داء المبيضات الجهازي هو مرض فطري ناجم عن العدوى بأحد أنواع فطور (المبيضات) ويختلف عن أدواء المبيضات الموضعية التي تصيب الفم والبلعوم والمهبل في أنه خمج خطير تطال تأثيراته القلب والدماغ والعظم والعينين وأجزاء أخرى من الجسم. تتواجد فطور المبيضات بشكل طبيعي (مُطاعم) في مناطق معينة من الجسم (الفم والبلعوم والأمعاء والمهبل وعلى الجلد) دون أن تسبب أية مشاكل صحية، وبذلك يعد الإنسان مستودعًا لها، ويمكنها أن تدخل المجرى الدموي أو تصل إلى الأعضاء الداخلية وتسبب المرض عند الأشخاص المؤهبين لذلك.

في الولايات المتحدة، يعد داء المبيضات الجهازي الدموي أشيع أشكال داء المبيضات الجهازي، كما أنه أحد أهم أسباب الأخماج الدموية التي تصيب المرضى في المستشفيات، يتطلب استشفاءً طويلًا و ينتهي بالموت في حالات كثيرة.

تعالج أخماج المبيضات باستخدام الأدوية المضادة للفطور، وتُعطى هذه الأدوية وقائيًا للمرضى المؤهبين للإصابة بداء المبيضات الجهازي، كمرضى السرطان والمرضى المعالجين بزرع الأعضاء أو زرع النقي.

تتطور هذه الحالة المرضية عادةً عند مرضى مصابين بأمراض أخرى، فيصبح من الصعب التمييز بين أعراض الإصابة بالمبيضات وأعراض الحالة المرضية الأصلية.

إن أشيع الأعراض هي الحمى والعرواءات (القشعريرة) وهي أعراض غير نوعية ولا تستجيب للمعالجة بالمضادات الحيوية المستخدمة لعلاج الأخماج الجرثومية. تتطور الأعراض عند انتشار الخمج إلى مناطق أخرى من الجسم، مسببةً التهاب شغاف القلب أو التهاب البيريتوان أو التهاب السحايا أو التهاب العظم والنقي أو التهاب المفاصل أو التهاب باطن العين. يترافق داء المبيضات الجهازي بنسبة وفيات تقارب 30% ضمن المشفى.

الأشخاص المؤهبون للإصابة بداء المبيضات الجهازي:

  •  المرضى الذين أقاموا في وحدات العناية الفائقة مدةً طويلة.
  •  المرضى الذين تلقوا قثطرة وريدية مركزية.
  •  المرضى مُضْعَفو المناعة (كما يحدث عند تلقي العلاج الكيميائي للسرطان، زرع الأعضاء، انخفاض تعداد الكريات البيض).
  •  المرضى الذين أجروا جراحةً مؤخرًا (خاصة إذا كانت جراحات بطنية متعددة).
  •  المرضى الذين تلقوا معالجة كثيفة بالمضادات الحيوية ضمن المشفى.
  •  المرضى الذين يحصلون على التغذية عبر الوريد أو الذين تلقوا علاجًا بالمضادات الحيوية واسعة الطيف.
  •  مرضى الفشل الكلوي والمعالجين بالتّحال الدموي (غسل الكلية).
  •  مرضى السكري.
  •  المولودون الخُدَّج.

الأفراد الذين يتعاطون العقارات عبر الحقن الوريدي معرضون للإصابة بداء المبيضات الجهازي وخاصة الشكل الدموي، بالإضافة إلى الإصابة الصمامية القلبية وإصابة المفاصل والعظم.

هل الإصابة بداء المبيضات الجهازي مُعدية؟

لا تنتقل الإصابة بشكل مباشر بين الأفراد. تعيش بعض أنواع الفطر القادرة على إحداث الأمراض على الجلد بشكل طبيعي ويمكنها أن تنتقل من شخص إلى آخر وتسبب المرض عند الأفراد المؤهبين.

تنتج معظم الإصابات عن عدوى ذاتية لدى مرضى مؤهبين نتيجة اضطرابات في الحواجز الدفاعية لديهم (الجلد والاغشية المخاطية). بشكل أقل، تصل العدوى إلى المريض عبر أفراد الطاقم الطبي الحاملين لهذه الفطور أو عبر الأدوات الطبية الملوثة.

الوقاية:

داء المبيضات الجهازي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج مرض فطري ناجم عن العدوى بأحد أنواع فطور المبيضات أخماج المبيضات خمج خطير

الأدوية المضادة للفطور: تُقدم مضادات الفطور بشكل وقائي إلى الأشخاص الذين لديهم خطر عالي لحدوث داء المبيضات الجهازي (المعالجة المضادة للفطور الوقائية)، المستهدفون هم:

  •  بعض مرضى زرع الأعضاء.
  •  بعض مرضى وحدات العناية الفائقة.
  •  بعض مرضى العلاج الكيميائي ومرضى نقص الكريات البيض (فقد العدلات).
  •  مرضى تلقوا زرع الخلية الجذعية أو زرع نقي العظم ولديهم انخفاض في عدد الكريات البيض (فقد العدلات).

تعطى المعالجة الوقائية للفطور أيضًا عند بعض المولودين ناقصي وزن الولادة بشدة (أقل من كيلوغرام واحد)، والموضوعين في حاضنات تُحتمل فيها إصابتهم بالعدوى.

كن مريضًا واعيًا:

لحماية نفسك يمكنك أن تتحدث مع مقدم الرعاية الصحية حول وضع القثطرة الوريدية المركزية، ومناقشته حول ضرورة هذا الإجراء ومدة ترك القثطرة، أَعْلم طبيبك إن لاحظت احمرارًا أو ألمًا مكان القثطرة.

ضرورة غسل اليدين والعناية بمن حولك لتجنب العدوى بالفطور والجراثيم.

على مقدمو الرعاية الصحية الالتزام بالتعليمات الخاصة والحصول على المعلومات المفيدة. الاهتمام الجيد بالقثطرة الوريدية المركزية والإدارة المناسبة لاستخدام المضادات الحيوية.

تعيش فطور المبيضات في الجسم وعلى الجلد:

يعيش الفطر المسبب لداء المبيضات الجهازي بشكل طبيعي في الجسم، عادة في الفم والبلعوم والأمعاء والمهبل على الجلد دون أن يسبب أية مشاكل، عند بعض الأشخاص المؤهبين تدخل الفطور المجرى الدموي والأعضاء الداخلية وتسبب داء المبيضات الجهازي.

الأمثلة على الحالات التي تؤهب للإصابة تشمل: وضع القثطرة المركزية لفترة من الزمن أو إجراء التداخلات الجراحية أو عندما يضعف الجهاز المناعي بالعلاج الكيميائي للسرطان.

يمكن أن يحمل العاملون في المجال الصحي فطور المبيضات على أيديهم وقد يكونون سببًا في تفشي هذه الفطور بين المرضى، لذلك تعتبر العناية بالنظافة الشخصية عند العاملين في المجال الطبي أمرًا ضروريًا.

أنواع فطور المبيضات:

تفوق الأنواع المعروفة من فطور المبيضات المئات، القليل منها فقط يُحدث الأخماج، وأشيع الأنواع المُمرضة: المبيضة البيضاء، المبيضة الجرداء، المبيضة المَرَطيَّة، المبيضة المدارية، المبيضة الكروسية.

لهذه الأنواع توزع جغرافي ويختلف نوع الإصابة أيضًا تبعًا للمرضى.

المبيضة أوريس نوع من المبيضات ظهرت إصاباته حول العالم منذ العام 2009 تقريبًا. يشكل هذا النوع خطرًا لكونه مقاومًا للأدوية المضادة للفطور، وينتقل بسهولة بين المرضى والطاقم الطبي، ويسبب أخماجًا مهددة للحياة نسبة وفياتها عالية.

تشخيص داء المبيضات الجهازي:

يتزود مقدمو الرعاية الصحية بمعلومات حول التاريخ المرضي والفحوصات الجسدية والتحاليل المخبرية لوضع التشخيص.

الفحص الأساسي هو اختبار الزرع المُجرى على عينة من دم المريض أو من الأعضاء المصابة، ويعد تحديد نوع المبيضات المسببة أمرًا هامًا لاختيار الدواء الأنسب للمعالجة.

تُعد معايرة المركب السكري المُسمى بيتا-د غلوكان Beta-D-Glucan وسيلةً مساعدةً وهامة أثبتت فعاليةً في التشخيص، إلا أنها غير نوعية للإصابة بالمبيضات.

علاج داء المبيضات الجهازي:

يعتمد نوع الدواء المقدم وجرعته على عمر المريض وحالته المناعية وموقع الخمج وشدته.

العلاج الأولي المقدم في معظم الحالات عند البالغين هو أحد الأدوية المضادة للفطور من فئة إشينوكاندين echinocandin عبر الوريد.

الأدوية في هذه الفئة: كاسيوفنجين Caspofungin، وميكافنجين Micafungin، وأنيدولافنجين Anidulafungin.

ومن الممكن إعطاء الأمفوتريسين ب Amphotericin B أو الفلوكونازول Fluconazole، أو أدوية أخرى في الحالات المناسبة وبعد الحصول على نتائج الزرع والتأكد من فعالية المعالجة بهذه الادوية.

العلاج في داء المبيضات الدموي يستمر مدة أسبوعين بعد اختفاء الأعراض واختفاء فطور المبيضات من الدم.

تحتاج الأخماج المفصلية والعظمية والقلبية وأخماج الجهاز العصبي مدة علاج أطول عادة، وينصح بإزالة القثطرة الوريدية المركزية في حال وجودها.

العلاج الأول عند حديثي الولادة هو الأمفوتريسين ب أو الفلوكونازول ويستمر أسبوعين بعد خلو الدم من الفطور وزوال الاعراض.

اقرأ أيضًا:

التهاب اللسان: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

التهاب الشغاف : الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

انتشار فطريات قاتلة في جميع أنحاء العالم يقلق العلماء

ترجمة: سارة الدنيا

تدقيق: سلمى توفيق

مراجعة: آية فحماوي

المصدر