جسم مضاد مأخوذ من رجل ناج من وباء عام 1995 يظهر تأثيراً فعالآ ضد الفيروس القاتل.
دماء مأخوذة من رجل كان قد نجا من وباء ايبولا قبل 20 عام تقريباً تساعد العلماء في تطوير علاج ضد المرض،، فقد أنتج هذا الشخص الناجي نوعاً من أقوى الأجسام المضادة ((البروتينات الوقائية)).
تقرير الباحثين كان عبارة عن ورقتين نشرتا في صحيفة العلوم((The journal Science)).
أحد هذه الأجسام المضادة والذي يطلق عليه اسم((mAb114)) قد أظهر قدرة كبيرة على انقاذ قرود مصابة بالإيبولا.
وتقول عالمة المناعة في المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في بيثيسدا-ماري لاند((Bethesd-Mary land)) والتي قادت فريق البحث للتعرف على الأجسام المضادة نانسي سوليفان((Nancy Sullivan)) :
“إنه لمن المذهل أن جسما مضادا واحدا لديه القدرة على حمايتنا من الإيبولا”.
مانح الجسيم المضاد -والذي تم تعريفه ب (المانح1 )،كان قد عانى بشدة من الإيبولا عام 1995 خلال فترة تفشي الفيروس في كيكويت-جمهورية الكونغو الديمقراطية. وبعد أسابيع من الصراع مع المرض تعافى (المانح1) وعاد للمساعدة في العناية بالمصابين الآخرين.
بعدها ب11 عاما قام العلماء بسحب دمه وعزل الجسم المضاد((mAb114)).
وفي اختبارات لاحقة ،،نجح هذا الجسم المضاد في إنقاذ ستة قرود مصابة بالإيبولا؛
أحد هذه القرود تعافى رغم أنه لم يتلقَّ العلاج إلا بعد 5 ايام من إصابته بالمرض.
قبل ذلك؛ كان العلاج المحتمل الوحيد للإيبولا والذي أثبت فعاليته أثناء التجارب على الحيوانات،
هو خليط من الأجسام المضادة والمعروف ب ((زدماب)) ((ZMapp)).

البحث عن العلاج

زدماب ((ZMapp)) وعقاقير أخرى مشابهة كانت قد أعطيت لأكثر من ثمانين مريضاً خلال تفشي فيروس الايبولا مؤخراً.
في الثالث والعشرين من شهر شباط، نشر باحثون نتائج لعلاجات سريرية شملت 71 مريضاً من أولئك الثمانين. 36منهم قد تمَّ إعطاؤهم زدماب((ZMapp)) ونجا منهم ما نسبته 78% مقارنة ب 63% من الناجين اللذين تلقوا عقارات أخرى.
لكن هذه النتائج ليست لها دلالات إحصائية، فشركة ماب Mapp للصناعات الدوائية في سان دييجو-كاليفورنيا ((وهي الشركة التي طورت عقار زدماب))- كانت قد اضطرت لإنهاء التجارب السريرية دون الوصول الى هدفها في دراسة 200 حالة، بسبب انحسار الوباء.
ليس واضحاً ما اذا كان هذا الجسم المضاد الجديد سيتغلب على بعض المشاكل التي واجهها زدماب((ZMapp)) في معالجة المرضى.
فعلى سبيل المثال، يجب على أن يحقن المرضى بكمية كبيرة نسبياً من العقار،
ويشك الباحثون أن هذا قد يكون سبباً في ظهور بعض الأعراض الجانبية لدى المرضى الذين تلقوا العلاج.
فـ 6من أصل 13 مريضا تم إجلاؤهم من غرب إفريقيا خلال أزمة الإيبولا الحالية وتلقوا العلاج باستخدام زدماب او عقاقير مشابهة أخرى، قد ظهرت عليهم أعراض جانبية مثل الحمى،الطفح الجلدي،تسارع دقات القلب و انخفاض ضغط الدم.
وقد أوضح المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية -والذي بدأ العلاج السريري بالاشتراك مع وزارة الصحة الليبيرية- أن 25% من المرضى قد ظهرت عليهم آثار جانبية خلال أول جرعة من العقار(غالبآ ما تكون الحمى).ولكن هذه الأعراض قد خفت مع كل جرعة لاحقة، و10% فقط من المرضى ظهرت عليهم آثار جانبية بعد الجرعة الثالثة.
تقول الباحثة في الأمراض المعدية في معهد سكريبس للأبحاث في لاجولا-كاليفورنيا كريستينا آندرسن((Kristian Andersen)):
” الحقيقة أنه ينبغي عليك أن تحقن الناس بكميات كبيرة من الأجسام المضادة من أجل العلاج ، هي واحدة من أصعب المشاكل في هذه العقاقير، وهذا سيكون سؤال هام جداً لطرحه”.
أحد الدراسات التي نشرت مؤخراً كانت قد اختبرت عقار ((mAb114)) في جرعات مشابهة لجرعات زدماب.
ولكن نانسي سوليفان((Nancy Sullivan)) تقول أن الأعمال والأبحاث اللاحقة ستكشف عما إذا كانت الجرعات الأخف فعالة أيضًا.

الخدعة الفيروسية تهزم

عن طريق دراسة بنية عقار (mAb114) استنتجت نانسي سوليفان وزملائها أن فعالية (mAb114) ربما تنبع من قدرته على ايقاف تأثيرات فيروس ايبولا على الدفاعات المناعية في الجسم.
ففيروس ايبولا يرتبط بمستقبلات البروتين داخل الخلايا، والتي تسمح للفيروس أن يستنسخ نفسه.
ويقوم فيروس الايبولا بإخفاء البروتين الذي يستخدمه للارتباط بهذه المستقبلات ولا يظهره إلا بعد أن يصل إلى داخل الخلية حيث توجد تلك المستقبلات.
عادة، إخفاء البروتينات هذا يمنع الأجسام المضادة التي ترتبط بالفيروس خارج الخلايا من إيقاف هذا الفيروس ومنعه من استنساخ نفسه.
لكن نانسي سوليفان وزملائها وجدوا أن (mAb114) يرتبط بفيروس ايبولا ويتبعه الى داخل الخلية ويمنعه من إطلاق “حمولته القاتلة” في الخلايا.
تقول سوليفان أن فريقها الآن يخطط لاختبار ما اذا كان (mAb114) آمن للاستخدام البشري.
وتضيف أيضًا أنه حتى عقار زدماب يبدو واعدآ.
في النهاية؛
يأمل الباحثون بالحصول على عدة عقارات محتملة لاختيار الأفضل منها.
فعلى سبيل المثال؛ بعض العقارات قد يكون تأثيرها أفضل و تصنيعها يتم بسهولة اكبر.
وتقول نانسي سوليفان بخصوص هذا الموضوع:
“إنه من غير المعقول أن تضع بيضك كله في سلة واحدة”.


 

المصدر