تتزايد أعداد البالغين الذين لم ينجبوا أطفالًا في الولايات المتحدة، وما تزال هذه الحالة تُعد وصمة عار في المجتمع. أظهرت البحوث أن الذين لم ينجبوا أطفالًا يكونون أقل عاطفة ورضًا عن حياتهم، إلا إن دراسة جديدة بينت أنهم أكثر عرضة للغضب الأخلاقي (الإدانة) كالشعور بالرفض والغيظ والانزعاج وحتى القرف. وعلى الرغم من عدم حمل الجميع للضغينة فإنه حتى الراضين عن حياتهم يتأثرون سلبًا بالأفكار النمطية، وهذه المفاهيم تحدد طبيعة تعليقات الناس حتى إن لم تكن بقصد الإساءة.

سواء كان سبب عدم الإنجاب خيارك أو ظروفًا تحتم عليك ذلك، ستصادفك تعليقات غير ملائمة تثير حنقك.

إليك خمسة ردود على أكثر التعليقات الشائعة:

1. أليس لديك أطفال؟ لا بد أن الحياة أكثر متعة مع الكثير من وقت الفراغ!

قد تبدو هذه التعليقات الناتجة من الأفكار النمطية إيجابيةً ظاهريًا، لكن على العكس، كما كتب أحد الصحفيين في مجلة للآباء أن مثل هذه التعليقات العفوية تجعل المتزوجين يشعرون بأنك تظن أن امتناعهم عن الإنجاب هو بسبب سطحية شخصياتهم أو أنهم كسالى أو أنانيون. بطبيعة الحال لا يقصد جميع المعلقين الإساءة، لكن التعليق يُفهم تكبرًا.

ولا يسري هذا الحال على كل الأزواج غير المنجبين، إذ يفضّل بعضهم حياة خالية من الهموم، بينما تكون حياة بعضهم مرهقة بقدر حياة الآباء والأمهات في حال كانوا يعملون حتى ساعات متأخرة أو يشغلون عدة وظائف. وقد يعانون أمراضًا مزمنة أو ربما لديهم مسؤوليات عائلية مثل رعاية والدين كبيرين في السن وغيرها من الأسباب الشائعة للأزواج غير المنجبين.

عرّف الناس بوضعك لتبديد الصورة النمطية في عقولهم، كأن تقول: يا ليت لو كان هذا السبب الحقيقي، لكن أسبابي هي كذا وكذا، ما يجعلني مشغولًا طيلة الوقت.

خمسة ردود على التعليقات المسيئة للمتزوجين الذين لم ينجبوا بعد - شعور الأشخاص الذين لم ينجبوا بعد بالرفض والغيظ والانزعاج - الأسئلة حول الإنجاب

وأحيانًا عليك تجاهل التعليقات المشابهة لأن لا علاقة لك بالموضوع، هم فقط يحسدونك على نمط حياتك بسبب معاناتهم المسؤوليات الأبوية.

2. أنت لست والدًا؛ لن تفهم ما نقول.

عندما تصبح والدًا تتغير حياتك جذريًا لذا من الجيد أن تكون محاطًا بأناس يواجهون نفس الصعاب، لكن ليس شرطًا أن من تختلف ظروفه عنك لا يفهمك. في الحقيقة عندما يفصح أحد ما عن مشكلات كنا قد مررنا بمثلها سابقًا، تقل قدرتنا على الإنصات (لافتراضنا أننا نفهم المشكلة) فالتعاطف الحقيقي مع الآخرين يُلزِمنا وضع أنفسنا مكان الآخرين والإحساس بمشاعرهم والإنصات الكامل.

وما يجعلنا قادرين على طمأنة شخص ما هو أننا نهتم بأمره فنسعى لفهمه، ومن المفيد أن نتذكر مواقف الأشخاص معنا ودعمهم لنا معنويًا حتى إن كانوا غير قادرين على الوقوف بجانبنا. وفي عالم تسود فيه تعليقات مواقع التواصل الاجتماعي والآراء المحبطة، يبدو أن المنجبين وغير المنجبين يعيشون في كوكبين مختلفين. ولكن هذه الفكرة تتحقق فقط عندما نصدقها.

3. عندما لا تكون والدًا، ينصب تركيزك على نفسك فقط! سيتيح لك الإنجاب الاهتمام بشيء آخر غير نفسك.

توجد بعض الصحة في هذا التعليق، لكن من الخطأ تعميمه لأنه يوحي بأن المتزوجين غير المنجبين هم أكثر أنانية أو أن حياتهم تفتقر إلى المعنى، غير أن البحوث أظهرت أن لا فرق بين عطاء المنجبين وكرمهم مقارنة بغير المنجبين، لكن يوجد اختلاف بسيط من ناحية الرفاهية النفسية.

وأفضل طريقة للرد على تعليق مثل هذا هو أن تكون صريحًا مباشرًا؛ على سبيل المثال تقول: برأيي إننا نستطيع أن نضع هدفًا ساميًا لحياتنا بطرائق مختلفة، فالأهداف ليست محصورة في إنجاب الأطفال.

4. لا أريدك أن تندم في المستقبل، لأن إنجاب الأطفال هو السعادة الحقيقة في الحياة.

أحلى ما تقدمه العلاقات الصحية سواء كانت علاقة عائلية أو صداقة أو غيرها هي الاحتفاء والفرح لنا في ما نملك أو نختار. الأطفال يملؤون الحياة بهجة، لكن صب التركيز عليهم فقط سيؤدي إلى إغفال كثير من المباهج الآخرى. لا فائدة من صدق نوايا الأهل والأصدقاء إذا لم يكونوا قادرين على ملاحظة ما تقدره وتعده ثمينًا في حياتك، لأن عدم ملاحظتهم لما يهمك سيصيبك بالإحباط.

اجعلهم ينظرون إلى الموضوع من زاوية أخرى، تستطيع أن تقول: «أعرف أنكم تريدون الخير لي وأنا أقدر وجهة نظركم، لكن لدي اهتمامات عظيمة أخرى أريد إخباركم عنها». سواء كان عدم الإنجاب قرارك أو تأجيل منك للموضوع، من المهم الشعور بأن حياتك ذات قيمة كما هي.

5. لن تشعر بطعم الحب الحقيقي حتى تنجب الأطفال.

مهما كانت حياتك مليئة بالحب ومتكاملة، ستؤثر هذه التعليقات فيك وسيراودك القلق وتشعر بأن حياتك ناقصة.

اطمئن! فرغم تأكيد الآباء على أن حبهم لأولادهم هو الحب المميز والخالص، كل أشكال الحب هي هكذا. وعلى لسان حال أحد الكتاب: لقد خضتُ التجربتين وعلى أساسهما يمكنني القول: الحب هو الحب أينما كنت.

والرد على التعليق السابق هو أن تذكرهم بأن الحب هو شعور شخصي يختلف من تجربة شخص إلى آخر، ويمكن للأشخاص أن يشعروا بالحب بأكثر من طريقة، وعليك أن تذكرهم بأن تعليقاتهم هذه مهينة مؤذية وغير صائبة تمامًا. أحيانًا قد تتغاضى عن تعليقات مثل هذه، لكن في أحيان أخرى يجب الرد عليها خاصةً إذا كانت من شخص مقرب لأنها تستنزف المشاعر بجهله بمدى تأثيرها فيك، والرد سيجعلهم أكثر حذرًا في المستقبل.

والطريقة الوحيدة التي تجعل الناس يتقبلون ردة فعلك هي أن تخبرهم أنك ربما جرحت مشاعرهم في السابق دون أن تعي ذلك، لذا من المهم أن ينبهوك في المرات القادمة. إن معرفتنا بصديق ينبهنا على أخطائنا أمر مفيد، وإذا حدث أن نبهنا على أمر ما فالتصرف المستحسن أن ننصت إليه جيدًا.

اقرأ أيضًا:

ما هي الآثار النفسية للزواج المبكر؟

هل ممارسة الجنس مع روبوت أمر صحي؟

ترجمة: رسل وليد

تدقيق: عون حدّاد

مراجعة: رزان حميدة

المصدر