العالية للاشتعال، وقد يحدث اشتعال تلقائي عند تماسه مع الأكسجين بدرجة حرارة أعلى بنحو 10-15 درجة فوق درجة حرارة الغرفة، ما يجعله مادة بالغة الخطورة.

يشيع استخدام مادة الفوسفور الأبيض في صناعة الأسمدة والمنكهات الغذائية (المواد المضافة للأغذية) ومواد التنظيف، إضافةً إلى الاستخدامات العسكرية مثل: إطلاق الدخان وإضاءة الهدف.

لا تعدّ حروق الفوسفور الأبيض شائعة الحدوث، ولكن يسبب حدوثها أذيات خطيرة مهددة للحياة مثل الحروق الجلدية من الدرجة الثانية أو الثالثة.

مخاطر الإصابة بحروق الفوسفور الأبيض:

تحدث الإصابة نتيجة التعرض للفوسفور الأبيض عند حدوث أي مما يلي:

  •  تماس العينين مع مصادر الفوسفور الأبيض: قد يسبب تعرض العينين المباشر لمركب الفوسفور الأبيض أذيات بالغة، أهمها: الحروق الموضعية والشعور بهياج شديد في العين مع إحساس واخز في العين المصابة وظهور حساسية للضوء والدماع واحمرار العين، إضافةً إلى خروج إفرازات غير طبيعية من العين، ومن الممكن حدوث التهاب داخل مقلة العين.
  •  تلامس الجلد مع مركبات الفوسفور الأبيض: يصاب الجلد بحروق من الدرجة الثانية أو الثالثة عند التعرض المباشر للفوسفور الأبيض، وقد يمتص الجلد المادة المسببة بسرعة، ما يؤدي إلى أذيات سمية في مختلف الأعضاء مثل: الكلية أو الكبد.
  •  الاستنشاق: يسبب استنشاق الفوسفور الأبيض أعراضًا شديدة في الجهاز التنفسي، أهمها:
  •  هياج شديد يصيب الطرق التنفسية.
  •  صداع.
  •  سعال.
  •  تراكم السوائل في الرئة.
  •  ابتلاع مركبات الفوسفور الأبيض: يؤدي ابتلاع مركبات الفوسفور الأبيض إلى هياج شديد في الفم والصدر والمعدة، وقد يسبب ذلك أعراضًا مختلفة منها:

الغثيان والتقيؤ والإسهال والشعور بالعطش الشديد، إضافة إلى الآلام البطنية الشديدة، ورائحة نفس كريهة مشابهة لرائحة الثوم أو رائحة البراز أو القيء، وتغير لون القيء أو البراز.

قد يؤدي ابتلاع كميات كبيرة من الفوسفور الأبيض إلى أعراض شديدة مهددة للحياة، وتتطور الإصابة على ثلاث مراحل:

  •  مرحلة الصدمة: تتطور الأعراض الهضمية خلال فترة تتراوح من دقائق معدودة وحتى 8 ساعات من لحظة التعرض للفوسفور الأبيض، وقد تحدث الوفاة خلال 24-48 ساعة.
  •  المرحلة غير العرضية: تستمر هذه المرحلة من 8 ساعات حتى ثلاثة أيام بعد التعرض للمادة السامة، وتتميز بأن الأعراض فيها تكون أقل شدة.
  •  قصور الأعضاء المتعدد: قد تتطور الأذية لتصيب أعضاء الجسم المختلفة مثل: الدماغ والنخاع الشوكي، خلال فترة 4-8 أيام بعد التعرض للمادة.

يسبب التعرض المديد لكميات قليلة من الفوسفور الأبيض أذيات صحية خطيرة على مستوى القلب والكبد، أو حدوث أذيات عصبية مثل: فقد الوعي أو الغيبوبة.

توجد أعراض أخرى قد يعانيها المريض نتيجة التعرض لكميات قليلة من الفوسفور الأبيض، أهمها: العجز العام والهزال الجسدي والتهاب القصبات وفقر الدم وسوء تغذية وتشوهات في عظام الفك.

أعراض حروق الفوسفور الأبيض:

يسبب تعرض الجلد المباشر للفوسفور الأبيض حروقًا من الدرجة الثانية أو الثالثة، إذ تصل حروق الدرجة الثانية إلى طبقات الجلد حتى الأدمة (طبقة من طبقات الجلد تقع تحت البشرة)، وقد تسبب ظهور البثور وحدوث احمرار وتورم وألم مكان الحرق.

بينما تخترق حروق الدرجة الثالثة طبقات الجلد كلها مسببة أذية النهايات العصبية، ما يؤدي إلى حدوث نخر في المنطقة المصابة، وقد يتحول لونها لاحقًا إلى أسود أو أصفر أو أبيض.

تكون الرائحة المنبعثة من مكان الحرق مشابهة لرائحة الثوم.

من هم الأكثر عرضة للإصابة بحروق الفوسفور الأبيض؟

تشمل مجموعات الخطر المعرضة لحروق الفوسفور عمال مصانع الذخيرة، والصناعات الأخرى التي تستخدم مادة الفوسفور الأبيض، إضافةً إلى العسكريين أو المدنيين المستوطنين في مناطق الحرب حيث يُستخدم الفوسفور الأبيض.

قد يتراكم الفوسفور الأبيض بكميات قليلة في الأسماك الموجودة في قاع البحيرات أو الأنهار المجاورة للمصانع التي تستخدم الفوسفور الأبيض مادةً أولية في منتجاتها، إلا أن ذلك نادر الحدوث، وقد نجد كميات من الفوسفور في الأسماك الموجودة في المياه الملوثة أو في طبقات التربة العميقة قليلة الأكسجين.

أظهرت دراسة وحيدة أجريت على امرأة وابنتها كانتا تجمعان بعض الصخور بالقرب من تل أبيب، إذ أخذتا صخورًا صفراء شفافة ووضعتاها في منشفة ورقية مبللة، وعند فتحها اشتعل حريق أدى إلى إصابة الأم، ليتضح فيما بعد أن هذه الصخور هي فوسفور أبيض.

استخدام الفوسفور الأبيض في المجالات العسكرية:

ما يزال استخدام الفوسفور الأبيض في الأعمال العسكرية موضع نقاش، إذ لم تجرَ اتفاقيات دولية حتى الآن تحظر استخدامه في المجالات العسكرية، فهو يستخدم في الولايات المتحدة بهدف إطلاق الدخان لتشكيل حواجز مع العدو أو إنارة الهدف لتمييزه بسهولة، في حين اعتبرت بعض الآراء العالمية الفوسفور الأبيض ممارسة غير قانونية وخاصة عند استخدامه غير الضروري.

استخدام الفوسفور العضوي في الصناعات الكيماوية:

يستخدم الفوسفور العضوي في صناعة الأسمدة والمواد الكيماوية التي تضاف إلى الأغذية كمنكهات أو كمواد حافظة، إضافة إلى صناعة مواد التنظيف، واستخدم سابقًا في صناعة المبيدات والألعاب النارية.

معالجة حروق الفوسفور الأبيض:

يركز التدبير الأولي لحروق الفوسفور الأبيض على إزالة بقايا الفوسفور عن الجلد أو العينين لتجنب حدوث حروق إضافية، إذ يغسل الجسم أو المنطقة المصابة بكميات كبيرة من الماء البارد لإزالة البقايا وتبريد الجلد.

لا توجد مادة مضادة للإصابة بحرق الفوسفور الأبيض، ولكن أشار بعض المختصين إلى فائدة استخدام كبريتات النحاس للتخفيف من آثاره الضارة.

ينصح باتباع تدابير محددة لتخفيف آثار الحروق، منها:

  •  تحسين قيم الضغط الشرياني بتسريب السوائل الوريدية.
  •  إعطاء مركبات البنزوديازيبين لتدبير نوبات الاختلاج التي قد تحدث نتيجة الإصابة العصبية.
  •  تسريب غلوكونات الكالسيوم لعلاج انخفاض كلس الدم.
  •  مراقبة نظم القلب وتدبير عدم انتظامها عند حدوثها.

التدابير التي يجب اتخاذها عند حدوث حروق الفوسفور الأبيض:

تعد حروق الفوسفور حالة إسعافية خطيرة تستدعي التدخل الفوري؛ للحد من المضاعفات المحتمل حدوثها.

حروق العين بالفوسفور الأبيض:

  •  إبعاد المصاب عن مصدر الفوسفور الأبيض.
  •  غسل العينين بالماء البارد مدة 15 دقيقة أو أكثر.
  •  إغلاق العينين بكمادات رطبة وباردة لتجنب حدوث حروق إضافية نتيجة اشتعال بقايا الفوسفور العالقة بالعين.
  •  ارتداء واقٍ للعينين لمنع تماسها مع أي عامل خارجي.
  •  تجنب استخدام أي مراهم دهنية أو زيتية.
  •  طلب العناية الطبية الفورية.

حروق الجلد بالفوسفور الأبيض:

  •  إبعاد المصاب عن مكان التعرض للمادة.
  •  إزالة الملابس عن الجسم ووضعها في كيس مغلق مع الكتابة عليه لمنع استخدامه أو لمسه من أي شخص آخر.
  •  تنظيف البشرة بالماء والصابون جيدًا.
  •  إزالة البقايا بغسلها بكميات كبيرة من الماء ثم وضعها في وعاء ماء بارد لمنع اشتعالها.
  •  تجنب استخدام المواد الدهنية أو الزيتية.
  •  طلب العناية الطبية فورًا.

تعد حروق الفوسفور نادرة الحدوث ولكنها بالغة الخطورة، لذا يجب اتخاذ التدابير المناسبة فورًا للحد من الاختلاطات الممكن حدوثها.

اقرأ أيضًا:

حقائق ومعلومات حول عنصر الفوسفور

رصد نجم قزم أبيض يمزق نظامه الكوكبي قبيل انتهاء دورة حياته

ترجمة: بثينة خدام

تدقيق: هادية أحمد زكي

المصدر