وقعت مجموعة من الدول عام 1949 معاهدة تأسيس حلف شمال الأطلسي أو ما يُعرف بحلف الناتو. بعد أربع سنوات من انتهاء الحرب العالمية الثانية، انقسمت كل من أوروبا الشرقية والغربية بسبب الحرب الباردة.

دعت المعاهدة التي أُبرمت بين الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وعشر دول أوروبية غربية أخرى الدول الموقعة إلى تقديم الدعم العسكري لبعضهم بعضًا في حال تعرض أي من الدول الأعضاء لهجوم أو اعتداء.

منذ تأسيس المنظمة، اتسعت عضوية الناتو لتشمل 31 دولة، وضمت دولًا من أوروبا الشرقية.

فيما يلي بعض من الأحداث المهمة في تاريخ المنظمة.

 بدأ الحشد العسكري لحلف الناتو خلال الحرب الكورية

لم تكن المرحلة الأولى للحشد العسكري الكبير لحلف الناتو مرتبطة مباشرة بأي تهديد ضد الدول الأعضاء (12 دولة)، بل بدأ نتيجة حرب بالوكالة مع الاتحاد السوفيتي، شعرت فيها الولايات المتحدة والدول الأعضاء للناتو أن من حقهم التدخل فيها.

قسّمت الدول المتحالفة شبه الجزيرة الكورية بعد الحرب العالمية الثانية على طول خط عرض 38؛ ما أدى إلى خلق حكومة متحالفة مع الاتحاد السوفيتي في الشمال وحكومة متحالفة مع الولايات المتحدة في الجنوب.

غزت كوريا الشمالية كوريا الجنوبية في عام 1950، ما أشعل الحرب الكورية.

أرسلت الولايات المتحدة وأعضاء الناتو قواتهم على نحو فردي لمحاربة كوريا الشمالية، وبدأ الناتو تجميع بنيته العسكرية وتنظيمها؛ نتيجة الاعتقاد بأنه قد يحتاج إلى صد الهجمات المستقبلية من الاتحاد السوفيتي وحلفائه.

أنشأ الناتو مقرًا عسكريا يعرف باسم القيادة العليا لقوات الحلفاء في أوروبا (SHAPE)، وعُيّن القائد الأعلى لقوات الحلفاء دوايت أيزنهاور قائدًا لها.

إضافة إلى ذلك، وضع الناتو خطة دفاعية طويلة الأمد، وأجرى أول مناورة بحرية شاملة.

بحلول الوقت الذي انتهت فيه الحرب الكورية رسميًا عام 1953، كان الناتو قد أسس وجودًا عسكريًا دوليًا ضخمًا.

 ساهم انضمام ألمانيا الغربية إلى الناتو في إعلان حلف وارسو

تضمنت الدول الأعضاء التي شكلت حلف الناتو عام 1949 كل من: بلجيكا وكندا والدنمارك وفرنسا، وأيسلندا وإيطاليا ولوكسمبورغ وهولندا، والنرويج والبرتغال والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.

انضم كل من اليونان وتركيا إلى حلف الناتو عام 1952، وسمح بعدها الناتو لألمانيا الغربية بالانضمام إلى صفوفه عام 1955.

قسم الحلفاء ألمانيا النازية بعد الحرب العالمية الثانية، وبدأوا برنامج نزع السلاح لمنع أي عدوان عسكري ألماني في المستقبل.

تحالفت ألمانيا الغربية مع الولايات المتحدة ومعظم دول الناتو الأخرى، بينما تحالفت ألمانيا الشرقية مع الاتحاد السوفيتي.

مع ذلك، انضمت ألمانيا الغربية عام 1955 إلى الناتو وبدأت في إعادة تسليح نفسها، ولم يكن الاتحاد السوفيتي سعيدًا بذلك.

وقع السوفيت وسبع دول أخرى في أوروبا الشرقية -بعد أقل من أسبوعين من انضمام ألمانيا الغربية رسميًا إلى الناتو- على حلف وارسو.

دعا حلف وارسو- كما حلف الناتو- جميع الموقعين عليه للدفاع عن بعضهم بعضًا في حال وقوع أي هجوم.

إلى جانب الاتحاد السوفيتي، شملت الاتفاقية: ألبانيا وبلغاريا وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا الشرقية وهنغاريا وبولندا ورومانيا.

 سحبت فرنسا تشكيلاتها العسكرية من الناتو لأكثر من 40 عامًا

الناتو هو منظمة عسكرية سياسية وعسكرية. مع ذلك، قرر أحد الأعضاء المؤسسين لحلف الناتو «فرنسا» الانسحاب من التزاماتها العسكرية اتجاه الناتو عام 1966.

كان الرئيس الفرنسي الذي اتخذ هذا القرار هو شارل ديغول، العميد الشهير الذي ساهم في تحرير فرنسا من النازيين، وإنشاء حكومة مؤقتة فور انسحاب الألمان.

مع أن فرنسا قد أدت دورًا مهمًا في السنوات الأولى لحلف الناتو، فإن ديغول لم يكن راضيًا عن مركز فرنسا في المنظمة، واشتبك مع الدول الأعضاء الأخرى. إضافة إلى رغبته بتحقيق الاستقلال العسكري الفرنسي.

لم تعيد فرنسا انضمامها إلى حلف الناتو مرة أخرى حتى عام 2009، في عهد الرئيس نيكولا ساركوزي.

تغيّر الكثير بحلول ذلك الوقت: انتهت حرب فيتنام والحرب الباردة، وأحداث 9/11 وحروب الولايات المتحدة الطويلة في أفغانستان والعراق.

 فعل الناتو التزامه العسكري بموجب المادة 5 لأول مرة بعد أحداث 9/11

أسس الناتو وجودًا عسكريًا متينًا في أثناء الحرب الباردة، فقد دعت المادة الخامسة من معاهدة شمال الأطلسي إلى الدفاع الجماعي.

لم يطبق الناتو رسميًا مضمون المادة في فترة الحرب الباردة.

كانت المرة الأولى التي يلجأ فيها الناتو إلى المادة 5 بعد هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة عام 2001.

في أكتوبر 2001، أطلق حلف شمال الأطلسي أول عملية له لمكافحة الإرهاب، إذ سيّرت فيها عدة دول من الناتو دوريات فوق المجال الجوي للولايات المتحدة الأمريكية.

اكتسب الناتو بحلول ذلك الوقت أربعة أعضاء آخرين: انضمت إسبانيا عام 1982، وانضمت جمهورية التشيك والمجر وبولندا عام 1999، وقد كانت هذه الدول الثلاث الأخيرة أعضاء في حلف وارسو الذي انتهى عام 1991.

 انضمام دول حلف وارسو السابقة إلى الناتو بعد الحرب الباردة

إن إعادة توحيد ألمانيا الشرقية والغربية وتفكك الاتحاد السوفيتي أشارتا إلى انتهاء الحرب الباردة.

سارع أعضاء حلف وارسو السابقون للانضمام إلى صفوف الناتو على مدى العقود الثلاثة اللاحقة لتفكك الحلف.

أصبحت ألمانيا الشرقية أول حليف سوفيتي ينضم للناتو بعد اتحادها مع ألمانيا الغربية، التي كانت عضوًا بالفعل.

إضافة إلى انضمام جمهورية التشيك والمجر وبولندا عام 1999، فقد تبعتها دول بلغاريا ورومانيا، وسلوفاكيا (التي كانت جزءًا من تشيكوسلوفاكيا مع جمهورية التشيك) في عام 2004.

انضمت ألبانيا التي انسحبت من حلف وراسو عام 1968 إلى الناتو عام 2009.

انضمت دول البلطيق: إستونيا ولاتفيا وليتوانيا- التي كانت جزءًا من الاتحاد السوفيتي- إلى الناتو عام 2004.

الدول الخمس التي زادت عدد أعضاء الناتو إلى 31 هي: سلوفينيا (انضمت 2004)، وكرواتيا (2009)، والجبل الأسود (2017)، ومقدونيا (2020)، وفنلندا (2023).

اقرأ أيضًا:

حلف وارسو: سلاح الشيوعية لمواجهة حلف شمال الأطلسي

دوايت أيزنهاور: رئيس الولايات المتحدة

ترجمة: نيفين الشلي

تدقيق: تسبيح علي

مراجعة: عبد المنعم الحسين

المصدر