الطفح الشروي؛ مصطلح طبي يطلق على الطفح الأحمر الحاكّ الذي يسميه العامة شرى، الذي يصيب نحو خُمس السكان في وقت ما. الشرى مرض شائع، لكن أحد أنماطه المسماة شرى الماء حالٌة نادرة جدًا تعد مشابهة لحساسية الماء، لكن الدراسات حوله ما زالت محدودة.

توجد فقط نحو مئة حالة معروفة من شرى الماء الذي يحدث بسبب التماس مع الماء كما هو ظاهر من اسمه، ويتطور لدى المصابين بهذا النمط من الشرى جلٌد حاك محمرّ وحارق حال ملامسة الماء أو مصادره الأخرى مثل المطر والثلج والعرق والدمع ومياه الصنبور الغنية بالكلور أو حتى الماء المقطر.

لا تعد درجة حرارة الماء أو درجة حموضته أو قلويته عواملَ متهمة، ويتحسس قلة فقط من الأشخاص للماء المالح، إذ تختلف الحالة من شخص لآخر، وما زالت آلية حدوثها مجهولة.

الأعراض

يسبب شرى الماء طفحًا بشكل بثرات صغيرة مرتفعة محاطة بمناطقَ أكبر وأكثر احمرارًا، قد تكون حاكة وعادًة ما تظهر على الرقبة والذراع العلوي والجذع، يسبب الشرى عادًة:

  •  وذمة أو احمرارًا في الجلد.
  •  الشعور بالحرقة.
  •  سحجات.
  •  كدمات.
  •  الالتهاب

يزول الطفح عادًة خلال 30 إلى 60 دقيقة وقد يعاني المصاب أعراضًا أخرى مثل الصداع وقصور التنفس والصفير والدوخة والإغماء، وقد يسبب شرب الماء أعراضًا شديدة أيضًا:

  •  احمرارًا حول الفم.
  •  عسر بلع.
  •  عسر تنفس.

كيف يُشخَّص شري الماء؟

يشتبه الطبيب بشرى الماء عادًة عند معاينة شخص لديه تاريخ من الطفح بعد التعرض للماء، كذلك يعد الماء الجاري والحرارة والبرودة والضغط وغيرها عواملَ أخرى تسبب طفحًا جلديًا مشابهًا، وإن استبعاد العوامل الأخرى المسببة للطفح جزء أساسي من عمل الطبيب.

يبني الأطباء تشخيص شرى الماء اعتمادًا على اختبار تحدي الماء إذ يطبق الطبيب كمادات رطبة بدرجة 35 سيليزيوس على صدر المريض ويراقب ظهور الطفح بعد مضي 20 دقيقة، ومن المهم جدًا ألا يأخذ المريض مضادات الهيستامين مسبقًا، كذلك ألا يكون الماء باردًا أو حارًا. ومن المهم التفريق بين شرى الماء وحكة الماء، إذ تسبب الأخيرة حكًة والتهابًا ولا تسبب طفحًا أو احمرارًا.

كيف يتعامل المصابون بحساسية الماء معها؟

تفرض حساسية الماء تحدياتٍ يوميةً على المصابين مثل:

شرب الماء: غالبًا ما يستطيع الأشخاص المصابون بشرى الماء شربَ الماء دون تحسس لأن الماء لن يلامس الجلد في هذه الحالة، ولكن سُجلت حالة واحدة لوذمة في الفم والشفاه لدى شخص ذكر عمره 18 عامًا بعد شرب الماء.

الاستحمام: قد يجعل علاج شرى الماء الاستحمامَ أقلَّ خطورة، إذ غالبًا ما يقلل الأشخاص المصابون بشري الماء عددَ مراتِ الاستحمام وقد يقتصر أحيانًا على المطهرات الكحولية، وقد يتحسس الأشخاص المصابون بشري الماء بطرق أخرى كثيرة مثل دموعهم وعرقهم، لذلك يجب أخذ الاحتياطات اللازمة كالبقاء في المنزل خلال الأيام الماطرة وتجنب النشاطات المسببة للتعرق.

علاج شرى الماء

لا يوجد اهتمام جدي بإيجاد علاج حتى الآن، إذ أن عدد المصابين بشرى الماء قليل، ومن الشائع وجود عدة استراتيجيات للتعامل معه:

مضادات الهيستامين: تعد العلاج المعتاد للشرى أيًا كان نمطه، ويفضل الأطباء الجيل الثاني من مضادات الهيستامين إذ تسبب نعاسًا أقل مقارنًة بالأجيال الأقدم، ويعد السيتريزين خيارًا شائعًا لتهدئة الطفح بعد التعرض للماء، وفي الحالات الشديدة لن يتمكن المصاب من التنفس لذا قد يحتاج لزمرة EpiPen ومنها الإبنفرين المعروف باسم الأدرينالين، فهذه المجموعة من الأدوية ترفع ضغط الدم لتقليل الوذمة والطفح، وتستعمل في الحالات الشديدة المهددة للحياة فقط.

الحواجز الجلدية: تُعد الكريمات والمواد الأخرى التي تشكل حاجزًا بين الجلد والماء عواملَ مساعدة، ويقترح الخبراء إمكانية تطبيقها قبل اللجوء إلى مضادات الهيستامين خاصًة لدى الأطفال المتحسسين للماء.

العلاج بالأشعة فوق البنفسجية: يعد العلاج الضوئي الذي يستخدم الأشعة فوق البنفسجية علاجًا أقل شيوعًا، إذ يعمل على جعل الجلد قاسيًا وأقل حساسية للماء، الفكرة هي جعل الجلد مشابهًا لجلدَ الراحتين والأخمصين، إذ نادرًا ما يسبب الماء طفحًا في هذه المناطق.

أوماليزوماب: نجح بعض الأطباء في علاج الشرى بدواٍء مضاد للحساسية مثل أوماليزوماب، إذ زالت جميع الأعراض لدى أحد المرضى وتمكن حتى من السباحة بعد استعمال هذا الدواء، لكن توجد بعض المشاكل بخصوص الأوماليزوماب، إذ أنه غير مرخص لعلاج الشرى ومكلف جدًا.

أسباب وعوامل خطورة حساسية الماء:

يعالج الأطباء الشرى دون معرفة العوامل المسببة للطفح غالبًا، ففي الحالات المزمنة حُدد فقط حوالي 10-20% من الأسباب، وحتى في الحالات معروفة السبب قد لا يتمكن الأطباء من فهم الآلية المسببة للطفح. إن الأطباء والباحثين في حيرة بخصوص شرى الماء ويعتقدون أن شيئًا ما على الجلد يتفاعل مع الماء ويسبب الطفح، وخلصوا إلى نظرية أخرى أيضًا مفادها أن سبب الطفح مادة منحلة في الماء وليس الماء بحد ذاته، لكن لا يوجد جواب محدد حتى الآن، ولا توجد عوامل خطورة معروفة لشرى الماء.

قد توجد أكثر من إصابة في العائلة الواحدة لكنه لا يحدث في المجموعات العائلية غالبًا، وقد يكون لدى البعض حالات وراثية، لكن حتى الآن لا توجد حالات كافية للباحثين لتحديد ما إذا كانت الحالة موروثة أو جزءًا من متلازمة أشمل.

أخيرًا، يجب تجنب التعرض للماء حال التشخيص وهذا صعب عادًة، لذلك يجب تحديد التعرض للماء قدر المستطاع، كالاستحمام على مرات متباعدة ومعرفة حالة الطقس قبل الخروج، وتجنب الأطعمة التي تحوي الكثير من الماء.

اقرأ أيضًا:

10 من مسببات الحساسية غريبة ومدهشة

الشرى المزمن مجهول السبب: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: ليال يوسف

تدقيق: سمية بن لكحل

المصدر