تُعد مشاهدة الشهب في السماء منظرًا سيرياليًا ينتظره هواة الفلك والرصد دومًا، ويُعتبر محظوظًا من يرصد شهابًا سابحًا في السماء. وكل متابع وشغوف بعلم الفلك يطرح عدة أسئلة حول مصدر هذه الشهب وسبب اشتعالها، ومكان رصدها ومصيرها فيما بعد.
تحدث زخات الشهب عندما يدخل الغبار الخارجي وجزيئات من الكويكبات أو المذنبات إلى الغلاف الجوي للأرض بسرعة عالية جدًا. ويؤدي احتكاكها بجزيئات الهواء إلى تسخينها واحتراقها لتصل حرارتها إلى 1648 °C وسرعتها إلى ما يقارب 48280 كيلومتر في الساعة. ويصبح الشهاب مرئيًا إذا بلغ ارتفاع 96.5 كيلومتر عن سطح الأرض.
معظم الشهب صغيرة جدًا، وقد تكون بعضها بحجم حبة رمل. مما يؤدي إلى تفككها في طبقات الغلاف الجوي. أما ذات الحجم الكبير التي تصل إلى سطح الأرض فهي نادرة وتسمى نيازكًا أو الرُّجُمُ .
غالبًا ما تُرى الشهب تسقط بأوقات ممختلفة من بعضها، واحد من جهة، وآخر من جهة أخرى. لكن هناك أوقات معينة من السنة تحدث زخات شهب متوالية تصل إلى عشرات أو مئات الشهب في الساعة قادمة من جهة واحدة من السماء متجهة باتجاهات مختلفة، الواحدة تلو الأخرى. حالياً، تسمى كل زخة بإسم الكوكبة القادمة من جهتها، فزخة الجباريات مثلاً هي مجموعة الشهب القادمة من جهة كوكبة الجبار، وزخة البرشاويات القادمة من كوكبة برشاوس. وفي نفس السياق، تعتبر زخة الأسديات من ألمع وأكثر الزخات المثيرة للإعجاب، حيث تنتج عاصفة من آلاف الشهب في الدقيقة. حيث تحدث مرة كل 33 سنة، ومن المتوقع أن لا تتكرر حتى سنة 2028.
ولعل أهم الزخات التي ستحدث هذا الشهر والتي تستحق أن تبقى مستيقظاً من أجلها هي زخة شهب البرشاويات المرتبطة بمذنب هوراس تتل الذي يستغرق 133 سنة ليكمل دورة كاملة حول الشمس. وتحدث هذه الزخة في شهر أغسطس من كل عام حيث يمر المذنب قريبًا من الأرض. وتبلغ ذروتها ليلة 12 أغسطس بمعدل 60 شهاب في الدقيقة.
إذا كنت تعيش في النصف الشمالي من الكرة الأرضية فأنت محظوظ جدًا، لأنك في أفضل مكان لمراقبة زخات الشهب الأجمل. غير أن سطوع القمر في السماء بالإضافة إلى مشكل التلوث الضوئي في المدن يمكن أن يقللا من احتمال رؤية الشهب المتساقطة. لذا تظل مناطق الأرياف هي الأفضل للرصد.
تجدر الإشارة مرة أخرى إلى أنه يمكنكم مشاهدة زخة شهب البرشاويات في 12 أغسطس حيث ستبلغ ذروتها. وذلك من خلال البحث عن كوكبة برشاوس (Perseids) باستخدام أحد البرامج المساعدة.