دوروية المزاج اضطراب مزاج معتدل الشدة مع أعراض شبيهة باضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني، يُسبب تقلبات مزاجية مثل اضطراب ثنائي القطب تتأرجح من حالات هوسية إلى نوبات اكتئابية.

تُوصَف دوروية المزاج بتموج أعراض اكتئابية منخفضة الشدة مع فترات من الهوس المعتدل (تحت الهوس)، ويجب أن تستمر الأعراض سنتين على الأقل قبل وضع التشخيص (تكفي سنة واحدة لدى الأطفال).

تميل تبدلات المزاج في هذه الحالة للحدوث في دورات بين ارتفاع وانخفاض، وقد يبقى المزاج مستقرًا بينهما.

الفرق الأساسي بين الاضطرابين هو شدة الأعراض، لأن تقلبات المزاج التي تحدث في سياق دوروية المزاج لا تبلغ حدة التقلبات الحاصلة في اضطراب ثنائي القطب. توافق تقلبات اضطراب ثنائي القطب المعايير المعتمدة لتشخيص الهوس والاضطراب الاكتئابي الجسيم، بينما تحدث تبدلات أكثر اعتدالًا في حالة دوروية المزاج توافق تحت الهوس والاكتئاب معتدل الشدة.

من الجدير بالذكر أن اضطراب دوروية المزاج يزيد من خطر الإصابة باضطراب ثنائي القطب في حال بقائه دون علاج.

عادةً ما تتطور الإصابة في سن المراهقة، وغالبًا ما يستطيع المصابون بهذا الاضطراب القيام بوظائفهم اليومية بطريقة طبيعية رغم رؤية الآخرين لهم أشخاصًا مزاجيين يصعب التعامل معهم. لا يبحث المصابون عن علاج في أغلب الحالات لأن التبدلات المزاجية التي يشعرون بها لا تبدو شديدة لهم، خاصة أن إنتاجيتهم تزيد بنسبة جيدة بين الحين والآخر.

نستطيع التمييز بين دوروية المزاج واضطراب ثنائي القطب تبعًا للدليل التشخيصي والإحصائي الأحدث للاضطرابات العقلية (DSM-V) بسبب افتقار دوروية المزاج للمعايير التشخيصية الكاملة للاكتئاب الجسيم أو الهوس أو النوبات المختلطة، لكن تتطور الإصابة لدى بعض المصابين بدوروية المزاج إلى اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول أو الثاني لاحقًا.

أعراض دوروية المزاج

عادةً ما يشعر المصابون بدوروية المزاج باكتئاب منخفض الشدة عدة أسابيع متبوعًا بنوبة هوس معتدلة الشدة تستمر أيامًا عديدة.

الأعراض الاكتئابية لدوروية المزاج:

  •  هياج.
  •  عدوانية.
  •  أرق أو نوم مفرط.
  •  تغييرات في الشهية.
  •  فقدان في الوزن أو زيادة فيه.
  •  تعب أو نقص في الطاقة.
  •  انخفاض في الوظيفة والرغبة الجنسية.
  •  مشاعر من اليأس أو الذنب أو انعدام الأهمية.
  •  عدم الانتباه أو فقدان التركيز أو النسيان المتكرر.
  •  أعراض جسدية غير مفسرة.

الأعراض الهوسية لدوروية المزاج:

  •  إحساس عالٍ جدًا من تقدير الذات
  •  التحدث بكثرة أو بسرعة، وأحيانًا تصل السرعة إلى حد يصعب على الآخرين عنده فهم ما يُقال.
  •  أفكار متسارعة (مشوشة وفوضوية).
  •  نقص في التركيز.
  •  فرط نشاط وتململ.
  •  قلق متزايد.
  •  البقاء لأيام دون نوم أو النوم لفترات قليلة فقط (دون الشعور بالتعب).
  •  الجدال بكثرة.
  •  فرط الرغبة الجنسية.
  •  سلوك مندفع ومتهور.

قد يختبر بعض المرضى “فترات مختلطة” يحدث فيها مزيج من الأعراض الهوسية والاكتئابية في فترة زمنية قصيرة جدًا، تتلاحق فيها الأعراض فوريًا واحدًا تلو الآخر.

كيف تُشخَّص دوروية المزاج؟

لم يصل الباحثون إلى سبب أو محرض مؤكد لأعراض دوروية المزاج، ولكن من المعروف أن هذا الاضطراب يصيب المرضى بصفة عائلية.

ينفي انقطاع الأعراض أكثر من شهرين الإصابة بدوروية المزاج، ويقارن الطبيب الأعراض بمعيار سريري لتمييزها عن تقلب المزاج العادي.

يتضمن هذا المعيار:

  •  فترات عديدة من مزاج عالٍ (تحت هوس) واكتئاب، تستمر هذه التقلبات مدة سنتين على الأقل (سنة واحدة لدى الأطفال والمراهقين)، على أن يكون معدل حدوث النوبات أكثر من نصف ذلك الوقت.
  •  فترات من استقرار المزاج تستمر أقل من شهرين.
  •  أعراض تؤثر على الحياة الاجتماعية في المدرسة أو العمل أو غيرها.
  •  أعراض لا توافق معايير الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب أو الاكتئاب الجسيم أو أي اضطراب نفسي آخر.
  •  أعراض غير متعلقة بالإدمان على مادة ما أو بحالة صحية أخرى.

علاج دوروية المزاج

دوروية المزاج حالة مزمنة تتطلب استمرار المعالجة مدى الحياة، لأن التوقف عن تناول الأدوية حتى ولو كان ضمن فترات هدأة المرض سيسمح للأعراض بالعودة. من الضروري تلقي العلاج المناسب بسبب إمكانية تطور حالة دوروية المزاج إلى اضطراب ثنائي القطب.

ويجب التنويه إلى أن تعاطي الكحول والمخدرات يزيد من أعراض المرض.

أنواع الأدوية الأساسية المستخدمة في علاج دوروية المزاج:

  •  معدلات المزاج مثل الليثيوم.
  •  الأدوية المضادة للصرع مثل: ديفالبروكس الصوديوم، ولاموتريجين، وحمض الفالبرويك.
  •  الأدوية غير النموذجية المضادة للذهان مثل أولانزيبيبن، وكويتيابين، وريسبيريدون (قد تفيد المرضى الذين لا يستجيبون للأدوية المضادة للصرع).
  •  مضادات القلق مثل بنزوديازيبين.
  •  يجب استخدام مضادات الاكتئاب فقط بالترافق مع دواء مثبت للمزاج، لأنها قد تسبب نوبات هوسية مؤذية عند تناولها بمفردها.

العلاج النفسي أيضًا جزء مهم من المعالجة، والنوعان الأساسيان المستعملان هنا: العلاج المعرفي السلوكي والعلاج بالتعافي (تحسين نوعية الحياة).

يركز العلاج المعرفي السلوكي على تحديد الاعتقادات والسلوكيات السلبية أو غير الصحية والتخلص منها والبدء بالإيجابي والصحي منها، كما قد يساعد في التعامل مع الضغط النفسي وتطوير تقنيات للتكيف مع الواقع.

بينما يركز العلاج بالتعافي على تحسين نوعية الحياة إجمالًا بدلًا من معالجة أعراض نفسية محددة. وجدت دراسة سريرية حديثة أن المزج بين العلاج المعرفي السلوكي والعلاج بالتعافي أدى إلى تحسين حياة مرضى دوروية المزاج بنسبة جيدة.

هناك أنواع أخرى للعلاج مثل العلاج بالكلام والعلاج العائلي والعلاج الجماعي.

كيف يؤول حال المصابين بدوروية المزاج؟

لا يوجد علاج شافٍ لدوروية المزاج، لكن العلاجات المتوفرة تساعد على السيطرة على الأعراض؛ وغالبًا ما يمزج الطبيب بين الأدوية والعلاج النفسي في الخطة العلاجية.

اقرأ أيضًا:

اضطراب ثنائي القطب: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

من هو متوازن المزاج؟ خمس علامات تدل على أنك متوازن المزاج

ترجمة: حاتم نظام

تدقيق: أمنيه يسري محمد

مراجعة: تسنيم الطيبي

المصدر