يُطلب منا دائمًا شرب كميات وافرة من الماء بانتظام، للحفاظ على صحتنا. بيّنت دراسة جديدة فوائد إضافية لشرب الماء، مثل التقليل من الإصابة بالأمراض المزمنة، والحصول على فرصة أكبر لعيش حياة أطول.

شملت الدراسة عددًا كبيرًا من البالغين، واعتمدت على الاستبيان خمس مرات خلال مدة الدراسة التي امتدت 25 سنة، مع الأخذ في الحسبان عوامل مثل الحالة الاقتصادية والاجتماعية، والتاريخ الطبي للعائلة.

استُبعد من الدراسة التي شملت 11,255 متطوعًا، البالغون الذين لديهم مستويات عالية من الصوديوم في الدم في الحالة العادية، أو الذين يعانون حالات مرضية مثل البدانة، التي من شأنها أن تؤثر في مستويات الصوديوم لديهم.

تضمنت التحاليل المخبرية التي أُجريت على المتطوعين، قياس مستوى الصوديوم في الدم لديهم، إذ اسُتخدم مؤشرًا للكمية المستهلكة من السوائل. إذ تترافق زيادة الوارد من الماء عادةً مع انخفاض مستوى الصوديوم في الدم.

توضح الباحثة ناتاليا ديميتريفا: «يمكن للإماهة المناسبة، أي حصول الجسم على كمية وافرة من الماء، أن تبطئ من علامات التقدم في العمر، وتطيل الحياة الصحية الخالية من الأمراض».

ما تأثير ارتفاع مستوى صوديوم الدم في الجسم؟

سلط بحث سابق الضوء على العلاقة بين مستويات الصوديوم المرتفعة في الدم، وزيادة خطر الإصابة بقصور القلب. شمل البحث دراسات فرعية تضمنت آلاف البالغين من مختلف الأعراق في الولايات المتحدة.

تناولت الدراسة بالبحث موضوع خطر الإصابة بتصلب الشرايين، وساعدت الباحثين على فهم عوامل الخطورة المتعلقة بالإصابة بالأمراض القلبية، في سياق صياغة مبادئ توجيهية سريرية لعلاج هذه الحالات والوقاية منها.

يتراوح المعدل الطبيعي لمستوى الصوديوم في الدم بين 125 و146 مل مكافئ/لتر. يبدو الأشخاص الذين يتجاوز مستوى الصوديوم لديهم النطاق الطبيعي، أكبر سنًا من عمرهم الحقيقي بنسبة 10 – 15%، مقارنةً بالأشخاص ذوي مستويات الصوديوم الطبيعية في الدم.

بينت الدراسة أيضًا أن هؤلاء الأشخاص معرضون بنسبة نحو 64% لتطوير أمراض مزمنة، مثل القصور القلبي والسكتة الدماغية وأمراض الرئة المزمنة والسكري والخرف.

أيضًا فإن البالغين الذين لديهم مستويات صوديوم مرتفعة في الدم كانوا أكثر عرضةً للموت بعمر أصغر.

على هذا ينبغي للأشخاص الذين لا يحصلون على كفايتهم من السوائل، أن يتخذوا خطوات جدية للحصول على مزيد من الماء ضمن نظامهم الغذائي، ليس بالاعتماد على شرب الماء فقط، بل أيضًا من مصادر أخرى تحتوي الماء.

يشير البحث أيضًا إلى أن بعض المرضى تزداد حاجتهم إلى شرب المزيد من السوائل نتيجة لظروف معينة، مثل الأدوية التي قد تسبب فقدان السوائل. أيضًا، يعدّل الأطباء الخطة العلاجية للمرضى في بعض الحالات، مثل الحد من كمية السوائل التي يستهلكها مرضى القصور القلبي.

لا يؤكد البحث أن حصول المتطوعين على السوائل بكمية كافية هو العامل الأهم لتمتعهم بصحة جيدة. يوضح العلماء أن التجارب المضبوطة مهمة لتحسم دور الإماهة في المساعدة على التقدم في العمر بشكل صحي، ومنع الأمراض، والحياة مدة أطول. الوارد من السوائل ليس العامل الوحيد المؤثر في مستوى الصوديوم في الدم، رغم ضبط المتغيرات الأخرى مثل الجنس والعرق والعمر.

تميل الدراسة للتركيز على المخاطر الصحية للتجفاف، أكثر من التأثيرات الإيجابية للإماهة الجيدة، مع أن الأمرين مرتبطان معًا إلى حد ما.

من أين نحصل على الكمية الموصى بها من السوائل؟

لا يحصل نحو نصف سكان العالم اليوم على الكمية الموصى بها من الوارد المائي، التي يبلغ حدها الأدنى نحو 1.5 لتر ، أو ما يعادل ستة أكواب من الماء. يوجد الكثير من الأسباب لذلك، في مقدمتها إمكانية الحصول على مياه نظيفة صالحة للشرب.

يوضح البحث أن طرق الحصول على الكمية المطلوبة من السوائل لا تقتصر على شرب الماء، بل تشمل تناول الأطعمة المحتوية على الماء بوفرة، مثل الفواكه والخضراوات.

يجب أن يكون توفير مياه شرب نظيفة للجميع من الأساسيات في أي مجتمع، من أجل الحفاظ على صحة جميع الأفراد. إن زيادة نسبة الأشخاص الذين يحصلون على كمية وافرة من الماء، تُحدث تغيرًا ملحوظًا في معدل الإصابة بالأمراض، ومعدل الوفاة، ما يُحدث تغيرًا كبيرًا على مستوى العالم.

يُعد نقص محتوى الجسم من الماء العامل الأكثر شيوعًا لزيادة مستوى الصوديوم في الدم، لهذا تقترح الدراسات أن الإماهة الجيدة تبطئ علامات التقدم في العمر، وتؤخر الإصابة بالأمراض المزمنة.

اقرأ أيضًا:

لا تحب شرب الماء عادةً؟ إليك عشر طرق صحية للبقاء رطبًا

ترجمة: سوزان محمد

تدقيق: منال توفيق الضللي

المصادر: 1 2