لا بد أنك قد سمعت عن مركبات أشباه القنب، مثل الكانابيديول ورباعي هيدروكانابينول، فقد أصبح كلاهما موضع جدل علمي كبير. ولكن، يحتوي القنب على مجموعة من المركبات الأخرى الأقل شهرة، إذ عُرف ثلاثة منها بقدرتها على علاج نوبات الصرع عند الفئران.

لقد أصبح استخدام الأدوية الحاوية على القنب في علاج الصرع شائعًا في الآونة الأخيرة، إذ يُستخدم أحيانًا الكانابيديول المقترن بمادة مضادة للصرع مثل الكلوبازام، الأمر الذي يعزز فعالية الدواء. وأراد الباحثون في دراسة حديثة نُشرت في المجلة البريطانية لعلم الأدوية معرفة ما إذا كانت مركبات أشباه القنب الأخرى ذات تأثير مشابه، فعمدوا إلى استخدام مجموعة من أشباه القنب على فئران معدلة جينيًا لتماثل متلازمة دارفيت -وهو نمط من الصرع المستعصي على العلاج عند الأطفال- وأظهرت النتائج أن مُركبات عدة من أشباه القنب الصغرى، مثل الكانابيديفارين وحمض الكانابيديفارين وحمض كانابيغيرول وحمض كانابيغيروفارين، تملك أثرًا مضادًا للصرع.

ومن بين هذه المركبات، كان حمض الكانابيغيرول الأكثر فعالية، إذ وُجد أنه يوفر وقاية أفضل من الكانابيديول ضد أنواع محددة من الصرع، فقد أظهر حمض الكانابيغيرول فعالية قوية ضد النوبات المُحرَضة بالحرارة على وجه التحديد، وكان أثره مشابهًا للكانابيديول وبجرعات أقل بكثير، وعلى النقيض، حرضت الجرعات العالية من حمض الكانابيغيرول نوبًا صرعية عفوية، ما يسلط الضوء على تعقيد العلاقة بين الصرع والقنب.

تقول الطبيبة ليندسي أندرسون أحد الباحثين في هذه الدراسة: «لقد وجدنا أن حمض الكانابيغيرول أكثر فعالية من الكانابيديول في التخفيف من النوب الصرعية المُحرَضة بالحمى في نماذج فئران متلازمة دارفيت، ومع ذلك تملك الجرعات الأعلى منه أثرًا محرضًا لأنماط أخرى من النوب الصرعية، ما يشير إلى محدودية استخدام مركبات القنب، ووجدنا أيضًا أن حمض الكانابيغيرول يملك أثرًا على العديد من المستقبلات المرتبطة بالصرع».

هذه النتائج مثيرة للاهتمام لعدة أسباب، فإضافةً إلى أنه لم يُعرَف سابقًا علاجًا للصرع؛ فإن حقيقة كونه حمضًا من أشباه القنب مهمة جدًا، لأن هذه المركبات نادرًا ما تُستخدَم في الأدوية الحاوية على القنب. توجد معظم أشباه القنب في نبتة القنب بصفتها أحماض، لكنها تخضع لعملية نزع كربوكسيل عند تجفيفه، يتحول بهذا الشكل حمض رباعي هيدروكانابينول إلى رباعي هيدروكانابينول ويتحول حمض كانابيديول إلى الكانابيديول عند تدخينه أو تبخيره أو طبخه أو معالجته بأي طريقة أخرى. نادرًا ما يستهلك الناس أحماض الكانابينويد غير منزوعة الكربوكسيل، وتشير هذه الدراسة إلى وجود فرصة للاستفادة من فوائد القنب الكبيرة.

علاوةً على ذلك، يُعَد حمض الكانابيغيرول طليعة للعديد من أحماض الكانابينويد الأخرى في القنب، مثل حمض رباعي هيدروكانابينول وحمض الكانابيديول، لذلك وصف جوناثان أرنولد المشرف على الدراسة هذا الحمض بأنه السلف لجميع أشباه القنب.

عمومًا، تطرح هذه الدراسة العديد من الأسئلة الهامة، من قبيل أي مركب من هذه المركبات هو الأفضل لاستخدامه في علاج الصرع، وتعطي هذه النتائج أيضًا المصداقية لما يُعرَف بنظرية «أثر الحاشية» التي تنص على أن التأثير المتبادل بين مركبات القنب تزيد من تأثيره العلاجي، بالتالي فإن استخدام نبات القنب كاملًا أفضل من استخدام مركباته معزولة.

ويختم أندرسون: «لقد قمنا بتقييم جميع مركبات الكانابينويد واحدًا تلو الآخر، ونحن الآن نكتشف تأثير دمجهم سوية، فمن المحتمل جدًا أن جميع مركبات الكانابينويد المضادة للصرع تعمل أفضل عند استخدامها سوية».

اقرأ أيضًا:

هل يزيد تدخين الماريجوانا (القنب الهندي) من كمية الحيوانات المنوية ؟

العلماء يصنعون مكونات القنب (الماريوانا ) في المختبر دون استخدام النبات

ترجمة: محمد أديب قناديل

تدقيق: أسعد الأسعد

مراجعة: حسين جرود

المصدر