هذه الصورة لذبابة فاكهة نشأت بالفضاء.

وجودها بالفضاء ليس سببًا مباشرًا في تغطيتها باللون الأبيض، ولكنه سبب غير مباشر لذلك.

الأبيض هو الفطريات وذلك لأن ذبابة الفاكهة لم تقاوم عدوى الإصابة بالفطريات أثناء نموها كما تفعل نظيرتها على الأرض.

الصورة أُخذت بواسطة فريق بحثي يتكوّن من مجموعة من علماء الأحياء من عدة معاهد بحثية أمريكية.

ملاحظات رواد الفضاء ودراسات أجريت على خلايا الجهاز المناعي أظهرت أنّ الفضاء يُضعف الجهاز المناعي للجسم، كما يحدث للإنسان، فإن الجاذبية الضعيفة تُعتبر عنصر هام في التأثير على النظام المناعي للذبابة.

أرسل الفريق عدة بيوض لذباب الفاكهة على متن مكوك الفضاء “ديسكفري”، بعد الفقْس قضت مدة كيرقات ثم أصبحت ذبابات بالغة.

ثم عادت مرة أخرى للأرض حيث نقل العلماء لبعضها إما عدوى ببكتيريا الإشريكية القولونية، أو عدوى فِطر “Beauveria bassiana”. استطاع الجهاز المناعي لدى الذبابات مواجهة البكتيريا الأولى ولكنه عجز عن مقاومة الفطر، بينما الذبابات التى وُلدت على الأرض استطاعت مقاومة الاثنين.

لمعرفة ما واجه ذباب الفاكهة مع الفطر، قام العلماء بتحليل كل جينات الذباب.

رغم أنّ كلا النوعين وُلدوا بنفس الجينات إلا أنّ هناك جينات عملت باختلاف بينهم.

النوع الأرضي كان قادرًا على تفعيل جينات المناعة فتقوم بأداء وظائفها في صد عدوى الفطريات، على عكس الذبابات التي نشأت بالفضاء.

بينما ذبابات الفضاء لم تستطيع تفعيل كل الجينات المقاومة للفطر، لذلك كانت مقاومتها للفطريات أقل فاعلية من مقاومة الذبابات الأرضية.

الإنسان أيضًا يمتلك جينات تشبه جينات الذباب وتعمل بنفس الأسلوب.

من الغريب أنّ مقاومة الذباب للفطريات تقلّ أيضًا مع معدلات الجاذبية المرتفعة وذلك ما تبين ضمن دراسات أخرى أجريت على ذبابات الفاكهة.

اقترح العلماء عدة فرضيات حول ما تسبب في تغير فاعلية جينات المناعة اعتمادًا على الجاذبية.

الفرضيات قابلة للإختبار ولكنها ليست مُعدّة الآن للنشر.

الخطوة القادمة هي إرسال الذبابات إلى محطة الفضاء الدولية (ISS) حيث يستطيع الذباب قضاء مدة أطول في الفضاء.