ولدت روزاليند فرانكلين في العاصمة البريطانية لندن في 25 يوليو عام 1920م، وبدأت اهتماماتها العلمية بالتجلّي واقعًا منذ سن مبكرة، إذ اهتمّت بدراسة الرياضيات والعلوم بالرغم من الحواجز الكثيرة التي واجهت تقدُّم المرأة في مجال العلوم في ذلك الوقت؛ كما كانت الفرصة التعليمية محدودة للغاية وكان والدها من المعارضين لحلم روزاليند بأن تصبح عالمة يومًا ما؛ إلا أن تمسّكها بحلمها دفع والدها إلى إرسالها إلى مدرسة سانت بول للبنات التي كانت من المدارس القليلة للغاية التي درَّست العلوم للبنات.

 

اجتازت روزاليند امتحاناتها النهائية بامتياز وفي عام 1938م ذهبت إلى كلية نيونهام في كامبريدج، حيث درست الكيمياء وتخرّجت بتفوُّق بعد ثلاث سنوات.

وبعد إنهاء دراستها، عملت فرانكلين لمدة عام واحد كزميلة بحثية تحت إشراف رونالد نوريش (Ronald Norrish) من جامعة كامبريدج، وفيما بعد وجدت عملًا لدى جمعية أبحاث الفحم البريطانية، وشمل عملها التحقيق في نفاذية الفحم، وشكَّل هذا العمل العمود الفقري لأطروحة الدكتوراه في الكيمياء الفيزيائية للغرويات العضوية.

في خريف عام 1946م، تعيّنت فرانكلين في المختبر المركزي للخدمات والبحوث الكيميائية في باريس، حيث عملت مع خبير البلورات “جاك ميرينغ”. تعلّمت فرانكلين منه حيود الأشعة السينية، التي من شأنها أن تلعب دورًا هامًا في بحثها الذي أدى إلى اكتشاف ‘سر الحياة’ وهو الحمض النووي DNA .

 

توصّلت فرانكلين بمساعدة طالبها رايموند جوزيلنج إلى اكتشاف عظيم، إذ قاما بالتقاط صور الحمض النووي بنوعين؛ الأول جاف A والثاني رطب B وقد أصبحت تلك الصورة لاحقًا دليلًا قويًا للتعرف على شكل وتركيب الحمض النووي.

حصلت روزاليند على هذه الصورة بعد أن استخدمت وبمفردها آلتها للتركيز على الأشعة السينية لمدة 100 ساعة.

كانت فرانكلين على خلاف شخصي مع زميلها موريس ويلكينز (Maurice Wilkins). وفي يناير عام 1953 م، أفصح ويلكينز عن صورة الحمض النووي التي توصّلت إليها فرانكلين بدون إذنها وذلك لمنافسة زميلها جيمز واتسون (James Watson) الذي كان يعمل على نموذجه الخاص للحمض النووي بمساعدة صديقه فرانسيس كريك في جامعة كامبريدج،

فاستخدم العالمان ما شاهدوه في الصورة كأساس لصناعة نموذج الحمض النووي ونشراه في 7 مارس عام 1953م، ثم تسلّما عنه جائزة نوبل عام 1962م.

انتقلت فرانكلين بعد ذلك للعمل في مختبر بيرنال في جامعة بيركبيك، حيث عملت على تركيب فيروس تبرقش التبغ TMV وقدمت أبحاثًا مثمرة؛ كما عملت على فيروس شلل الأطفال، ولكن صحتها ساءت بعد إصابتها بالسرطان ليغيّب الموت عالمة الفيزياء الحيوية المميزة والخبيرة بالتصوير الشعاعي في السادس عشر من نيسان عام 1958م.

 

أشهر أقوال فرانكلين:

  • برأيي كل ذلك مهم للتصديق بفكرة أن قيامنا بأفضل ما نستطيع سيؤدي إلى نجاحنا بتحقيق أهدافنا؛ أي تحسين الجنس البشري.
  • لا يمكن ولا يجب أن نفصل العلم عن الحياة اليومية.
  • برأيي أن العلم يعطي تفسيرًا جزئيًا للحياة. يجب أن نذهب أبعد من ذلك بأن نقول أن الحياة قائمة على الحقائق والتجربة والخبرة.
  • إنك تنظر إلى العلم أو على الأقل تتحدث عنه بوصفه نوعًا من الإحباط لعملية خلق الإنسان، شيء بعيد نوعًا ما عن الحياة الحقيقية وأمر يجب أن تتم حراسته بحذر وإبقاؤه بعيدًا عن حماس الحياة اليومية. ولكن العلم لا يمكن ولا يجب أن ينفصل عن الحياة اليومية، فالعلم برأيي يعطي تفسيرًا جزئيًا للحياة. يجب أن نذهب أبعد من ذلك بأن نقول أن الحياة قائمة على الحقائق والتجربة والخبرة.
  • برأيي كل ذلك مهم للتصديق بفكرة أن قيامنا بأفضل ما نستطيع سيؤدي إلى نجاحنا أو اقترابنا من النجاح في تحقيق أهدافنا التي تتمحور حول (تحسين وتطوير الجنس البشري حاضرًا ومستقبلًا) وهو أمر يستحق المجازفة. أنا أصرّ على أن الإيمان بهذا العالَم ممكن بشكل عظيم دون الإيمان بعالَم آخر.
  • نتمنى أن نناقش تركيب ديوكسيربيك الحمض النووي أو DNA إذ يمتلك هذا التركيب خصائص غير مألوفة تعدّ اهتمامًا بيولوجيًا.
  • لا أرى أي سبب للتصديق بأن مبتكر البروتوبلازما أو أي مسألة أولية سيكون مهتمًا بسباقنا غير المهم في هذه الزاوية الصغيرة التي نشغلها من الكون، ولكن لا أرى أي سبب أيضًا للاعتقاد بأن كونَنا غير مهمين من شأنه أن يقلل من إيماننا بأفكارنا.
  • لولب كبير في سلسلة، الفوسفات على السطح الخارجي والارتباط بين الحلزون المبني من (فوسفات- فوسفات) تعرقله الماء. ارتباط الفوسفات مع البروتين هو الارتباط المتاح.
  • تقترح النتائج بنية حلزونية يجب أن تكون محشوة باكتظاظ بسلسلتين أو ثلاث أو أربع من سلاسل حمض نووي محورية في كل وحدة حلزونية، وتملك مجموعات فوسفات بالقرب من السطح الخارجي.

  • ترجمة: كارينا معوض
  • تدقيق: رزان حميدة
  • المحرر: ماتيو كيرلس
  • المصدر