خطت شركة روكيت لاب الأمريكية النيوزيلندية خطوة كبيرة في سعيها لإعادة استخدام مركبات الإطلاق، باللحاق بواحدة منها والتقاطها قبل سقوطها على الأرض. التقطت طائرة هليكوبتر المركبة في الجو في أثناء هبوطها بالمظلة تجاه المحيط الهادي، بعد إنجاز المهمة التي تضمنت الدوران في مدار 34 قمرًا صناعيًا.

لم يكن الطيارون سعداء إذ اضطروا للسماح للصاروخ بالهبوط تمهيدًا لسقوطه في الماء، ومع ذلك أشاد رئيس الشركة بيتر بيك بجهود فريقه.

قال الرئيس التنفيذي: «إن إعادة صاروخ من الفضاء والتقاطه باستخدام طائرة هليكوبتر أشبه بأداء حركات الباليه بسرعة تفوق سرعة الصوت. يوجد عدد هائل من العوامل التي يجب التوفيق بينها، والعديد من الأنظمة التي تعمل معًا بتجانس، لذلك أنا فخور للغاية بالجهود الممتازة التي يبذلها الفريق المكلف بعملية الاستعادة، وجميع مهندسينا الذين قاموا بهذه المهمة وحققوا النجاح الأول».

قال بيك إن الجزء الأصعب من عملية استعادة الصواريخ قد أُنجز بنجاح، لكنه يأمل أن يتقن فريقه التقنيات في الجو.

نشر صاحب المشروع صورة للصاروخ بعد وضعه على سفينة، وكان سليمًا ولم يتأثر بالحرارة التي قد تنشأ نتيجة اختراق الغلاف الجوي.

حاليًا، شركة واحدة فقط تجري عملية الاسترداد روتينيًا لمعززات الصواريخ المدارية وتعيد تشغيلها، وهي شركة سبيس إكس في كاليفورنيا، التي تعيد صواريخها إلى الأرض وتنزلها قرب منصة الإطلاق، أو على متن زورق في البحر.

تقلل إعادة استخدام معززات الصواريخ من تكلفة المهمات الفضائية، شريطة ألا تكلف صيانة الصواريخ المُعادة الكثير. تقول شركة سبيس إكس إن مركباتها من طراز فالكون تتطلب القليل من أعمال التجديد بعد كل رحلة.

يتعين على شركة روكيت لاب بذل جهد أكبر لزيادة المكاسب وإزكاء المنافسة، إذ تطلق الشركة مركباتها ذات المرحلتين من شبه جزيرة ماهيا في نيوزيلندا.

تتمثل المرحلة الأولى، الأساسية، في إطلاق الصاروخ من الأرض، ثم ينفصل صاروخ الدفع ويسقط تجاه الأرض.

المرحلة الثانية، أو العليا، تتمثل في وضع القمر الصناعي في المدار، وذلك في عملية تُسمى كوري. ينتج من المرحلة الثانية أجزاء تحترق في الغلاف الجوي.

يجب توفير الحماية الحرارية في المرحلة الأولى، إذ يخترق الصاروخ الغلاف الجوي للأرض بسرعة 8300 كم/ساعة. تستهلك عملية الدفع الكثير من الطاقة قبل أن تقلل المظلات السرعة إلى 10 أمتار في الثانية، للسماح للطائرة المروحية (Sikorsky S-92) بالتدخل لإنجاز عملية الالتقاط.

نموذجيًا، يجب أن تنقل المروحية القطعة المُلتقطة إلى الأرض، لكن الطيارين اعتقدوا أن خصائص الحمولة كانت مختلفة عن مرحلة الاختبارات الجوية، وأن السلامة تتطلب إنزال الحمولة في الماء.

صرح بيك: «لقد أنجزنا 99٪ من المهمة، الـ 1٪ المتبقية تتعلق بالطيارين الذين آثروا السلامة وقرروا التخلي عن الحمولة. وهو أمر يمكن إصلاحه».

كان الهدف الأساسي للمهمة إطلاق مجموعة متنوعة تضم 35 مركبة فضائية إلى المدار، على ارتفاع أكثر من 500 كيلومتر. شملت الحمولة أربعة أقمار صناعية صغيرة من تصميم الشركة الاسكتلندية «ألبا أوربيتال»، وثلاثة أقمار صناعية لشركة «إي سبيس»، وهي شركة جديدة أنشأها رائد أعمال الفضاء جريج ويلر.

ويلر اسم مرموق في مجال الفضاء، وُصف بأنه «الأب الروحي للنجوم Mega constellations»، وهي شبكات الاتصالات العملاقة التي طورتها شركات سبيس إكس و«وان ويب» وأمازون.

أسس ويلر شركة وان ويب، وقبلها شركة O3b، التي سعت إلى ربط الأشخاص غير المتصلين بالإنترنت، ويُقدر عددهم بثلاثة مليارات شخص حول العالم.

في مشروعه الجديد «إي سبيس»، يقترح ويلر إطلاق عشرات الآلاف من الأقمار الصناعية، مع الأخذ في الحسبان ازدحام المدار وخطر الاصطدامات المحتملة.

يزعم رجل الأعمال أن مشروعه القادم سيستطيع التقاط الحطام الفضائي، ما سيؤثر إيجابًا في بيئة الفضاء.

اقرأ أيضًا:

إريس روفر: عربة فضائية لاستكشاف القمر من تصميم طلاب جامعيين

أهم المهمات الفضائية لعام 2022

ترجمة: أحمد عضيم

تدقيق: أكرم محيي الدين

مراجعة: لبنى حمزة

المصدر