سلسلة النظرية النسبية: النسبية الخاصة
هل نحن حقًا نشاهد أطراف المجرات على حقب مختلفة؟


السائل: «أثناء مشاهدتي لمجرة أندروميدا (M31)، تبادرت إلى ذهني حقيقة أنني أرى الطرف الأقرب كما كان عليه قبل 2.2 مليون سنة، بينما الفوتونات الصادرة من الطرف الآخر فقد بُعثت إلينا 150,000 سنة ضوئية قبل مثيلاتها في الحافة الأقرب لنا. وبالتالي، هل نحن بصدد رؤية تجاورٍ غير واقعيٍ للزّمن؟ بما أنّنا نرى طرفًا على غير حقبة الطرف الآخر من المجرة؟ يبدو لي أنّنا نشاهد تطوّرًا، والأطراف الأقرب ستكون قد تطورت خلال الخمسمئة ألف سنة هذه لاستيعاب الشكل المرئي حاليًا في الأطراف الأبعد، أم أنه لسبب ما، لا تأثير يُذكر لـ 150,000 سنة ضوئية من قطر أندروميدا؟ هذا محيِّر جدًا بالنسبة لي!»

صحيح أننّا نرى الحافة الأقرب من مجرة أندروميدا في حقبة مغايرة لحقبة الطرف الأبعد عنّا؛ وهذا راجع لسرعة الضوء المحدودة، كما أنه أمر لا يمكن تجنُّبه عند دراسة المجرات، إلّا أنّه ليس بالمشكل الكبير الذي تتخيّله. السبب هو أنّ 150,000 سنة ضوئية في الواقع هي فترة زمنية قصيرة حين يتعلّق الأمر بالعوامل المؤثرة على تطور المجرات.

فمثلًا، يُؤخذ من الشمس أكثر من ألف مرة هذه الفترة من أجل إتمام دورة حول مركز مجرتنا، وتأخذ النجوم فترة أطول من هذه من أجل تطوّرها أيضًا.

وبالتالي، حتى وإن بدا الأمر مقلقًا بالنسبة لعلماء الفلك، فإنّهم لا يعيروه اهتمامًا أكبر من شأنه، فإنه من اللائق اعتبار كل الضوء الذي يصلنا قد غادر مجرة أندروميدا في نفس الوقت، تمامًا مثل ما نفعل على سطح الأرض، حين نعتبر أنّ كل الضوء المرئي قد غادر الأجسام في نفس الوقت.


إعداد: نرجس دواق
تدقيق: أسامة القزقي
المصدر