يؤثر خبر وفاة أحد الأحباء في كل شخص بطريقة مختلفة. لكن الطقوس بعد الوفاة تأخذ أشكالًا فريدة من نوعها حول العالم، حيث تحتفل الثقافات المختلفة بالحياة وتكرّم موت أفرادها بطرق تميّز تقاليدهم وثقافتهم. لنرى بعضًا من طقوس الدفن الفريدة من نوعها.

1- الدفن في السماء:

يعد الدفن في السماء شائعًا عند البوذيين في التبت، المؤمنين بأهمية إرسال أرواح أحبائهم مباشرةً نحو السماء. تُترك الجثث في هذه الطقوس في الخارج، وغالبًا ما تقطع الجثث إلى قطع صغيرة حتى تتمكن الطيور والحيوانات الأخرى من التهامهما. هذا يخدم الغرض المزدوج المتمثل في القضاء على هذا الجسد الذي أضحى فارغًا من الروح والسماح لها بالمغادرة مع احتضان دورة الحياة ومنح القوت للحيوانات.

2- فاماديهانا (تقليب العظام):

(الرقص مع الموتى) أفضل وصف يمكن إعطائه لتقليد الدفن فاماديهانا في مدغشقر. يفتح شعب مدغشقر مدافن موتاهم كل عدة سنوات ويعيدون لفهم بملابس دفن جديدة. في كل مرة يحصل الموتى على أغطية جديدة، ويحصلون أيضًا على رقصة جديدة بالقرب من القبر وتُسمع الموسيقى في كل مكان. يهدف هذا التقليد الذي يطلق عليه (تقليب العظام) إلى تسريع تحلل الجثث ودفع روح الموتى نحو الحياة الآخرة.

3- الدفن في الماء:

احتضنت العديد من الثقافات في دول الشمال خاصةً، الماء في طقوس الدفن المختارة، من وضع التوابيت فوق المنحدرات المواجهة للمياه إلى استخدام المياه ذاتها مكانًا للدفن. يضع بعضهم الجثث في (سفن الموت) لتطوف بلا وجهة، إما على طول النهر أو ترسل إلى المحيط، لإعادة الجثث إلى الآلهة أو أكثر الأماكن قيمةً بالنسبة لسكان المنطقة.

4- الموكب:

يمكن أن يأخذ الاحتفال بحياة الميت قبل الدفن أشكالًا عديدة. ينطوي تقليد فاراناسي في الهند على السير بالموتى في الشوارع، مع ارتداء الجثث لألوان تسلط الضوء على فضائل المتوفى، على سبيل المثال، الأحمر للنقاء أو الأصفر للعلم والمعرفة. في محاولة لتشجيع الأرواح على الخلاص وإنهاء دورة التناسخ، ترش بعدها الجثث بمياه نهر الغانج ثم تحرق في مناطق حرق الجثث الرئيسية في المدينة.

5- برج الصمت:

يتطلب أحد التقاليد الزرادشتية من النسور الحفاظ على طقوس الدفن القديمة الخاصة بها على قيد الحياة. يعتقد في هذا التقليد، أن الجثة تدنس كل ما تلمسه -بما في ذلك الأرض والنار- ورفع الجثة إلى السماء لتلتهمها النسور كان الحل الوحيد تاريخيًا. يُستخدم بول الثور لتنظيف الجثة قبل استخدام الأدوات التي تدمر لاحقًا لقطع الملابس. توضع بعد ذلك الجثة فوق برج الصمت، بعيدًا عن طريق الأحياء، حتى لا تلوثهم.

6- من الرماد إلى حبات الموت:

بالرغم من كثرة طقوس الدفن المتضمنة حرق الجثث حول العالم، فإنهم في كوريا الجنوبية اتخذوا خطوة جريئة إلى الأمام بتحويل رماد المتوفي إلى حبات.

تحتوي هذه الحبات على القليل من اللمعان وتأتي بألوان مختلفة من الوردي أو الأسود إلى الفيروزي. توضع داخل المزهريات الزجاجية أو حتى في وعاء، وتحتل مركز الصدارة في المنزل، كخيار أكثر زخرفةً من وضعه في جرة تقليدية. أصبح حرق الجثث في بلدٍ من الصعب فيه الحصول على أي مساحة، الخيار الواقعي الوحيد لدفن الموتى، والحصول على شيءٍ جميلٍ من هذه العملية يمنح الأحبة تقليدًا جديدًا لتقبله وإرثًا لا يقدر بثمن لتخزينه.

7- مجموعة من التقاليد الفلبينية:

وعدنا بسبعة طقوس دفن مميزة، لكن عندما يتعلق الأمر بالفلبين، توجد الكثير من طقوس الدفن. يُلبس شعب التنغوان جثثهم أفضل الملابس، ثم يضعون الجثة على كرسي، مع سيجارة مشتعلة بين شفتيها. بينما يعصب شعب بينغيت عيون موتاهم قبل وضعهم على كرسي في مدخل المنزل. يطلب شعب سيبوانو من الأطفال ارتداء ملابس باللون الأحمر في الجنازة للتقليل من احتمال رؤية الأشباح. تتميز منطقة ساجادا بالتوابيت المعلقة من المنحدرات، لتقريب أرواح الموتى إلى السماء. أما في كافيت فغالبًا ما يدفنون موتاهم عموديًا في شجرة مجوفة يختارها الشخص قبل موته. أدى تنوع المناطق في الفلبين إلى ظهور التنوع في طقوس الدفن الفلبينية التي لا يعلى عليها.

اقرأ أيضًا:

اكتشاف ألوان على عظام الجثث في إحدى أقدم مدن العالم

مدافن سلالة تشين في مدينة تشان

ترجمة: نيفين الشلي

تدقيق: سماح عبد اللطيف

المصدر