يرى الكثيرون أن الحب شعور عليك تعلّمه، لتدركه عندما يحدث. إن احتجت بعض المساعدة في الأمر، إليك 15 أثرًا يدل على الحب:

دماغك في حالة الحب

عندما يتعلق الأمر بالحب، يكون القلب أول عضو يخطر ببالك. مع أن مصطلحات مثل: «التفكير بقلبك» و«أنت تسكن قلبي» و«كسير القلب» تبدو منطقية، فإنك مدين لدماغك، ففيه يحدث كل شيء.

تؤثر التغيرات التي يحدثها الحب في دماغك في مزاجك وسلوكك، خاصةً عندما تكون هذه المشاعر جديدة. تتباطأ بعض التأثيرات بعد ازدهار الحب، وتقوي من التزامك مع الوقت. ما يلي نظرة إلى أهم التأثيرات الأساسية:

الغبطة والخفة

تعود الإثارة البهيجة المدوّخة الناجمة عن الوقوع في الحب إلى الناقل العصبي دوبامين. يعتمد نظام المكافأة في دماغك على الدوبامين لتعزيز السلوكيات الممتعة، مثل تناول الطعام وسماع الموسيقى وممارسة الجنس ورؤية المحبوب.

يُعد التفكير في المحبوب كافيًا لتحريض إفراز الدوبامين، ما يدفعك إلى الشعور بالإثارة والرغبة في السعي للقائه. عند اللقاء يكافئك دماغك بإفراز المزيد من الدوبامين فتشعر بجذل عارم.

يُعتقد أن التواصل مع الحبيب يرتبط بحلقة متصلة، فيسهّل الشعورُ الطيب الناجم عن تزجية الوقت مع الحبيب من استمراريتك فيه. ومن وجهة نظر بيولوجية بحتة، فإنها خطوة أولية مهمة في اختيار قرين مثالي للتزاوج.

الإخلاص والسكينة

ليس الدوبامين الناقل الكيميائي الوحيد في الحب. تعلو مستويات الأوكسيتوسين أيضًا معززةً مشاعر التعلق والطمأنينة والثقة. وهو السبب وراء شعورك بالسلام والراحة بصحبة شريكك، خاصةً عندما يتجاوز الحب الانبهار الأول. قد تبدو هذه الأحاسيس أقوى بعد التلامس والقُبل وممارسة الحب، إنه تأثير الأوكسيتوسين، الذي سُمي هرمون الحب لسبب وجيه. يقوي إفراز الأوكسيتوسين ارتباطك بالمحبوب ويقلل اهتمامك بشركاء آخرين. كلما زاد الشعور الطيب الذي يمنحك إياه المحبوب ازدادت رغبتك في القرب منه.

خمس عشرة طريقة يؤثر بها الحب في عقلك وجسدك! 15 أثرًا يدل على الحب - التغيرات التي يحدثها الحب في دماغك في مزاجك وسلوكك خلال علاقة جديدة

التضحية

يتفق العديد من الناس على أن الحب يشمل درجة معينة من التنازل والتضحية. وتتراوح التضحيات بين الصغيرة مثل الموافقة على طلاء المطبخ بالأصفر بدلًا من الأزرق، والتضحيات الجذرية مثل الانتقال إلى مدينة أخرى أو حتى إلى بلد آخر لتصبح مع شريكك.

قد تجد نفسك مع نمو الحب ترغب في هذه التضحيات، ويُعتقَد أن ذلك يحدث بسبب ميل الشريكين إلى التناغم الناجم جزئيًا عن العصب المبهم الذي ينشأ من الدماغ ويؤدي دورًا في تعبيرات الوجه وإيقاع القلب. قد يساعدك هذا التناغم على ملاحظة حزن شريكك أو ضيقه، ولما كان من الطبيعي أن تجنب محبوبك الألم، فقد تلجأ إلى التضحية في سبيل ذلك.

التفكير المستمر

ربما تفكر في محبوبك على الدوام لدرجة أن يزورك في الحلم. يتعلق هذا جزئيًّا بحلقة الدوبامين التي تعزز هذه الأفكار الطيبة. لكن يقترح بحث من عام 2005 أنك مدين في ذلك لمنطقة أخرى من دماغك، التلفيف الحزامي الأمامي. ربط الخبراء هذا الفص بالسلوكيات القهرية، ما يفسر كثافة أفكارك وتواترها وتحولها إلى استحواذ. مع ذلك، من الطبيعي في بداية الحب أن يستحوذ المحبوب على تفكيرك، ما يعزز رغبتك في تمضية الوقت معه، ويرفع فرص بناء علاقة ناجحة.

نقص التوتر

يترافق الحب المتين مع انخفاض معدلات التوتر. وتساهم المشاعر الإيجابية المترافقة مع إفراز الأوكسيتوسين والدوبامين في تحسين مزاجك. يقترح بحث عام 2010 أن العزاب يعانون ارتفاع معدلات الكورتيزول -هرمون الشدة- أكثر من الأشخاص المرتبطين بعلاقات ملتزمة.

من هو الرفيق إن لم يكن شخصًا يحمل عنك العبء ويساندك؟ إذن من المفهوم أن دعم المحبوب ورفقته يساعدك على تدبُّر أحداث الحياة وتحدياتها على نحو أفضل.

الغيرة

يعتقد الناس أن الغيرة أمر سيئ، لكنها شعور طبيعي يساعدك على الاهتمام باحتياجاتك ومشاعرك.

للغيرة تأثير إيجابي في علاقتك بتطويرها للترابط والتعلق، ما دمت حكيمًا في توظيفها. عندما تلاحظ ظهور مشاعر الغيرة، ذكر نفسك أنها مشاعر طبيعية، ثم أطلِع شريكك عليها بدلًا من التجسس أو تقديم ملاحظات عدوانية وسلبية على سلوكه.

تأثيرات الحب في جسمك

زيادة الرغبة

قد يجعلك الوقوع في الحب شبقًا للغاية. ما الذي يدفعك إلى الرغبة في ممارسة الحب طوال الوقت؟ هنا تؤدي مجموعة أخرى من الهرمونات الدور الرئيسي، الأندروجينات، وهي مجموعة من الهرمونات التي تضم التستوسترون وتزيد من رغبتك في ممارسة الحب مع المحبوب.

يزيد الجنس من إنتاج هذه الهرمونات، ما يؤدي إلى حلقة متصلة يعززها إفراز الأوكسيتوسين والدوبامين.

تبدو ممارسة الحب مع شريكك رائعة وتزيد من الحميمية. لذلك من الطبيعي أن ترغب في المزيد. لا بأس في ذلك، فللجنس الكثير من الفوائد الصحية.

تحسُّن الصحة الجسدية

للحب، خاصة إن تطور إلى علاقة ملتزمة، تأثير إيجابي في الصحة عمومًا. من هذه التأثيرات انخفاض خطر الإصابة بالأمراض القلبية وارتفاع الضغط، وتحسّن المناعة وسرعة التعافي من الأمراض وطول العمر.

استعرض بحث 95 مقالة قارنت معدل وفيات العزاب بالمتزوجين أو الشركاء الذين يعيشون معًا. وجد الباحثون دليلًا على ارتفاع خطر الموت المبكّر عند العزاب إلى 24% وفقًا لبعض الدراسات. ووجدت دراسة عام 2012 شملت 225 بالغًا خضعوا لعملية زرع مجازة إكليلية دليلًا على أن الحب قد يطيل العمر. فقد كان لدى الأشخاص المتزوجين عند إجراء العملية فرصة أكبر بـ 205 أضعاف للنجاة بعد مرور 15 عامًا.

وزاد الرضا في بيت الزوجية من المعدل، فمن أفادوا برضاهم بالزواج كان معدل بقائهم على قيد الحياة أعلى بـ 302 ضعف مقارنةً بمن هم أقل رضًا.

شفاء الألم

ربما يمنحك التفكير في المحبوب بعض العزاء والقوة عندما تعاني خطبًا ما. وفقًا لدراسة عام 2010 بحثت في 15 حالة لبالغ في علاقة رومانسية بدأت خلال الأشهر التسعة السابقة للدراسة، شعر المشاركون بتناقص الألم بمعدلات متوسطة إلى مرتفعة عند القيام بأحد الأمور التالية:

  •  الإجابة عن تداخل كلمات سريع عُرِض لتقليل الألم خلال بحث سابق.
  •  النظر إلى صورة شخص جذاب يعرفه شخصيًّا.
  •  النظر إلى صورة شريكهم العاطفي.

لاحظ الباحثون انخفاض الألم عند النظر إلى صورة الشريك. ولاحظوا أيضًا أن النظر إلى صورته حفز نظام المكافأة في الدماغ، ما أشار إلى تخفيف الشعور بالألم.

الآثار السلبية

ازدياد التوتر

يزداد الإنهاك في العلاقات الملتزمة طويلة الأمد مع الوقت. في بداية الحب يزداد التوتر وهذا منطقي، فقد يبدو الوقوع في الحب دقيقًا وصعبًا خاصةً قبل معرفة مشاعر الطرف الآخر. والقليل من التوتر لا يضر ما دام يحفزك للسعي وراء حبك. لكن إن أثّر ترقّبك لمحادثة شريكك سلبًا في إتمام عملك، فقد تكون في مشكلة.

الأعراض الجسدية

يستجيب جسدك للتوتر الناجم عن الحب بإنتاج النورإبينيفرين والأدرينالين، الهرمونات ذاتها التي تُنتجها عند مواجهة الخطر، وتسبب طيفًا من الأعراض الجسدية مثل شعور باضطراب البطن الذي قد يدفعك إلى التقيؤ.

تشعر عند رؤية المحبوب أو التفكير به بالتوتر والاضطراب، وتتلعثم دون سبب، ما يدفعك إلى القلق وعدم الطمأنينة.

تغير عادات النوم والشهية

تبقيك معدتك القلقة مستيقظًا وتصعّب تناول الطعام، فعندما تتركز أفكارك على المحبوب قد لا تهتم بالطعام.

تؤثر التغيرات الهرمونية في شهيتك وقدرتك على النوم. سيساعدك الطعام الجيد والنوم الجيد على الاستعداد لكل الأحداث.

تشوش الرؤية

عندما تعيش حبًّا مضطرمًا، فإن أجزاء دماغك المسؤولة عن استجلاء الخطر (اللوزة) واتخاذ القرارات (الفص الجبهي) يقل نشاطها، ما يحرمك هذه المهارات. يترتب على ذلك نتائج أخطر مثل عدم القدرة على رؤية علامات الإنذار.

إدمان الحب

قد تعاني نمطًا تحن فيه إلى المرحلة الرائعة في بداية الحب. وقد يشعر من أدمن الحب بالحاجة إلى إنهاء العلاقة حين يتلاشى شعوره بالحب.

إذا لاحظت هذه العلامات فربما حان الوقت لأخذ استراحة قصيرة من المواعدة. قد يساعدك الحديث إلى معالج على وضوح بصيرتك.

اقرأ أيضًا:

هرمون الحب، هل يسبب العدوانية؟

لماذا نخاف الوقوع في الحب؟

ترجمة: سِوار قوجه

تدقيق: أكرم محيي الدين

مراجعة: تسنيم المنجد

المصدر