شُخّص 1.7 مليون شخص في الولايات المتحدة بالسرطان في عام 2018 وذلك طبقًا لتقديرات (المعهد الوطني للسرطان – NCI) ، وهناك ما يقارب 38% من سكان الولايات المتحدة من المُتوقّع أن يصيبهم السرطان خلال حياتهم .

نعلم جميعًا أساسيات تجنب الإصابة بالسرطان، مثل الامتناع عن التدخين واستعمال واقٍ للشمس. وهناك أيضًا بعض العوامل الأخرى التي تزيد من خطر الإصابة يمكن تَجنّبها عن طريق تقليل استخدام اللحوم الحمراء والتطعيم ضد (فيروس الورم الحليمي البشري – HPV) والابتعاد عن تلوث الهواء قدر المستطاع. لكن، هناك بعض العوامل الأخرى التي قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان وتحصل على قدر أقل من الاهتمام. إليك سبعة أشياء غريبة قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان:

هل يمكنك تقليل خطر الإصابة بالسرطان عن طريق تناول الأطعمة العضوية؟

1- الشاي الساخن


يُعد شرب الشاي من الطرق الصحية التي تساعد في تقليل التوتر، كذلك يقلل شرب الشاي الأخضر من خطر الإصابة بالسرطان، لكن في المرة القادمة تأكد من ترك كوبك يبرد أولًا؛ لأنه طبقًا لدراسة أُجريت عام 2018 في الصين، فإن شرب الشاي الساخن يزيد من خطر الإصابة بسرطان المريء. وجد الباحثون في الدراسة التي شملت 450000 شخص، أن الأشخاص الذين يشربون عادةً الشاي الساخن بالإضافة إلى التدخين وشرب الكحول معرضون للإصابة بسرطان المريء أكثر بخمس مرات من الذين لا يفعلون هذه الأمور الثلاثة. تفسير ذلك هو أن الحرارة الشديدة للشاي يمكن أن تدمر بطانة المريء، ما يزيد من ضرر التدخين والكحول.

2- الجلوس لفترات طويلة


تُعد الحركة إحدى الطرق التي يمكن أن تقلل خطر الإصابة بالسرطان، إذ وُجد أن هناك رابطًا بين ارتفاع معدل النشاط البدني وانخفاض خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان الأكثر شيوعًا، مثل سرطان الرئة والقولون والثدي. ووجدت إحدى الدراسات أن التمارين الرياضية تقلل خطر الإصابة بأي نوع من أنواع السرطان بنسبة 7%، لكن الآلية التي تقلل بها التمارين خطر الإصابة ما تزال غير معلومة. وبالرغم من ذلك، فإن العديد من الناس لا يعلمون شيئًا عن العلاقة بين التمارين الرياضية وتقليل مخاطر السرطان. فقد وُجد في دراسة أُجريت عام 2018 أن 3% فقط من سكان الولايات المتحدة البالغين الذين شاركوا في الاستطلاع ذكروا أن تقليل مخاطر السرطان من ضمن فوائد الرياضة. لذلك، يعتقد الباحثون أن زيادة الوعي العام حول هذه العلاقة يمكن أن يساعد في تخفيض معدلات الإصابة بالسرطان.

3- طول القامة


وجدت دراسة أُجريت في عام 2018، أنه بمقابل 10 سم زيادة في الطول، يزداد معدل الإصابة بالسرطان بنسبة 10%. اكتُشفت العلاقة بين طول القامة والسرطان في خمسينيات القرن الماضي. وبالرغم من ذلك، ما تزال الكيفية التي يؤثر بها طول القامة على السرطان غير معلومة. تقول إحدى التفسيرات إن لدى أصحاب القامة الطويلة خلايا أكثر في أجسامهم، وبالتالي هناك عدد أكبر من الخلايا التي يمكن أن تصبح سرطانية. وُجد في دراسة سابقة أن هناك زيادة بنسبة 13% في خطر الإصابة بالسرطان بعد انقطاع الطمث عند النساء لكل 10 سم زيادة في الطول. ووُجد في دراسة أُجريت عام 2016 أن هناك رابطًا بين طول الساقين وارتفاع معدل الإصابة بسرطان القولون. ويعتقد الباحثون في دراسة القولون أن مستوى عوامل النمو في الجسم له دور في هذه العلاقة.

خرافات ومغالطات شائعة عن السرطان

4- دخان الشواء


وُجد في دراسة أُجريت عام 2018 أن الجلوس بالقرب من الشواية يزيد من معدل امتصاص الجلد لبعض المواد الكيميائية التي تُعرف باسم (الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات – PAHs)؛ إذ تُطلَق هذه المواد الكيميائية عند حرق الخشب والفحم، وتُعد من المواد المسببة للسرطان. لاحظ الباحثون أن مستوى الـ «PAHs» الممتص من خلال الجلد أقل من المستوى الذي يتعرض له الناس عند تناول اللحوم المشوية، لكن ما يزال القدر المُمتص من خلال الجلد أعلى من المستوى الذي يتعرض له الناس عند استنشاق الدخان. واستنتج الباحثون أن تغطية الجلد بالملابس عند الشواء قد يساعد في خفض مستويات الـ «PAHs» الممتصة على المدى القصير.

5- عمليات تكبير الثدي


طبقًا لدراسة أُجريت في 2018، فإن بعض النساء اللاتي حصلنَ على نوع معين من عمليات تكبير الثدي معرضاتٌ لخطر الإصابة بنوع نادر من الأورام الليمفاوية يُسمى (سرطان الخلايا الليمفاوية الكبيرة -ALCL). لا يُعد هذا النوع من السرطان سرطانًا ثدييًا، فالأورام الليمفاوية في هذا النوع تنشأ من خلايا الجهاز المناعي. وأوضح الباحثون أن النساء اللاتي استخدمن الحشوات ذات الأسطح الخشنة (إحدى التقنيات المستخدمة في تكبير الثدي) عرضة للإصابة أكثر من اللاتي استخدمن الحشوات ذات الأسطح الملساء. لكن، ما يزال الخطر العام لهذا السرطان منخفضًا جدًا حتى بين من حصلنَ على عمليات تكبير الثدي. فمقابل كل 7000 امرأة أُجريت لها العملية، هناك امرأة واحدة فقط يمكن أن تصاب بهذا السرطان عند بلوغها الـ 75 من عمرها. وبالرغم من أن سبب العلاقة بين عمليات تكبير الثدي والسرطان ما يزال غير واضح تمامًا، فإن بعض الاحتمالات تشير إلى أن التكبير يؤدي إلى زيادة الالتهابات في نسيج الثدي، ما يؤدي إلى السرطان مع مرور الوقت.

6- الكحول


وفقًا للبيان الصادر عام 2018 من أطباء الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريرية، فإن هناك 5% من حالات السرطان السنوية الجديدة في جميع أنحاء العالم و6% من وفيات السرطان سنويًا لها علاقة مباشرة بتناول الكحول. يرتبط الكحول بزيادة خطر الإصابة بسرطانات الثدي والمريء والكبد، وسرطان القولون والمستقيم، بالإضافة إلى سرطان الفم والحلق. وبالرغم من أن مخاطر الإصابة بالسرطان مرتبطة بشكل عام بكثرة تناول الكحول، فقد أظهرت الأبحاث أن تناول الكحول ولو بكميات خفيفة أو معتدلة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسرطان. وجد الباحثون مؤخرًا أدلة توضح الآلية التي يزيد الكحول من خلالها من الإصابة بالسرطان. ففي دراسة أجريت عام 2018 على الفئران، وُجد أن تكسير الكحول في الجسم يساعد على إفراز مادة كيميائية تدمر الحمض النووي للخلايا الجذعية في الدم، ما قد يؤدي إلى السرطان.

7- زيادة الوزن


طبقًا لما توصلت إليه دراسة في 2017، فقد تزيد زيادة الوزن من خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان. ووُجد أن الأشخاص المشاركين في الدراسة والذين يعانون من زيادة في الوزن أو سمنة لديهم ضعف خطر الإصابة بسرطانات المريء والمعدة والكبد والكلى، مقارنةً مع الأشخاص ذوي معدل الوزن الطبيعي.
وأشار التقرير إلى أن سبب زيادة خطر الإصابة بالسرطان قد يكون ارتفاع مستوى الالتهابات عند الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة. أو قد يكون بسبب ارتفاع مستويات الهرمونات المرتبطة بنمو الخلايا. وفي دراسة أخرى في نفس العام، وُجد أن الأشخاص الذين يحافظون على نمط حياة صحي بما في ذلك وزن جسم أقل، لديهم معدل أقل للإصابة بالسرطان مقارنةً مع من لديهم نمط حياة أقل صحيًا.

هل تسبَّب الهواتف النقالة السرطان؟!


بالرغم من أنه يبدو أن مسببات السرطان منتشرة حولنا في كل مكان، فإن الأبحاث أظهرت عدم وجود رابط بين الإشارات الكهرومغناطيسية المنبعثة من الهواتف النقالة وبين الإصابة بالسرطان. وفي دراسة أُجريت لمدة 10 سنوات ونُشرت عام 2018، بُحث عن تأثير المستويات العالية جدًا من إشعاع الترددات اللاسلكية على معدلات السرطان لدى فئران المختبر. أظهرت النتائج عدم وجود دليل يثبت أن مستويات إشعاع الترددات اللاسلكية التي يتعرض لها الناس عند استخدام الهواتف النقالة ضارة بصحة الإنسان.

هذه هي أنواع السرطان المرتبطة بالبدانة و الإصابات بها في ازدياد

ترجمة: شيماء ممدوح تدقيق: محمد سعد السيّد

المصدر