وجدت دراسة كبيرة أجريت لعشر سنواتٍ تقريبًا أن تناول كميات صغيرة من اللحوم المصنعة أو المعالجة كالنقانق؛ قد يزيد بشكل كبير من خطر أمراض القلب وخطر الموت.

يقول الخبراء إن ارتفاع محتوى الملح والمواد الحافظة والدهون قد يكون السبب؛ لذا نشجع الناس على اعتماد نظام غذائي أكثر نباتيةً وعلى تجنب الدهون المشبعة.

يوصي الخبراء بتناول جميع أصناف الطعام بما في ذلك اللحم المعالَج؛ ولكن باعتدال.

وجد باحثون في جامعة ماكماستر للعلوم الصحية في كندا أن تناول ست أوقياتٍ أسبوعيًّا من اللحوم المعالجة قد يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والموت.

وتعد اللحوم معالجةً إذا كانت محفوظةً بالتدخين والتمليح أو إضافة مواد حافظة عليها، وهذا يعادل تناول حصتين من النقانق أسبوعيًّا.

تقول الباحثة د. ماهشيد ديجان الباحثة في الصحة العالمية في معهد أبحاث القلب والأوعية في دافيد بريلي: «وجدنا أن استهلاك 150 جرامًا أسبوعيًّا من اللحوم المعالجة يزيد بنسبة 46% من خطر الإصابة بأمراض القلب وبنسبة وفاة أعلى بـ 51% مقارنة بأولئك الذين لا يتناولون لحومًا معالجة».

تناول كميات معتدلة من اللحوم غير المعالجة

حللت ديجان مع فريق عملها الأنظمة الغذائية والنتائج الصحية لدى 134,297 شخص من 21 دولة مختلفة، وراقَبوا نسبة استهلاكهم من اللحوم ومعدلات أمراض القلب.

خمس أوقيات أسبوعيًّا من اللحوم المعالجة تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب

وبعد متابعة المشاركين بالدراسة لمدة 10 سنوات، وجد الباحثون أن تناول 150 جم وهو ما يزيد قليلًا عن خمس أوقيات أو أكثر من اللحوم المعالجة في الأسبوع، وجدوا أن ذلك مرتبط بزيادة أمراض القلب والأوعية بنسبة 50% مقارنةً بأولئك الذين لا يتناولون اللحوم المعالجة.

قالت ديجان: «تكمن المشكلة الرئيسة في هذه الدراسة في أننا لم نستطع إدراج طريقة أكل كل دولة، وقد اعتبرنا أن هذا القيد قد يخفف العلاقة بين اللحوم الحمراء والدواجن مع النتائج الصحية لذلك.
ومن المدهش أن الباحثين اكتشفوا أن تناول كميات معتدلة من اللحوم غير المعالجة مثل لحم البقر أو الخنزير أو الدواجن كان له تأثير طبيعي على الصحة.

قالت ليزا ديوالد، مديرة برنامج الوقاية من السمنة في مركز ماكدونالدز وكلية فيلانوفا للتمريض: «قد تساعد دراسات الرصد والمتابعة في تحديد الروابط لكن لا تستطيع تحديد السببية».

وأوضحت أن هذه الدراسات تعتمد على ملاحظة النظام الغذائي والمخاطر الصحية ومعدل استهلاك الأطعمة والمشروبات (FFQ)، والتي قد تكون عرضة لأخطاء المشاركين أو التقليل من حجم استهلاكهم، وأضافت ديوالد أيضًا أن حجم العينة الكبيرة في هذه الدراسة يفيد في تقليل نسبة الخطورة، وقد تدرب فريق الدراسة جيدًا على استخدام استبيانات معدل استهلاك الأطعمة والمشروبات (FFQ)؛ لذلك يمكننا أن ننظر إلى هذه النتائج بموثوقية كبيرة.

اللحوم المصنعة تحوي مستويات عالية من الملح والمواد الحافظة

قالت ديجان: «قد لا تكون الآثار الضارة للحوم المعالجة بسبب محتواها من الدهون المشبعة أو الكوليسترول؛ إذ إن كميات هذه المواد الغذائية هي ذاتها في اللحوم المصنعة أو غير المصنعة، وقد أشارت إلى أن كميات المواد الحافظة والمضافة في اللحوم المصنعة وغير المصنعة تختلف بشكل ملحوظ وهذا يسفر جزئيًّا عن الآثار المتنوعة على الصحة التي أشارت إليها الدراسة، وقالت الدكتورة جوانا كونتريراس المسؤولة عن قسم أمراض قصور القلب في جامعة ماونت سيناي مورونيجسايد في نيويورك: «لذلك نحن ندرك أن تناول محتوى عالٍ من اللحوم المعالجة سيئ لصحتك؛ فهي تحتوي على نسبة عالية من الملح، ما يزيد من ضغط الدم والوزن وأمراض القلب، وأضافت أن المواد الحافظة الاصطناعية سامة لجسم الإنسان، وأن بعض اللحوم المعالجة تحتوي على نسبة من اللحوم المشبعة والتي تعد سيئة.

هل تعدُّ بدائل اللحوم أكثر صحية؟

قالت الدكتورة ديوالد: «من الرائع أن نتوصل إلى أن بدائل اللحوم توفر طعمًا صحيًّا لذيذًا لمن يبحثون عن الطعم دون مخاطر صحية محتملة، وتشمل هذه المنتجات النقانق النباتية وبدائل لحوم البقر المطحونة واللحوم متعددة الاستعمالات والكثير من الأطعمة النباتية سهلة الطبخ»، وأكدت أن بعض المستهلكين قد يرون أن هذه الأطعمة أكثر صحية من مقابلاتها الحيوانية؛ إلا أن هذا قد لا يمثل الواقع دائمًا، وقد تنقلهم إلى مشكلة أخرى، ووفقًا لديوالد قد تكون من أشكال المواد المعالجة، وهذا يعني أنها لا تزال تحتوي على كميات كبيرة من الملح والسكر والملونات الاصطناعية ومواد أخرى تستخدم في الأغذية المعالجة بكثرة.

تزايد الأدلة على أن تناول اللحوم سيئ للصحة

في عام 2015 عدّت منظمة الصحة العالمية أن تناول اللحوم الحمراء قد يكون مسرطِنًا، ووجدت أدلة قوية على أن تناول اللحوم المعالجة مرتبط بالسرطانات في القولون والبنكرياس والبروستات، وأظهرت أبحاث سابقة موثوقة المصدر أن تناول اللحوم الحمراء والمعالجة مرتبط بأمراض القلب، ولكن هل هذا يعني إزالة اللحوم الحمراء من نظامنا الغذائي؟

قالت الدكتورة كونتيراس: «أعتقد أنه من الممكن إعادة النظر في استهلاك كميات صغيرة ومعتدلة»، وأضافت أيضًا أنه من الأفضل تناول اللحوم الخالية من الدهون والطعام غير المعالج قدر الإمكان؛ لأنه صحيٌّ أكثر وفائدته أعلى في هذه الصورة.

وقالت أيضًا: «من أفضل توصياتي تجنب تناول اللحوم المعالجة بشكلٍ عام، وتناول الأغذية الطبيعية والعضوية كالخضروات والفواكه والدهون غير المشبعة، والأطعمة ذات المحتوى المنخفض من الملح»، وأضافت أنه في إحدى دراسات الحالات لا نجد أدلة دامغةً على زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب لأنها تعتمد بشكل كبير على مجموعة من الأدلة الحالية وتتوسع فيها، والتي تؤكد الارتباط الكبير بين تناول اللحوم المعالجة وخطر الإصابة بأمراض القلب.

اقرأ أيضًا:

تناول بيضة واحدة يوميًا يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب

الشاي يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب

هل اللحوم مفيدة أم مضرة؟

هل يزيد النظام الغذائي عالي البروتين خطر النوبات القلبية؟

ترجمة: محمد أمين عرار

تدقيق: محمد الصفتي

مراجعة: تسنيم المنجد

المصدر