تظهر دراسة أن سوء التواصل قد يكون مفيدًا في حل المشكلات! كانت النتائج صادمة لدرجة الحاجة إلى إعادة قراءة الجملة؛ كيف يمكن لأحد عوائق التواصل مثل سوء التواصل أن يساعد على حل المشكلات بطريقة فعالة؟!

وفقًا لبحث جديد صادر عن (Buffalo Researcher)، قد يفيد سوء التواصل في حل مشكلات المجموعات التي تفتقر إلى التنوع، ويعود ذلك إلى عوامل مثل طريقة تفاعل الفريق.

شارك في كتابة الورقة البحثية كل من ريان مولدون، وهو أستاذ مساعد في الفلسفة في جامعة (UB) للعلوم، وكيث هانكينز، أستاذ مساعد في قسم الفلسفة، وعضو مؤسس في معهد سميث للاقتصاد السياسي والفلسفة في جامعة تشابمان، وألكسندر شايفر، زميل المعهد الليبرالي الكلاسيكي في جامعة نيويورك.

يقول ريان مولدون: «يخلق سوء التواصل تنوعًا، بتمكين الأشخاص من استكشاف وسائل البحث المتاحة عند المشاركة في حل المشكلات».

فيما يتعلق بسوء التواصل، يُحدث الهيكل الداخلي الفارق. يقول مولدون: «عندما نعمل في مجموعات، يكون التواصل أمرًا بالغ الأهمية. نرتكب أحيانًا سوء التواصل عشوائيًا، لكن أحيانًا ينبع سوء التواصل من تنوع المجموعة. عندما يحدث سوء التواصل، فإن ما يهم هو طريقة تنظيم أنفسنا».

أظهرت النتائج، التي نشرت في مجلة (PLOS ONE)، نموذجًا رياضيًّا مشهورًا للتنوع ابتكره لو هونغ وسكوت بيدج. بينت إحدى النظريات التي نتجت عن نموذج «هونغ بيدج» للتنوع، أن المجموعات المتباينة قد تتفوق في الأداء على المجموعات المتماثلة عالية القدرة في ظل ظروف معينة، ما يؤدي إلى تصور مختصر بأن «التنوع يتفوق على القدرة».

يوضح مولدون: «تميل المجموعات عالية القدرة إلى التفكير في المشكلة بالطريقة ذاتها عند إجراء توقعات أو إيجاد حلول، فينتهي بها الأمر بالتوصل إلى النقاط ذاتها. بالمقابل فإن المجموعات المتباينة جماعيًّا قادرة على استكشاف المزيد من الخيارات، ما يزيد من فرصة تحقيق نجاحات أكبر».

مع إن نموذج هونغ بيدج قد حظي باهتمام كبير، تنفي الدراسة الجديدة فكرة أن التنوع الجماعي يحمل أيضًا احتمالية أكبر لسوء الفهم بين الأعضاء، الذي ينبع من سوء التواصل.

توصل فريق البحث إلى نموذج حسابي جديد قدم فيه طرقًا مختلفة توضح كيف يمكن أن يحدث سوء الفهم بين الأفراد، وطُرحت فيه أسئلة جديدة مع تطبيقات واقعية مناسبة لأي مجموعة -من المنظمات المدنية في الأحياء الصغيرة إلى الشركات الكبيرة- التي تتطلب تعاونًا داخل المجموعة لحل المشكلات.

إضافةً إلى نموذج «هونغ بيدج» الأصلي، تمكن الباحثون من دراسة كيفية تحقيق أكبر قدر من إمكانيات التنوع، بواسطة نماذج مختلفة من التعاون.

يقول مولدون: «سمح لنا النموذج الجديد باكتشاف طرق مختلفة يمكن للمجموعات العمل بها معًا. تظهر احتمالية أن يزيد سوء التواصل من الأخطاء، في حين قد تقلل أمثلة أخرى لسوء التواصل الضرر الناجم عن هذه الأخطاء».

السياق المؤسسي هو النقطة المحورية. يقول مولدون: «توصلنا إلى أن لكيفية تنظيم المجموعات أهمية كبرى عند تقييم فوائد التنوع، لا سيما في حالة سوء التواصل».

يتضمن النموذج المذكور في البحث تسعة موظفين يعملون معًا في مجموعات فرعية أو بمفردهم، لحل مشكلة الوصول إلى هدف محدد في ظروف صعبة. تهدف طرق التفاعل المختلفة إلى تحديد الترتيبات المؤسسية المختلفة، أو القواعد والإجراءات التي من شأنها تيسير التعاون.

يقول مولدون: «فكر في كيفية تنظيم الشركة للفرق التي تعمل على تحقيق هدف ما، أو كيف يعمل مختبر العلوم. تُعد طرق التنظيم المحددة أمرًا مهمًا. يساعدنا ذلك على التفكير في الكيفية التي تصبح بها مؤسسات معينة أفضل في التعامل مع الأخطاء».

اقرأ أيضًا:

هل نفهم لغة الجسد فهمًا صحيحًا؟

هل يمكن أن يسبب الإفراط في المشاركة ضررًا أكثر من نفعه بعد الصدمة النفسية أحيانًا؟

ترجمة: سوزان عبود

تدقيق : هزار التركاوي

المصدر