يحدث داء إيرليخ وأنابلاسموسيس بسبب الجراثيم الشبيهة بالريكتسيا؛ إذ يحدث داء إيرليخ بسبب جراثيم الإيرليخية الشافينية Ehrlici chaffeensis، ويحدث الأنابلاسموسيس بسبب جراثيم أنابلاسما فاجوسايتوفيلم Anaplasma phagocytophilum. تنتقل الجرثومتان إلى الإنسان عن طريق القرّاد.

تشبه أعراضُ هذا المرض أعراضَ حمّى جبال روكي البقعية، ولكن يكمن الاختلاف في أن الطفح أقل شيوعًا هنا. يبدأ المرض بحمّى وقشعريرة وصداع وإرهاق، وتكون الأعراض مفاجئةً.

يتبع داء إيرليخ وأنابلاسموسيس لأمراض الريكتسيا.

تسبب الإيرليخية الشافينية داء إيرليخ البشري للخلايا وحيدة النوى.

وُجدت معظم حالات داء إيرليخ للخلايا وحيدة النوى في الجنوب الشرقي والجنوب المركزي في الولايات المتحدة، حيث يستوطن العامل الناقل مفصليّ الأرجل (القرّادُ وحيد النجمة).

تسبب الأنابلاسما فاجوسايتوفيلم داء الأنابلاسموسيس البشري في الخلايا المحببة.

يحدث هذا الداء في الشمال الشرقي ووسط الأطلسي والغرب الأوسط الأعلى والساحل الغربي للولايات المتحدة، حيث يستوطن العامل الناقل مفصلي الأرجل (القراد ذو القشرة القاسية) .

يكون العامل الناقل والبيئة الحاضنة نفسها أيضًا لكل من داء لايم وداء البابسيات وفيروس بواسان؛ لذا يكتسب المرضى أحيانًا عدوى مرافقة عند عضهم من قبل القرّاد المصاب بواحد أو أكثر من هذه العضويات.

سُجلت عدة حالات من الأنابلاسموسيس بعد عمليات نقل الدم من متبرعين غير عرضيين او متبرعين لديهم عدوى حادة.

يصاب الشخص بأكثر من نمط من العضويات في نفس الوقت؛ بسبب امتلاك داء لايم وداء البابسيات، القرّاد الناقل نفسه والبيئة المستوطن فيها نفسها للأنابلاسموسيس.

داء إيرليخ وأنابلاسموسيس

داء إيرليخ وأنابلاسموسيس

يكون الاختلاف بشكل رئيس في الخلية الهدف، إذ يستهدف داء إيرليخ وحيدات النوى أما داء الأنابلاسموسيس فيستهدف المحببات، ولكن لا ينعكس ذلك إلا بشكل بسيط على التظاهرات السريرية.

أعراض داء إيرليخ وأنابلاسموسيس

تتطابق التظاهرات السريرة لداء إيرليخ والأنابلاسموسيس، فتكون بعض الحالات لا عرضية. تبدأ معظم الحالات بدايةً مفاجئة بأعراض غير نوعية مشابهة للأنفلونزا كالحمى والقشعريرة وآلام عضلية وضعف وغثيان وإقياء وسعال، ثم يبدأ الصداع والإرهاق العام عادةً بعد 12 يوم من عضة القراد.

لا يشيع الطفح في أنابلاسموسيس، ولكن قد يظهر لدى بعض المرضى بالإيرليخية الشافينية طفحٌ حطاطيٌّ بقعي أو حبري على الجذع والأطراف.

قد يسبب داء إيرليخ وأنابلاسموسيس تخثرًا منتشرًا ضمن الأوعية وقصورَ أعضاء متعدد واختلاجاتٍ (نوبات تشنجات) وسبات coma.
تكون الأعراضُ أشدَّ عند ناقصي المناعة وتكون أيضًا نسبة الوفيات بينهم أعلى. (ناقصو المناعة: هم المثبَّطون مناعيًا الذين يتناولون الستيرويدات القشرية، والذين يتلقون علاجًا كيميائيًا للسرطان، و الذين يتلقون علاجًا طويل الأمد بمثبطات المناعة بعد زراعة الأعضاء، والمصابون بفيروس عوز المناعة المكتسب، أو استئصال الطحال).

تشخيص داء إيرليخ وأنابلاسموسيس

يجري التشخيص بفحص تفاعل البوليميرز المتسلسل PCR في عينة دموية.

تتاح الفحوصات المصلية المشخِّصة لداء إيرليخ وأنابلاسموسيس، ولكن يُعد تفاعل البوليميرز المتسلسل على عينة دموية أكثر حساسية ونوعية، ويساعد على التشخيص الباكر؛ لأن الفحوص المصلية تتطلب مقارنةَ عيارات متسلسلة.

يمكن أن يساعد التضمين السيتوبلاسمي للوحيدات التي تصاب بداء إيرليخ، أو المحببات التي تصاب بداء أنابلاسموسيس في التشخيص، ولكنه يشيع أكثر في الأنابلاسموسيس.

تساعد اختبارات وظائف الدم والكبد في تحديد الاضطرابات الكبدية والدموية مثل قلة الكريات البيض، وقلة الصفيحات وارتفاع مستويات ناقلات الأمين.

علاج داء إيرليخ وأنابلاسموسيس

دوكسيسيكلين

يفضل البدء بالعلاج قبل وصول نتائج الفحوص والاختبارات؛ لأن البدء الباكر بالعلاج يجعل المرضى يستجيبون بسرعة وبشكل أفضل، ومن ناحية أخرى، يقود التأخير في العلاج إلى مضاعفات خطيرة مثل الإنتانات الفيروسية والفطرية الفائقة والوفيات بنسبة 2-5%.

يبدأ العلاج الرئيس بجرعة فموية أولية 200 ملغ من الدوكسيسكلين، ثم جرعة 100 ملغ مرتين يوميًا، ويستمر إلى أن يتحسن المريض وتغيب الحرارة مدة 24_48 ساعة، ويجب الاستمرار في العلاج مدة أسبوع على الأقل بعد ذلك. من الجدير بالذكر: لا يكون العلاج بالكلورامفينيكول فعالًا.

يستمر بعض المرضى بالشعور بالصداع والضعف والإرهاق العام لعدة أسابيع بعد العلاج المناسب.

الوقاية

  • لا يوجد لقاح متاح للوقاية، ولكن نستطيع اتخاذ تدابير الوقاية من عضة القراد.
  • يُنصح باتخاذ بعض الإجراءات لمنع وصول القراد إلى الجلد، مثل:
  • البقاء ضمن المسار والطريق.
  • إدخال أطراف السروال في الحذاء أو الجوارب.
  • ارتداء ملابس ذات أكمام طويلة.
  • تطبيق طارد الحشرات الحاوي على ثنائي إيتيل التولوتاميد على الجلد.

تنويه: يجب تطبيق طارد الحشرات بحذر عند الأطفال بسبب التفاعلات السمية التي سُجِّلت.

يؤثر البيرميثرين المطبق على الملابس بشكل قوي ويقتل القراد، وعلى أي حال يجب أن نبحث دائمًا عن القراد وخاصة في المناطق المشعرة عند الأطفال؛ لأنه يستوطن فيها، وعند العثور عليه، تجب إزالة القراد المحتقن بعناية دون سحقه بين الأصابع؛ لأن ذلك قد يسبب انتقال العدوى؛ لذا يجب تجنب عصر جسم القرادة، بل نحاول أن نجذبها بملقط صغير بشكل تدريجي، ثم بعد ذلك يجب تنظيف نقطة التماس بالكحول.

لا يساعد جيلاتين البترول وأعواد الثقاب المشتعلة وغيرها من المهيجات في إزالة القراد ولا يجب استخدامها، لا يوجد وسائل فعالة متاحة للتخلص من القراد في المناطق التي تستوطنها، ولكن يمكن تقليل أعدادها بوساطة التحكم بمجموعات الحيوانات الصغيرة.

نقاط مفتاحية

  • يُنقل داء إيرليخ وأنابلاسموسيس بالقراد، ويرتبطان بأمراض الريكتسيا.
  • تتماثل الأعراض في كلا المرضين مع بداية مفاجئة شبيهة بالانفلونزا.
  • لا يشيع الطفح في أنابلاسموسيس.
  • يسبب المرضان تخثرًا منتشرًا ضمن الأوعية، وقصور أعضاء متعدد، واختلاجات وسبات.
  • يُعد فحص تفاعل البوليميرز المتسلسل على الدم أكثر حساسية ونوعية من الفحوص المصلية، ويساعد في التشخيص الباكر.
  • لا بد من البدء الباكر بالعلاج بالدوكسيسيكلين قبل وصول نتائج المختبر.

اقرأ أيضًا: داء لايم: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة علا سليمان – تدقيق الياس عباس – مراجعة تسنيم الطيبي

المصدر