تحذر إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) من أن حشوات الثدي السيليكونية أو الملحية ربما تؤدي في حالات نادرة إلى الإصابة بسرطان في النسيج الندبي بعد عملية زراعة الثدي.

نُشر تحذير الأمان حديثًا، ويستند إلى مراجعة شاملة للأبحاث الجديدة حول زراعة الثدي. ومع أن النتائج محدودة فإنها تكشف عن عدد صغير من حالات سرطان حرشفي الخلايا (SCC) وسرطان الغدد اللمفاوية بين الأفراد الذين خضعوا لعملية زراعة ثدي صناعي.

يعد سرطان حرشفي الخلايا ثاني أكثر أنواع سرطان الجلد شيوعًا، وتشمل الأنواع الأخرى للسرطانات المرتبطة بزراعة الثدي:

سرطان الغدد اللمفاوية التائية: يؤثر في الخلايا المناعية التي تساهم في القضاء على مسببات الأمراض في الجسم.

سرطان الغدد اللمفاوية البائية: يؤثر في الخلايا المناعية التي تنتج الأجسام المضادة عند الإصابة بالمرض.

كلا النوعين السابقين مرتبطين بالجهاز المناعي، وتشير الأدلة الجديدة إلى تأثيرهم في الأنسجة حول الثدي عند وجود زرعة.

لا يُكشف عن الإصابة بسرطان الخلايا اللمفاوية البائية وسرطان حرشفي الخلايا بسرعة بعكس سرطان الخلايا اللمفاوية التائية، لأنه يظهرن عند إجراء تصوير الثدي الشعاعي (الماموغرام).

حتى الآن، لم يُبلغ عن حالة لسرطان حرشفي الخلايا المرتبط بزراعة الثدي في المملكة المتحدة، ولكن لوحظ في الولايات المتحدة الكثير من الحالات. حدد الباحثون في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية نحو 20 إصابة بسرطان حرشفي الخلايا في النسيج الندبي حول غرسات الثدي، إضافةً إلى أقل من 30 حالة من الأورام اللمفاوية المختلفة.

ما يزال عدد الإصابات الحقيقية غير معروف، لكنه على الأرجح نادر جدًا. تشمل العلامات التي يُبلغ عنها المرضى:

  •  التورم.
  •  الألم
  •  تغيرات الجلد.

إن لم يظهر أيًا من هذه العلامات فلا داعي لفحص الزرعات أو إزالتها. يُعد خطر الإصابة بالسرطان منخفضًا جدًا، ولكن يجب توخي الحذر.

في عام 2018، حددت مراجعة مبدئية إصابة 5 أشخاص بسرطان حرشفي الخلايا المرتبط بزراعة الثدي (إصابتان منهما تسببتا بالموت). وسطيًا، شُخصت هذه الحالات بعد 23 عامًا من أول زراعة ثدي.

قال عالم الأورام مارك كليمنس لصحيفة The Lancet: «وجدنا فيروس إبشتاين بار في جميع الحالات المؤكدة للإصابة بسرطان الخلايا اللمفاوية البائية، ما يشير إلى وجود وسيط فيروسي يساهم في التسبب بالمرض».

نحن نعلم أن الالتهاب المزمن قد يسبب الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية. ولكن حاليًا، يقول الخبراء أنه لا يوجد دليل حول ما إذا كانت زراعة الثدي تسبب الالتهاب أو السرطانات المرتبطة به.

تشير المراجعة الحالية إلى وجود علاقة بينهما، ولكن نظرًا للمخاطر المحتملة تقول مديرة إدارة الغذاء والدواء بانيتا أشار: «أرادت اللجنة تقديم معلومات واضحة ومفهومة للعامة في أسرع وقت ممكن».

يجب إبلاغ مسؤولي إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بأي تقارير عن تطور السرطان في النسيج الندبي حول غرسات الثدي ليتمكنوا من معرفة من الأكثر عرضة للخطر، ولماذا.

قال منظم منتجات الرعاية الصحية في المملكة المتحدة نايجل ميرسر لصحيفة The Lancet: «ليس غريبًا أن نكتشف نوعًا جديدًا من السرطان المرتبط بزراعة الثدي».

لسنواتٍ عديدة، لم يُعطَ للأشخاص الذين اختاروا تكبير الثدي أية معلومات أمان. في العقود الثلاثة الأولى لظهور تلك الجراحة لم تُجرَ أية تجربة سريرية بشأنها مطلقًا.

فقط في عام 2011، حددت إدارة الغذاء والدواء سرطانًا محتملًا مرتبطًا بزراعة الثدي يسمى ورم الخلايا الكبيرة المتحولة اللمفاوي (ALCL) وهو سرطان يظهر عند ضعف الجهاز المناعي.

في عام 2016، حددت منظمة الصحة العالمية ورم الخلايا الكبيرة المتحولة اللمفاوي المرتبط بزراعة الثدي (BIA-ALCL) بوصفه ورم الغدد اللمفاوية التائية الذي قد يتطور أحيانًا بعد زراعة الثدي.

في بداية أبريل 2022، أحصت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية 1130 حالة عالمية من (BIA-ALCL)، بينها 58 حالة وفاة. يُعتقد أن معدل الإصابة بهذه السرطانات هو 1 من بين 15000 حالة في المملكة المتحدة.

يحق للمرضى معرفة المخاطر المحتملة لإجراء عملية زرع الثدي حتى ولو كانت نادرة. في الواقع، حفزت مطالب المرضى في معرفة الآثار الجانبية على إجراء أبحاث حول زراعة الثدي.

مع مرور السنين، أبلغ المرضى عن الكثير من الآثار الجانبية لعملية زراعة الثدي الاصطناعية ومنها:

  •  ضبابية الوعي (الارتباك والنسيان وقلة التركيز).
  •  الالتهاب.
  •  التعب.

تُعرف جميع هذه الأعراض بمرض زراعة الثدي (BII) وهي مجموعة شكاوى غير مفهومة تحدث لآلاف الأشخاص حول العالم الذين خضعوا لزراعة ثدي إما لغاية تجميلية أو لتغيير الجنس أو بسبب الإصابة بسرطان الثدي.

حذرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية منذ سنوات أن غرسات الثدي ليست عضوًا ثابتًا في الجسم ولا تدوم طويلًا. تُشير الأبحاث الأولية أنه كلما طالت مدة بقاء غرسة الثدي في الجسم، زادت احتمالية تسببها في حدوث مضاعفات مثل الالتهاب أو التمزق أو الألم الموضعي. ونادرًا قد يكون السرطان أحد عوامل الخطر.

حاليًا، توصي إدارة الغذاء والدواء بأن يُجري الأشخاص الذين خضعوا لعملية زراعة ثدي فحصًا منتظمًا بعد خمس أو ست سنوات من الزرع الأولي، ثم يخضعون للفحص مرة أخرى كل عامين أو ثلاثة للتأكد أن الزرع الخاص بهم في حالة جيدة. ولكن تشير الأبحاث أن أقل من 6% من المرضى يجرون هذه الفحوصات.

في عام 2020، أوصت إدارة الغذاء والدواء الشركات المصنعة بوضع تحذير مطبوع على الغلاف ليعرف المرضى أن غرسات الثدي لا يُفترض أن تدوم مدى الحياة. ومع ذلك فإن هذا الاقتراح لم يُعتمد قانونيًا لذا لم يكن واضحًا مدى فعاليته.

بينما ننتظر المزيد من الأبحاث، يقول المسؤولون في إدارة الغذاء والدواء إنهم يواصلون العمل مع الجمعية الأمريكية لجراحي التجميل لجمع معلومات أكثر تفصيلًا عن حالات الزرع التي تسببت بالإصابة بأنواع محددة من السرطان.

اقرأ أيضًا:

ماهي الاستقصاءات الشعاعية التي تستخدم لكشف سرطان الثدي؟

هل عملية تكبير الثدي آمنة؟

ترجمة: فاطمة الرقماني

تدقيق: يوسف صلاح صابوني

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر