زر التدمير الذاتي للكون، وتدمير الفيزياء التي نعرفها


هنالك شيٌ يجب التوقف عنده والتفكير به، اقترح علماء الفيزياء بأنَّ لدى الكون آليَّةً تُمكنه من “التدمير الذاتي”، ووفقًا لهذا فإنَّ كل شيء في هذا الوجود يمكن أن يختفي إلى الأبد وفي أي وقت، وحتى دون سابق إنذار.

 

وإذا ما تحوّل زر “التدمير الذاتي” إلى واقع؛ فإنَّ هذا يعني بأننا من الممكن أن نكون هنا لثانيةٍ واحدة، ونختفي في الثانية التالية، حتى دون أن نلحظ ذلك.

ولفهم هذا السيناريو المُروِّع، يجب أن نفهم مبدآن أساسيان لهذا الكون، الأول هو مستويات الطاقة.

بالأساس، فإنَّ كل شيء في هذا الوجود لديه مستوى للطاقة. على سبيل المثال، لدى الخشب مستوى طاقة عالٍ نسبيًا، وهذا يُمكّنه من الاحتراق ليُحرّر المزيد من الطاقة الحرارية. ومخلفًا الرماد وارءه. ومن ناحية أخرى فإن الرماد المخلّف وراءة لديه مستوى طاقة منخفض إلى حدٍ ما.

المبدأ الأساسي الثاني لهذا الكون هو مبدأ الاستقرار. وهذا من شأنه أن يصف كيف أن كل شيء في هذا الكون مرسومٌ جوهريًّا في حالته الأرضيّة (وهذه الحالة تكون مستقرّة بالكامل ومستوى الطاقة في حدودها الدنيا). ولذلك فإنَّ عدم استقرار أي شيء في هذا الكون يدلُّ على مستوى طاقته العالي جدًا ويريد أن يتخلص منها (يحرّر الطاقة) ليصبح مستقرًا. كلُ شيءٍ في هذا الوجود يتّبع هذا القانون وحتى في العالم الغريب لميكانيكا الكمّ.

والآن بعد أن فهمنا هذين المبدأين، حان الوقت للتحدّث عن الحقول الكموميَّة، والتي يمكن وصفها ببساطة كمبدأ للكون الذي تُطيعه الجزيئات.
الحقول الكموميَّة أيضًا تتبع مبادئ مستويات الطاقة والاستقرار، وذلك لأنها تريد أن تكون في أدنى مستوى ممكن من الطاقة، ولكن في هذه الحالة لا تُسمَّى بـ (الحالةالأرضيَّة)، فتصبح التسمية حالة الفراغ.

الفرضيَّة الحاليَّة تعتبر بأنَّ كل حقلٍ كمومي قد وصل لحالته الفراغيّة عدا حقل هيغز (Higgs Field) والذي يُعتبر مسؤولًا عن إعطاء الجزيئات كتلتها. وبدلًا من حالة الفراغ، تمّ اقتراح أن حقل هيغز يزوّر الحالة، فهو يظهر وكأنه في حالة الفراغ لكنه ليس كذلك، إنَّه فراغٌ كاذب.

وإذا كان حقل هيغز بالفعل في حالة فراغٍ كاذب، فهذا يعني بأنّ هنالك الكثير من الطاقة المُحتملة والتي تنتظر تحريرها، وهنالك شرارة عشوائية يمكنها أن تُشعل كلَّ شيء في أي لحظة. وإذا ما تمّ تحرير هذه الطاقة المُحتملة، فسوف تخلق “كرة الموت” والتي تتمدد بسرعة الضوء، وتمحو كل شيء في طريقها. ولا يتوقف الخبر السيء عند هذا وحسب، فإنَّ كرة الموت سوف تقلب النموذج الأساسي للفيزياء رأسًا على عقب، وتُدّمر الكيمياء التي نعرفها إلى الأبد. وهذا يعني أن هذه الحياة لايمكنها أن تعود مجددًا إذا ما تدحرجت كرةُ الموتِ نحو الكون.


ترجمة: رامي الحرك
تدقيق: دانه أبو فرحة
المصدر