لا نعرف أي شيءٍ عنه تقريبًا

عاليًا فوق رؤوسنا يوجد قمرٌ صناعيٌّ روسيٌّ غامضٌ، ويتصرف بطريقةٍ غريبةٍ – وفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية – ليست كأيّ طريقةٍ يتصرف بها أيّ قمرٍ صناعيٍّ رأيناه من قبل.

قالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للحد من التسلح يليم بوبليت للأمم المتحدة يوم الثلاثاء: «لا نعرف بالضبط ما هو ولا توجد طريقة للتحقق منه».

وأضافت: «لكن النوايا الروسية فيما يتعلق بهذا القمر الصناعي مبهمةٌ ومن الواضح أنّها تطوراتٌ مقلقةٌ للغاية».

تأتي تلك التعليقات الصادرة في مؤتمر الأمم المتحدة لنزع السلاح بجنيف في سويسرا، بعد أيامٍ فقط من تأكيد الولايات المتحدة على نواياها بإنشاء (قوة فضائية – عسكرية) بحلول عام 2020، من أجل مواجهة التهديدات البارزة في ساحة المعركة الجديدة، على الرغم من انتقاد شخصياتٍ بارزةٍ في مجتمع الفضاء الأمريكي للخطة معتبرينها فكرةً غبيةً.

بعيدًا عن الجدل الدائر حول إنشاء القوة الفضائية، فإن التفاصيل الجديدة المتداولة حول القمر الصناعي الروسي الغامض قُدمَت كنوعٍ من الإثباتات لما يسمى بالتهديدات البارزة، والتي من المفترض أن يحمي هذا الفرع العسكري الولايات المتحدة منها.

وفقًا لبوبليت، فإن المخاوف الحالية هي ردٌ على جسمٍ فضائيٍّ أطلقته وزارة الدفاع الروسية في شهر أكتوبر من العام الماضي، و الذي وصفه الروس بمفتش الأجهزة الفضائية.

قالت بوبليت: «لكن تصرفه في المدار يتعارض مع أي شيءٍ رأيناه سابقًا في مجال تفتيش المدار أو إمكانيات التعرف على الفضاء، بما في ذلك أقمار التفتيش الروسية الأخرى».

وأضافت: «نحن معنيون على ما يبدو من قبل مفتش الأجهزة الفضائية المعلن عنه».

في حين أن بوبليت لم تذكر اسم المركبة الفضائية المحددة التي تشير إليها، يعتقد البعض أنها تعني قمرًا صناعيًا صغيرًا يدعى Kosmos 2521 (Sputnik Inspector) والذي أُطلق من القمر الصناعي الأم Kosmos 2519، على الرغم من حدوث ذلك في شهر أغسطس عام 2017، وليس في شهر أكتوبر.

بغض النظر عما إذا كان هذا صحيحًا أم خاطئًا، فإن بوبليت تقول أنه من الخطر الوثوق بكلام الحكومة الروسية.

وأضافت بوبليت: «سينكر زملائنا الروس أنّ أنظمته هي المعنية بكونها عدائية».

لكن من الصعب تحديد الغرض الحقيقي لجسمٍ ما عن طريق مراقبته ببساطةٍ في مداره، لذلك هذا يؤدي إلى بعض الأسئلة منها: هل هذه معلومات كافية للتحقق والجزم بأنه سلاحٌ قد اختبره الباحثون أو لم يختبروه في المدار؟

في حين أنه لا يوجد أيّ دليلٍ آخرٍ غير (السلوك الشاذ) للإشارة إلى أن القمر الصناعي الغريب هو نوع من أسلحة الفضاء، فإن موقف الولايات المتحدة من دون أي وسيلةٍ للتحقق من المركبة أقوى من المراقبة عن بعد؛ نتيجةً لمعاهدة منع وضع الأسلحة في الفضاء الخارجي أو التهديد أو استخدام القوة ضد الأجسام الفضائية الخارجية (PPWT).

رفض ألكساندر دينيكو – وهو دبلوماسي روسي كبير في جنيف – الحديث القاسي وأخبر رويترز أنّ ما ادعته ما هو إلّا اتهاماتٌ افترائيةٌ قائمةٌ على الشكوك والفرضيات وما إلى ذلك.

عارضت حكومة الولايات المتحدة معاهدة (PPWT) لسنوات، وادعت بأنها معيبةٌ على نحوٍ جوهريٍّ وبها العديد من الثغرات.

بالنظر إلى ما سيحدث مستقبلاً فيما يفترض أن يكون مؤتمر نزع السلاح في الأمم المتحدة يبدو أنّ الشجار حول الفضاء لن ينتهي في وقتٍ قريبٍ.


  • ترجمة: محمد صلاح الدين إبراهيم.
  • تدقيق: رند عصام.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر