دراسة جديدة تكشف عن ارتباط بين التوتر النفسي و البدانة


فريق من الباحثين أصدر مؤخَّرًا دراسة جديدة كشفت عن وجود ارتباط بين التوتر النفسي والبدانة.

ويعود ذلك لجزيئات بيولوجيَّة صغيرة من نوع ((microRNA -وهي جزء من المادة الوراثيَّة للإنسان- تمتلك تأثيرات مشتركة على الاستقلاب في الجسم، وقد تؤدِّي أيضًا لاضطرابات نفسيِّة حادة.

تقول البروفيسورة هيرمونا سوريك (Hermona Soreq) المُشرِفة على الدراسة:

«نعلم مُسبقًا بوجود ارتباط وثيق بين الجسم والعقل، فالعديد من الدراسات السابقة أظهرت أنَّ الرضوض تُسبِّب تظاهرات نفسية عديدة، والتفسير العلمي الذي كشفنا عنه في دراستنا هذه أنَّ الحدثيَّة الالتهابيَّة التي تُسبِّبها الرضوض تزيد مستوى مستقبلات microRNA)) والتي تؤدِّي بدورها لتظاهرات نفسيَّة كالأرق والكآبة والتوتر النفسي، كما أن الدراسة الجديدة أثبتت أنَّ ارتفاع مستويات هذه المستقبلات يُحفِّز على حدوث المتلازمة الاستقلابيَّة metabolic syndrome)) والتي تشمل البدانة(obesity) وارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم (LDL)، وزيادة احتمال الإصابة بالعديد من الأمراض الغديَّة وعلى رأسها الداء السكري (diabetes)».

الأمراض الاستقلابيَّة Metabolic disorders)) كالبدانة والداء السكري، تُشكِّل حاليًا جائحة ووباء عالمي منتشر بشكل كبير وخاصَّةً في الدول الصناعيَّة، ففي الولايات المتحدة الأمريكيَّة مثلًا يعاني 30% من الأمريكيِّين من البدانة.

وترتبط البدانة بحدوث العديد من الأمراض الخطيرة وعلى رأسها الأمراض القلبيِّة الوعائيِّة التي تعتبر القاتل الأول في العالم حاليًا، كما أنَّ البدانة هي عامل مؤهَّب للإصابة بالعديد من أنواع السرطان.

يُذكر أنَّ هذه الورقة البحثيَّة نُشرت في مجلِّة (Trends in Molecular Medicine).

ويطمح القائمين على هذه الدراسة بتصنيع جيل جديد من الأدوية يقوم بخفض مستويات مستقبلات microRNA))، ممِّا يعطي فائدة ثنائيَّة: تحسين الحالة النفسيَّة ومكافحة الأرق، وعلاج فعَّال للبدانة في نفس الوقت!


إعداد: د. محمد الابرص
تدقيق: دانه أبو فرحة
المصدر