رتج ميكل هو تطور جيب أو كيس في القسم البعيد من الأمعاء الدقيقة، وهو العيب الخلقي الأكثر شيوعًا في السبيل الهضمي إذ يصيب 2-3% من الناس بنسبة متساوية بين الذكور والإناث.

ينشأ رتج ميكل مبكرًا في الحياة الجنينية، وينتج عن بقاء مخلفات القناة المحية التي تصل بين الكيس المحي والجنين النامي نتيجة عدم امتصاصها بصورة كاملة في الأسبوع السابع من الحمل.

الأعراض

تظهر أعراض رتج ميكل لدى الأطفال المصابين عادةً في السنة الأولى من عمرهم، لكنها قد تظهر بعد البلوغ. وتميل الأعراض للظهور لدى الذكور أكثر بمرتين إلى ثلاث مرات من الإناث. وتتعلق الأعراض بنوع الخلايا التي يتضمنها الرتج.

يتضمن الرتج في 95% من الحالات خلايا معوية فقط، ولا تظهر في هذه الحالات أعراض واضحة.

قد يحتوي الرتج على خلايا معدية أو بنكرياسية، وقد تتضمن الأعراض في هذه الحالة ما يلي:

  •  نزف هضمي: هو العرض الأكثر شيوعًا لدى الأطفال تحت سن الخامسة، وينجم عن التقرحات التي تتطور في الأمعاء نتيجة الأحماض التي تفرزها الخلايا المعدية في الرتج. قد يؤدي إلى ظهور براز مدمى وتطور فقر دم وقد يكون النزف غزيرًا ومهددًا للحياة.
  •  انسداد أمعاء: يظهر لدى الأطفال الأكبر عمرًا والبالغين. يمنع الانسداد مرور محتويات الأمعاء الدقيقة ما قد يسبب أعراضًا كالألم والانتفاخ والإسهال والإمساك والإقياء.
  •  آلام وتشنجات بطنية.
  •  مضض قرب السرة.
  •  التهاب الرتج: قد يظهر في أي عمر لكنه أكثر شيوعًا لدى الأطفال الأكبر عمرًا.
  •  الأورام: عرض نادر لرتج ميكل، ويحدث بصورة رئيسية لدى البالغين.

التشخيص

يصعب تشخيص الإصابة برتج ميكل لأن معظم الأعراض غير نوعية وترافق العديد من الأمراض الأخرى كالإقياء والإمساك والألم البطني.

تحدد الاختبارات الدموية إذا كان تعداد الكريات الحمر منخفضًا، وقد تُطلب مسحة برازية لتحري وجود دم في البراز.

سيطلب الطبيب عند الشك برتج ميكل إجراء استقصاءات قد تتضمن:

  •  المسح بالتكنيشيوم: يُحقن التكنيشيوم المشع وريديًا في الجسم، وتمتصه الخلايا المعدية الموجودة في الرتج ثم تُصور باستخدام كاميرا خاصة.
  •  تنظير القولون: يُدخل أنبوب صغير مرن بنهايته كاميرا في المستقيم والقولون للبحث عن انسدادات أو نزوف.
  •  تنظير داخلي بالكبسولة اللاسلكية: يبتلع المريض كاميرا صغيرة قادرة على رصد مصادر النزف في الأمعاء الدقيقة. يمكن دفع الكبسولة إلى معدة الطفل خلال نومه إذا كان غير قادر على ابتلاعها.

العلاج

لا يعاني أغلب البالغين المصابين برتج ميكل أعراضًا أبدًا، ولا يعلمون بإصابتهم به إلا خلال إجراء استقصاءات تهدف للتحري عن أمراض أخرى، ولا تحتاج حالات رتج ميكل غير العرضية إلى العلاج.

قد يحتاج المرضى العرضيون إجراء عمل جراحي يتضمن استئصال الرتج وإصلاح الأماكن المتضررة من الأمعاء إن وُجدت.

وقد تُجرى عبر فتح البطن أو بالجراحة التنظيرية. وقد يتطلب علاج مرضى رتج ميكل المصابين بفقر دم إلى معالجة بالحديد أو نقل الدم لتعويض الدم المفقود.

تترافق جراحة استئصال رتج ميكل بنسبة منخفضة لخطر حدوث الاختلاطات، لكن قد تحدث اختلاطات تالية للعمل الجراحي، تتضمن تحديدًا تشكل نسيج ندبي مكان الجراحي قد يسبب انسدادًا في الأمعاء يتطلب إجراء عمل جراحي آخر.

على أي حال، تُعد التوقعات لمرضى رتج ميكل -على المدى الطويل- ممتازة، إذ يُشفى معظمهم شفاءً تامًا بعد العلاج.

اقرأ أيضًا:

عدوى النيغلرية (الأميبا الآكلة للدماغ): الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

داء توليري «حمى الأرانب»: الأسباب والعلاج

ترجمة: رضوان مرعي

تدقيق: رغد أبو الراغب

مراجعة: لبنى حمزة

المصدر: 1 2