داء القربيات، المعروف أيضًا باسم القربية القولونية، داء معوي طفيلي حيواني المصدر، يترافق مع التهابات تقرحية في جدران الأمعاء الغليظة.

ينتقل داء القربيات إلى البشر عبر السبيل البرازي الفموي. براز الخنزير هو المصدر الأساسي، أيضًا تُعد المياه والأطعمة الملوثة من الطرق الشائعة لنقل العدوى.

توجد القربية القولونية في صورة أتروفة، وهو الشكل النشط من دورة حياة الأوالي. عادةً ما تصيب الأمعاء الغليظة، من الأعور إلى المستقيم. ويمكنها التكاثر بالانشطار الثنائي المستعرض، وتتغذى على البكتيريا.

يتناول البشر الكيسات المُعدية، التي تنتقل بعد ذلك إلى الأمعاء الغليظة والأعور واللفائفي النهائي. تسكن الكائنات الدقيقة أساسًا في تجويف الأمعاء، لكنها تستطيع اختراق الغشاء المخاطي، فتسبب القرحة بواسطة إفراز إنزيم الهيالورونيداز، الذي يعزز قدرتها على اختراق الغشاء المخاطي.

يساعد ما يلي على اختراق الغشاء المخاطي المعوي:

  •  إنتاج الهيالورونيداز، الذي يهضم حمض الهيالورونيك الضروري للحفاظ على تماسك الخلايا الظهارية المخاطية.
  •  إنتاج إنزيمات انحلال البروتين بواسطة الطفيلي.
  •  قد يسبب نشاط التحلل البروتيني للطفيلي اختراق الأنسجة وثقب الأمعاء.

قد يسبب داء القربيات عدوى دون أعراض. تتراوح الأعراض السريرية لداء القربيات من الخفيفة إلى الشديدة. يعمل المُضيف الذي لا تظهر عليها أعراض بوصفه حاملًا للعدوى. عادةً ما يكون الأفراد المصابون بعدوى مزمنة مصابين بالإسهال والتشنج وآلام البطن.

الزحار الهدبي:

تسبب عدوى القربية القولونية الزحار الهدبي. الإسهال المتقطع بالتناوب مع الإمساك وهو أحد الأعراض النموذجية للالتهابات البسيطة.

الأعراض السريرية للزحار الهدبي مشابهة لتلك الخاصة بالزحار الأميبي. للعدوى الشديدة معدل وفيات مرتفع، خاصةً لدى المرضى الذين يعانون نقص المناعة وسوء التغذية.

العرض الأخطر لعدوى القربية القولونية هو فقدان الوزن، وقد يحدث أيضًا نزيف وثقب معوي بسبب إنتاج الإنزيمات المحللة للبروتين.

أسباب داء القربيات‎:

تشمل عوامل الخطورة لداء القربيات الاتصال مع الخنازير، والتعامل اليدوي مع أسمدة ملوثة بفضلات الخنازير، والعيش في المناطق حيث تكون مصادر المياه ملوثة ببراز الحيوانات المصابة.

من عوامل الخطر الأخرى: سوء التغذية، وانخفاض حمض المعدة، وإدمان الكحول، ونقص المناعة.

التشخيصات التفريقية:

  •  الزحار الأميبي.
  •  التهابات الأمعاء الفطرية المزمنة.
  •  التهاب القولون.
  •  السل المعوي.

الدراسات المخبرية:

العينة المناسبة لتشخيص داء القربيات هي عينة البراز. تُجمع ثلاث عينات من البراز على فترات، إذ تُفرز الطفيليات إفرازًا متقطعًا.

في حالات الحمل الطفيلي المنخفض، قد تساعد طرق التركيز -مثل الترسيب- على استعادة الأكياس.

تمكن رؤية الأتاريف المتحركة، في مراحل النشاط والتغذية والتكاثر، بالفحص المجهري لعينة ملحية رطبة من البراز الإسهالي الحديث، إضافةً إلى السائل القصبي. يتراوح حجم الأتروفة من 30 إلى 300 ميكرومتر طولًا، ومن 30 إلى 100 ميكرومتر في الاتساع. وهي مغطاة بأهداب وبيضوية الشكل، مع نهاية أمامية مدببة ونهاية خلفية مستديرة. يقع الجسيم الخلوي –الفم- في الطرف الأمامي منها، وفتحة الشرج في الجزء الخلفي.

يصعب تشخيص العدوى الرئوية، إذ إن الخلايا الطلائية الرئوية المهدبة يصعب تمييزها عن الأتروفات الهدبية. مع ذلك، يمكن تمييزها بناءً على الحجم والشكل والحركة. أتروفة القربية أكبر حجمًا وبيضوية الشكل، في حين تُظهِر الخلايا الطلائية الهدبية حركة لولبية تقليدية. يساعد الفحص المجهري للأطوار على التمييز بينهما بوضوح.

الإجراءات:

● تنظير القولون: إجراء فحص بالمنظار للقولون للحصول على خزعة من القرحة، من ثم المساعدة على تشخيص داء القربيات.

● غسل القصبات: قد تُحدد الكائنات الدقيقة من إفرازات الشعب الهوائية.

علاج داء القربيات‎:

العناية الطبية:

يجب تعويض السوائل المفقودة والشوارد لدى مرضى داء القربيات الذين يعانون الإسهال الشديد.

العناية الجراحية:

نادرًا ما يؤدي داء القربيات إلى التهاب حاد في الزائدة الدودية، ما يتطلب استئصال الزائدة.

الوقاية:

تتطلب التدابير الوقائية النظافة الشخصية والمجتمعية الفعالة. من الإجراءات الفعالة الموصى بها:

  •  تنقية مياه الشرب.
  •  التعامل اليدوي الصحيح مع المواد الغذائية.
  •  التخلص الحذر من البراز البشري.
  •  مراقبة المخالطين لمرضى داء القربيات.

العلاج الدوائي:

يهدف العلاج الدوائي إلى خفض حدة المرض ومنع المضاعفات. قد يتطلب الأمر دورات علاجية لفترات طويلة لعلاج داء القربيات لدى المرضى الذين يعانون نقص المناعة.

المضادات الحيوية:

يجب أن يكون العلاج بالمضادات الحيوية شاملًا، إذ يغطي جميع مسببات المرض المحتملة. التتراسيكلين هو العلاج الأمثل، ويُعد الميترونيدازول بديلًا أساسيًا. يودوكينول وبوروميسين ونيتازوكسانيد هي أيضًا علاجات فعالة ضد داء القربيات.

اقرأ أيضًا:

قد يتأثر الدافع الجنسي وفقدان الرغبة الجنسية ببكتيريا الأمعاء!

اختبار الدم الخفي في البراز: دواعي الإجراء والنتائج

ترجمة: كلوديا قرقوط

تدقيق: أكرم محيي الدين

مراجعة: لبنى حمزة

المصدر