خلال 900 سنة مرت، حاول الباحثون والفلكيون تفسير مصدر جسمٍ لامع ظهر في سماء اليابان والصين عام 1181. إلا أن دراسة جديدة تؤكد وتقترح تفسيرًا لهذه الظاهرة، إذ رصد الباحثون نجمًا مُحاطا بسديم يتوافق مع بيانات ذلك الجُرم في تلك الحقبة (السديم هو مجموعة من الغازات الكثيفة المتجمعة والتي تتشكل بطرقٍ غير منتظمة). وفي التفاصيل، يُسمى السديم الذي رُصد (Pa-30)، ويعد من السدم الأعلى حرارة في مجرتنا.

ثلاث مشاهد مختلفة لسديم Pa-30. المصدر: (Pascal Le Du et al, The Astrophysical Journal Letters, 2021)

ثلاث مشاهد مختلفة لسديم Pa-30. المصدر: (Pascal Le Du et al, The Astrophysical Journal Letters, 2021)

يتوسع سديم Pa-30 بمعدل 1100 كيلومتر في الثانية، ما يعني أن بدايته كانت منذ نحو ألف عام تقريبًا، عن طريق انفجار مستعر أعظم للنجم (سوبرنوفا) وبالربط بين هذه البيانات وتلك الفترة، من المرجح بأن انفجار المسعر الأعظم هو الذي رُصد في تلك الفترة.

وتحدّث الفلكي والباحث في جامعة مانشستر، ألبيرت زيلجسترا قائلًا: «عودة إلى تلك الفترة التاريخية، نرى بأن الفلكيين وضعوا نجم باركر بين كوكبة تشوانشي، وكوكبة هواغاي، وبالمقاربة مع البيانات الحالية، نرى أن النجم يتوافق مع حدث عام 1181 بكامل المعايير».

من جهةٍ أخرى، تؤكد بعض التقارير التي وصلتنا من القرن الثاني عشر، بأن جُرمًا سماويًا يسطع مثل كوكب زحل، تواجد في السماء مدة ست أشهر (وقد وثقت هذه التقارير موقع هذا الجرم في السماء). حللت دراسات سابقة هذه التقارير محاولة إيجاد رابط بينها وبين البيانات الحالية، إلا أنها لم تنجح في ذلك.

من المرجح بأن نجم باركر وسديم Pa-30 هما مُخلفات تصادم نجوم أقزام بيضاء ذات كثافة عالية، إذ أن تصادمًا كهذا يؤدي إلى انفجار مستعر أعظم نوع la (نجم كسول).

يجد الباحثون صعوبة في دراسة هذا النوع من انفجارات السوبرنوفا، بسبب ندرة البيانات عنها، وعن الانفجار الذي أدى إلى تشكلها.

وعلق ألبيرت قائلًا: «هذا النوع من انفجارات السوبرنوفا تُشكل نحو 10% فقط من الانفجارات التي تحصل). ويضيف: «إن ظهور هذه الإنفجارات في سمائنا (كما حصل عام 1181) يسمح لنا بالتعرف أعمق على خصائصها، وأساس حدوثها».

وأكد ألبيرت بأن مقارنة البيانات التي نمتلكها حاليًا عن ذلك الانفجار، مع بيانات سوبرنوفا نوع la، تُظهر تشابهًا كبيرًا.

في الألف سنة الأخيرة، شهدت مجرتنا خمسة انفجارات مستعرة، استطاع الباحثون التعرف على أصل 4 من هذه الإنفجارات، أهمها كان سديم السرطان الذي يوجد في كوكبة الثور.

سابقًأ، كان هناك العديد من المناظرات حول طبيعة الانفجار الذي يحصل بين نجوم الأقزام البيضاء، واختلف العديد من الباحثين حول نتيجة هذا الإنفجار.

ولكن اكتشاف سديم Pa-30 عام 2013 يراه العديد دليلًا على وجود هذا النوع من انفجارات السوبرنوفا.

واختتم ألبيرت كلامه قائلًا: «إن هذه الدراسة تُعد حلًا لسرٍ تاريخي وفلكي، تمكنا عبرها من التعرف أعمق ولأول مرة على هذا النوع من انفجارات المستعر الأعظم».

اقرأ أيضًا:

المستعر الأعظم ( السوبرنوفا ) – الحدث الأكثر تألقًا في الكون !

كم تبلغ درجة حرارة الذرات المنطلقة من انفجار المستعر الأعظم ؟

ترجمة: محمد علي مسلماني

تدقيق: وسام عمارة

مراجعة: مازن النفوري

المصدر