لقد حل فصل الشتاء في العديد من الأماكن والبلدان، ويأتي صباح الشتاء دافئًا وساحرًا للبعض، ولكن لسوء الحظ، قد يجلب فصل الشتاء أيضًا إحساسًا بالألم لعدد قليل من الناس، إذ قد تعاني أجسامهم أكثر من مجرد برودة أصابع اليدين والقدمين، ولكن أيضًا رد فعل تحسسي تجاه الطقس البارد! تسمى هذه الحساسية «شرى البرد»، والأعراض الأشيع لهذه الحساسية هي الحكة واحمرار الجلد وتورمه.

تحدث هذه الحساسية غالبًا عندما يتعرّض الجلد للبرودة إما عند السباحة في الماء البارد، أو بسبب انخفاض درجة الحرارة، أو حتى شرب شيء مثلّج أو تناوله.

قد يُظهر الجسم مجموعة من ردود الفعل تجاه الإصابة بحساسية البرد، ومن الأعراض غير الخطيرة التي قد تصيب الإنسان، مثل: الحكة، والإحساس بالحرق في أثناء ارتفاع درجة حرارة الجلد، والصداع، والتعب، والقلق، وآلام المفاصل، والتورم في مكان التعرض لحساسية البرد، وقد تحدث العديد من الأعراض الخطيرة المهددة للحياة، مثل: حساسية مفرطة، وخفقان القلب، وانخفاض ضغط الدم، ومشكلات في التنفس، وفقدان الوعي، وصدمة، وتورم اللسان والحلق.

مَن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بحساسية البرد؟

يوجد نوعان أساسيان من حساسية شرى البرد:

النوع الأول: مكتسب أو أساسي، وقد يحدث التفاعل التحسسي في غضون 5-10 دقائق بعد التعرض الأول للبرد، وقد يستمر غالبًا مدة 1-2 ساعة.

النوع الثاني: وراثي أو عائلي، وقد تظهر الأعراض بعد 24-48 ساعة من التعرض للبرد، وتدوم 24-48 ساعة، وهذا النوع الأشيع عند الإناث من الذكور، وعند الشباب من البالغين، على الرغم من إمكانية الإصابة بحساسية البرد في أي عمر.

قد تظهر هذه الحساسية فجأة من حين إلى آخر، ولكنها تختفي تلقائيًا مع مرور الوقت.

ما الذي يسبب الإصابة بشرى البرد؟

تحدث هذه الحالة عندما يتسبب التعرض للبرد في تنشيط الخلايا المناعية الصارية وإفراز الهيستامين، فضلًا عن العوامل الالتهابية الوسيطة الأُخرى. حتى هذه اللحظة، لا يزال سبب تأثير الطقس البارد في الخلايا الصارية لغزًا محيرًا للعلماء.

كيف نستطيع معالجة الإصابة بشرى البرد؟

هناك بعض الخطوات الوقائية التي يمكن اتخاذها لتجنب الإصابة بحساسية البرد، إذ يمكننا محاولة تجنب التعرض للبرودة، مثل: عدم السباحة في الماء البارد، وعدم تناول المشروبات المثلجة.

قد تكون هناك حاجة لدى بعض الأشخاص إلى تناول جرعات عالية من مضادات الهيستامين غير المهدئة، أما في حالة الإصابة بالحساسية، فيجب حمل حُقنة من الأدرينالين لاستخدامها في حالات الطوارئ.

كيف يمكن اختبار حالة حساسية البرد ؟

يستطيع الطبيب المساعدة في تشخيص الحالة، وغالبًا ما تناقش مهنة الطب الأعراض والتاريخ الصحي للمريض، بالإضافة إلى إجراء الفحص البدني، إلى جانب بعض الاختبارات التشخيصية الأُخرى، ويسمى أحد هذه الاختبارات اختبار تحدي مكعبات الثلج، إذ يوضع مكعب من الثلج في كيس بلاستيكي، ثم يوضع على جسم المريض بضع دقائق، وبعدها يُراقَب المريض بحثًا عن ظهور أي إحساس بالحكة، أو ظهور أية أعراض أُخرى.

ما الاحتياطات التي يجب أن يتبعها الأشخاص الذين يعانون حساسية البرد؟

يجب تجنب الأنشطة التي تسبب انخفاضًا سريعًا في درجة حرارة الجسم، وأخذ الحيطة والحذر عند ممارسة تلك الأنشطة، ويجب دائمًا ممارسة رياضة السباحة وركوب الأمواج تحت الإشراف والمراقبة في حالة تعرض المريض لفقدان الوعي.

أما الأشخاص الذين يخضعون للتخدير العام، فيجب توعية المهنيين الطبيين بضرورة المحافظة على دفء أجسام المرضى الذين يخضعون للتخدير العام في أثناء العمليات الجراحية، وضرورة مراقبة درجة حرارة أجسامهم لتجنب انخفاضها في أثناء خضوعهم للعمل الجراحي.

اقرأ أيضًا:

من الممكن الإصابة بحساسية تجاه اللحوم الحمراء خطأً!

خبر سيئ للمصابين بالحساسية: عليكم التوقف عن فرك أعينكم فورًا!

ترجمة: أليسار الحائك علي

تدقيق: هادية أحمد زكي

مراجعة: عبد المنعم الحسين

المصدر