داء الكلية متعددة الكيسات هو اضطراب كلية موروث، يؤدي إلى تشكل كيسات مليئة بالسوائل في الكلية. قد يضعف داء الكليَة متعدّدة الكيسات وظائف الكلية ويسبب الفشل الكلوي في نهاية المطاف، فهو السبب الرئيسي الرابع للفشل الكلوي.

قد تتطور لدى الأشخاص الذين يعانون من داء الكليَة متعدّدة الكيسات كيسات في الكبد ومضاعفات أخرى.

الأعراض

يعيش كثير من الناس مع داء الكلية متعددة الكيسات لسنوات دون أن يعانوا من الأعراض المرتبطة بالمرض. تنمو الكيسات عادةً لحجم 1.25 سم أو أكبر قبل أن يبدأ الشخص في ملاحظة الأعراض، يمكن أن تشمل الأعراض الأولية المرتبطة بداء الكلية متعددة الكيسات:

  •  ألم أو إيلام (أي ألم عند الضغط) في البطن
  •  دم في البول
  •  كثرة التبول
  •  ألم في الجانبين
  •  التهاب المسالك البولية
  •  حصى الكلى
  •  ألم أو ثقل في الظهر
  •  تكدّم الجلد بسهولة
  •  لون بشرة باهت
  •  إعياء
  •  ألم المفاصل
  •  تشوهات الأظافر

الأطفال الذين يعانون من داء الكلية متعددة الكيسات المتنحية وراثيًا قد يكون لديهم أعراض تشمل:

  •  ضغط دم مرتفع
  •  التهاب المسالك البولية
  •  كثرة التبول

قد تشبه الأعراض لدى الأطفال اضطرابات أخرى، لذلك ينبغي إجراء استشارة طبية لأي طفل يعاني أيًا من الأعراض المذكورة أعلاه.

الأسباب

داء الكلية متعددة الكيسات هو مرض موروث بشكل عام، وقد يتطور بشكل أقل شيوعًا لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل خطيرة في الكلية.

هناك ثلاثة أنواع من داء الكليَة متعدّدة الكيسات:

  •  داء الكليَة متعدّدة الكيسات ذو الوراثة الجسدية السائدة: يُطلق عليه أحيانًا داء الكليَة متعدّدة الكيسات لدى البالغين، ويمثل حوالي 90% من الحالات وفقًا لجامعة شيكاغو للطب. يمكن أن يتطور هذا المرض بنسبة 50% عند الشخص الذي يعاني أبوه أو أمه من داء الكليَة متعدّدة الكيسات.

تتطور الأعراض عادةً في وقت لاحق من العمر، بين 30-40 عامًا. ومع ذلك، يبدأ بعض الأشخاص في اختبار الأعراض في مرحلة الطفولة.

  • داء الكليَة متعدّدة الكيسات ذو الوراثة الجسدية المتنحية: أقل شيوعًا بكثير من النوع السابق وهو أيضًا موروث. ليُصاب الطفل بالمرض؛ على كلا الوالدين أن يحملا الجين الخاص بالمرض.

لا تتطور أي أعراض لدى الأشخاص الذين يحملون جينًا واحدًا من داء الكليَة متعدّدة الكيسات ذي الوراثة الجسدية المتنحية. أما إذا ورثوا جينين، واحدًا من الأب والآخر من الأم، فسيعانون من المرض.

هناك أربعة أنواع من داء الكلية متعددة الكيسات ذي الوراثة الجسدية المتنحية: شكل ما عند الولادة: يظهر منذ الولادة.

  •  الشكل الوليد: يظهر خلال الشهر الأول من الحياة.
  •  الشكل الطفلي: يظهر في عمر 3 أشهر إلى 12 شهرًا.
  •  الشكل اليافع: يظهر بعد عمر السنة.

داء الكليَة متعدّدة الكيسات المكتسب: هو مرض غير موروث، يحدث عادةً في وقت لاحق من الحياة. يتطور عادةً لدى الأشخاص الذين لديهم بالفعل مشاكل أخرى في الكلية. وهو أكثر شيوعًا عند الأشخاص الذين يعانون من الفشل الكلوي أو الذين يخضعون لغسيل الكلية.

داء الكلية متعددة الكيسات: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج اضطراب كلية موروث تشكل كيسات مليئة بالسوائل في الكلية الفشل الكلوي

التشخيص

نظرًا لأن داء الكلية متعددة الكيسات ذا الوراثة الجسدية السائدة وداء الكلية متعددة الكيسات ذا الوراثة الجسدية المتنحية هما مرضان موروثان، سيراجع طبيبك تاريخ عائلتك. قد يطلب في البداية تعداد دم كامل للبحث عن فقر الدم أو علامات العدوى وتحليل البول للبحث عن الدم أو البكتيريا أو البروتين في البول.

لتشخيص جميع أنواع داء الكليَة متعدّدة الكيسات الثلاثة، قد يستخدم طبيبك اختبارات التصوير للبحث عن كيسات الكلية والكبد والأعضاء الأخرى، تشمل اختبارات التصوير المستخدمة لتشخيص داء الكلية متعددة الكيسات:

  •  الموجات فوق الصوتية للبطن (إيكو البطن): يستخدم هذا الاختبار غير الجراحي موجات صوتية للبحث عن الكيسات في كليتيك.
  •  الفحص الطبقي المحوسب للبطن: يمكن أن يكشف هذا الاختبار عن الكيسات الأصغر في الكلى.
  •  التصوير بالرنين المغناطيسي للبطن: يستخدم هذا الاختبار مغناطيسات قوية لتصوير جسمك وتصوّر بنية الكلى والبحث عن الكيسات فيها.
  •  صورة الحويضة الوريدية: يستخدم هذا الاختبار نوعًا خاصًا من الصباغ لجعل الأوعية الدموية تظهر بشكل أكثر وضوحًا على صورة الأشعة السينية.

المضاعفات

بالإضافة إلى الأعراض التي تعاني منها بشكل عام من داء الكلية متعددة الكيسات، قد تكون هناك مضاعفات عندما تكبر الكيسات في الكلى.

بعض هذه المضاعفات يمكن أن تشمل:

  •  ضعف مناطق في جدران الشرايين، فيتشكل ما يسمى أمهات الدم الأبهرية أو الدماغية
  •  كيسات في الكبد
  •  كيسات في البنكرياس والخصيتين
  •  رتوج أو أكياس أو جيوب في جدار القولون
  •  تطور مرض الساد في العين أو العمى
  •  أمراض الكبد
  •  انسدال الصمام التاجي
  •  فقر الدم أو عدم كفاية خلايا الدم الحمراء
  •  نزيف أو انفجار الكيسات
  •  ضغط دم مرتفع
  •  قصور كبدي
  •  حصى كلوية
  •  أمراض القلب

علاج داء الكلية متعددة الكيسات

يهدف علاج داء الكلية متعددة الكيسات إلى إدارة الأعراض وتجنب المضاعفات، السيطرة على ارتفاع ضغط الدم هو الجزء الأكثر أهمية في العلاج.

تشمل بعض خيارات العلاج:

  •  الأدوية المسكنة للألم، باستثناء الإيبوبروفين ومشابهاته، والتي لا ينصح بها لأنها قد تؤدي إلى تفاقم مرض الكلية
  •  أدوية ضغط الدم
  •  المضادات الحيوية لعلاج عدوى المسالك البولية
  •  اتباع نظام غذائي منخفض الصوديوم
  •  مدرّات البول للمساعدة في إزالة السوائل الزائدة من الجسم
  •  عملية جراحية لتصريف الكيسات والمساعدة في تخفيف الانزعاج

إذا سبب داء الكلية متعددة الكيسات المتقدم الفشل الكلوي فقد نحتاج لغسيل الكلية وزرع الكلية وقد يلزم استئصال إحدى الكليتين أو كلتيهما.

التأقلم مع داء الكليَة متعدّدة الكيسات ودعم المرضى

إذا شُخصت بداء الكلية متعدّدة الكَيسات فهذا سيتوجب بعض التغييرات في حياتك وحياة عائلتك، قد تعيش مجموعة متنوعة من المشاعر عندما تتلقى تشخيص داء الكليَة متعدّدة الكيسات أو خلال محاولتك التكيف مع الحالة، قد يفيدك التواصل مع شبكة دعم من العائلة والأصدقاء.

قد ترغب أيضًا في التواصل مع اختصاصي تغذية والذي يمكن أن يوصيك بخطوات غذائية لمساعدتك من أجل الحفاظ على ضغط دم منخفض والمساعدة على تقليل العمل المطلوب من الكلى، فهي المسؤولة عن الترشيح وتوازن الشوارد ومستويات الصوديوم.

تقدّم العديد من المنظمات الدعم والمعلومات للأشخاص الذين يعيشون مع داء الكلية متعددة الكيسات:

  •  يوجد لدى مؤسسة داء الكلية متعددة الكيسات فروع في جميع أنحاء العالم لدعم الذين يعانون من المرض وعائلاتهم، تستطيع زيارة موقعها على الإنترنت للعثور على فرع قريب منك.
  •  تقدم المؤسسة الوطنية للكلية مجموعات دعم وتعليم لمرضى الكلى وعائلاتهم.
  •  تشارك الجمعية الأمريكية لمرضى الكلية في الدعوة لحماية حقوق مرضى الكلية في جميع المستويات الحكومية ومؤسسات التأمين.

يمكنك أيضًا التحدث إلى اختصاصي أمراض الكلية أو عيادة غسيل الكلية المحلية للعثور على مجموعات الدعم في منطقتك. ليس عليك أن تكون من الخاضعين لغسيل الكلية من أجل الوصول إلى هذه الموارد.

إذا لم تكن مستعدًا أو ليس لديك الوقت للذهاب إلى مجموعة دعم، فكل مؤسسة من هذه المنظمات لديها موارد ومنتديات عبر الإنترنت.

دعم الإنجاب

نظرًا لأن داء الكلية متعددة الكيسات يمكن أن يكون حالة وراثية، فقد يوصي طبيبك بزيارة مستشار وراثي يمكنه مساعدتك في معرفة خريطة التاريخ الطبي لعائلتك فيما يتعلق بداء الكلية متعددة الكيسات.

قد تساعدك الاستشارة الوراثية في تقييم القرارات المهمة، مثل احتمال إصابة طفلك بمرض داء الكلية متعددة الكيسات.

الفشل الكلوي وخيارات الزرع

الفشل الكلوي هو أحد أخطر مضاعفات داء الكلية متعدّدة الكيسات، في هذه الحالة لا تكون الكليتان قادرتين على:

  •  تصفية النفايات
  •  الحفاظ على توازن السوائل
  •  الحفاظ على ضغط الدم

عند حدوث ذلك، سيناقش طبيبك الخيارات التي قد تشمل علاجات زرع الكلية أو غسيل الكلية الذي يعمل بمثابة كليتين اصطناعيتين.

إذا وضعك طبيبك على قائمة زرع الكلية، فهناك عدة عوامل تحدد ترتيبك على القائمة. وتشمل: صحتك العامة، ومدة البقاء المتوقع، والوقت الذي أمضيته وأنت تخضع للغسيل الكلوي. من الممكن أيضًا أن يتبرع لك صديق أو قريب بكلية، نظرًا لأن الأشخاص يمكنهم العيش بكلية واحدة فقط مع مضاعفات قليلة نسبيًا، فقد يكون هذا خيارًا للعائلات التي لديها مانح راغب.

يمكن أن يكون قرار الخضوع لعملية زرع الكلى أو التبرع بكلية لشخص مصاب بمرض الكلى قرارًا صعبًا لذلك يمكن أن يساعدك التحدث إلى طبيب الكلية على تقييم خياراتك ويمكنك أيضًا أن تسأل عن الأدوية والعلاجات التي ستساعدك على تحقيق مستوى جيد من الحياة قدر الإمكان في غضون ذلك.

وفقًا لجامعة ولاية آيوا University of Iowa، توفر عملية زرع الكلى وسطيًا وظيفة جيدة للكلية خلال 10 إلى 12 سنة.

التوقعات

بالنسبة لمعظم الناس، يزداد داء الكلية متعددة الكَيسات سوءًا مع مرور الوقت وتشير التقديرات إلى أن 50% من المصابين بداء الكلية متعددة الكيسات سيعانون من الفشل الكلوي في سن الـ 60، وفقًا لمؤسسة الكلية الوطنية يرتفع هذا العدد إلى 60% بحلول سن 70. نظرًا لأن الكلية عضو مهم، فقد يؤثر فشلها على أعضاء أخرى مثل الكبد.

يمكن أن تساعدك الرعاية الطبية المناسبة في إدارة أعراض داء الكلية متعددة الكيسات لسنوات. إذا لم تكن لديك مشاكل طبية أخرى، فقد تكون مرشحًا جيدًا لإجراء عملية زرع الكلى.

قد تفكر أيضًا في التحدث مع مستشار وراثي إذا كنت تملك تاريخًا عائليًا لداء الكلية متعددة الكيسات وكنت تخطط لإنجاب أطفال.

اقرأ أيضًا:

اعتلال الكلية بالغلوبيولين المناعي A (داء بورغر)

العلاجات المتنوعة للقصور الكلوي من الأدوية إلى زرع الكلية

ترجمة: إياد رشيد الشاعر

تدقيق: لبنى حمزة

المصدر