الصدأ هو أهم الأمراض الورقية التي تصيب القمح في أستراليا، مقارنةً بالصدأ المخطط أو الصدأ الأصفر stripe rust/yellow rust وصدأ الساق stem rust؛ يُعد صدأ الأوراق leaf rust الأقل فتكًا لدى الأنواع المعرضة للإصابة، لكن تبقى الظروف مهيئة لحدوث المرض خلال أغلب المواسم. تظل السيطرة على المرض فعالة من خلال زراعة الأنواع المقاومة في معظم أجزاء ولاية فيكتوريا في أستراليا، لكنه يتسبب بمشاكل في المناطق حيث تنمو الأنواع المعرضة للإصابة.

الاسم الشائع: صدأ الأوراق، الصدأ البني

الاسم العلمي: Puccinia triticina (= P. recondita Roberge ex Desmaz. f. sp. tritici.)

الانتشار:

ينتشر حول العالم وفي أي مكان ينمو القمح فيه. ويكثر في المناطق حيث يتكرر تجمع قطرات الندى خلال مراحل الإزهار وحين تكون الحرارة معتدلة، ما بين 15 إلى 2°.

ماذا نلاحظ؟

يعتبر صدأ الورق مرضًا سهل التشخيص نسبيًا إذ تتشكل بثور برتقالية بنية على سطح الورقة. يمكن إزالة هذه البثور من على الورقة مخلفةً علامة برتقالية بنية على الأصبع، تحمل هذه البثور المتناثرة على سطح الورقة شكلًا دائريًا بيضاويًا، ويقتصر وجودها غالبًا في الجزء الأعلى على سطح الورقة (صورة 2)، لاحقًا خلال الموسم؛ تنمو أبواغ نهائية teliospores سوداء في النباتات البالغة أسفل سطح الورقة أو على غمد الورقة في العادة، لا تشكل هذه الأبواغ السوداء أي أهمية.

صدأ الأوراق أو صدأ أوراق القمح: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج الأمراض الورقية التي تصيب القمح في أستراليا الصدأ الأصفر صدأ الساق

الأهمية الاقتصادية:

تكون الخسائر في المناطق الشاسعة عادة من خفيفة إلى متوسطة، ما بين 1 – 20%. قد تُدمر الحقول المنفردة حين يضرب المرض الشديد في بداية الموسم، وتتعاظم الخسائر غالبًا في السنوات التي تكون ملائمة أكثر لنمو القمح وبالتالي تكثر الخسائر كلما كان الإنتاج أكثر. تسبب الإصابة باكرًا نمو نباتات أضعف وجذورًا ضعيفة ونموًا للأشطاء (وهي سيقان نباتية ثانوية تنمو عند قاعدة النبات في بعض أنواعه).

في ولاية فيكتوريا في أستراليا، تخلف الإصابة بصدأ القمح خسائر في إنتاج القمح تصل إلى أكثر من 20% في الأنواع المعرضة للإصابة، كما تخفض من جودة القمح. ارتبطت خسائر الأعوام الأخيرة بالمناطق حيث تنمو الأنواع المعرضة للمرض.

دورة مرض صدأ الأوراق:

تسبب فطريات تدعى Puccinia triticina صدأ أوراق القمح. يحتاج صدأ الورق، كغيره من أنواع صدأ الحبوب، إلى عائل حي للنجاة من موسم إلى آخر. أهم عائل للصدأ في أستراليا هو نبتة قمح معرضة للإصابة تنمو خلال الصيف/الخريف؛ لا يستطيع الصدأ البقاء من موسم لآخر على البذور، أو الجذامة (عيدان الزرع المتبقية بعد الحصاد)، أو في التربة.

أنواع القمح المعرضة للإصابة بالصدأ تُمكن الصدأ من التلقيح على عوائله خلال الصيف والخريف، قد يصبح الأمر مشكلة خلال المواسم اللاحقة لصيف رطب والتي تؤثر في نمو القمح ذاتي الزرع؛ تصبح النباتات المصابة بشدة بالصدأ خلال الخريف مصدرًا لصدأ محصول القمح الجديد، وفي حال لحق هذه الظروف شتاءٌ خفيف وربيعٌ دافئ ورطب، تغدو فرص انتشار صدأ الورقة الوبائي عالية؛ وبالتالي فإن فرص انتشار الوباء تصبح أكبر ما يُمكن إذا كان متبوعًا بصيف رطب.

في أستراليا، وبسبب افتقار عائل بديل؛ يتكاثر صدأ الأوراق لا جنسيًا. يقلل هذا تنوع الصدأ في الحقل الواحد وبالتالي يزيد من فرص فعالية الأنواع المقاومة لفترة طويلة.

تحمل الرياح أبواغ الصدأ وتنتشر عبر مناطق شاسعة خلال وقت قصير، يُفضل صدأ الأوراق الوبائي الظهور في ظروف الطقس الرطبة ودرجات حرارة بين 15 – 22°.

علاج صدأ الأوراق:

زراعة الأنواع المقاومة:

أفضل طريقة للسيطرة على صدأ الأوراق هي عبر زراعة أنواع مقاومة.

نجح المزارعون في السيطرة على صدأ الأوراق في معظم أجزاء ولاية فيكتوريا بفعالية وذلك عن طريق انتشار زراعة القمح بأنواع مقاومة للمرض بشكل واسع.

بيد أن صدأ الأوراق يُنتج من حين لآخر أجناسًا جديدة قادرة على مهاجمة أنواع النباتات التي كانت مقاومة لها حين انتشرت لأول مرة؛ تتولد هذه الأجناس الجديدة حين تحدث طفرة وراثية خلال التكاثر اللاجنسي للفطريات. يقلل انتشار زراعة الأنواع المقاومة مستويات الصدأ في البيئة المحيطة ويخفض توالد الأجناس الجديدة.

من المهم على المزارعين إدراك تفاعل الأمراض في أنواعهم المزروعة مع صدأ الأوراق؛ ومن المهم كذلك استعمال دليل أمراض حديث فقد تحدث الطفرات الوراثية في الصدأ من وقت لآخر، ويتغير مقدار المقاومة تبعًا لذلك.

الإجراءات التقليدية:

يقلل الرعي المكثف أو استعمال مبيدات الأعشاب خلال فصل الخريف لإزالة القمح ذاتي النمو والمعرض للمرض من كمية الصدأ في المحاصيل اللاحقة، لكن في حال لاءمت الظروف في الربيع نمو الصدأ، فإن كمية صغيرة من الصدأ ستعيش حتى الخريف ثم تتضاعف مسببة خسائر شديدة في إنتاج المحصول في الربيع.

معالجات البذور Seed treatments:

معالجات البذور متاحة وهي تكبح أي إصابة مبكرة من صدأ الأوراق. معالجات البذور مهمة في الأنواع المعرضة للإصابة، خاصةً إن بذرت مبكرًا أو لحقت صيفًا رطبًا مُفضلًا للنباتات تلقائية النمو.

مبيدات الفطريات الورقية:

هناك عدد من المبيدات الفطرية الورقية المصرح بها لاستخدامها في السيطرة على صدأ أوراق القمح.

لا يمكن اعتبار المبيدات الفطرية بديلة عن زراعة الأنواع المقاومة؛ إذ تعد نوعًا من الدعم في حال ولدت أجناسًا جديدة من الصدأ وتُستخدم في المناطق التي لا تتوفر فيها مقاومة كافية.

تكون الاستجابة للمبيدات الفطرية مستبعدة في الأنواع المقاومة أو متوسطة المقاومة، وكلما كان موعد انتشار وباء الصدأ أبكر، تعاظمت معها الخسائر الإنتاجية المحتملة.

يجب معاينة المحاصيل ليُكشف عن الصدأ باكرًا، فالوقت مهم للسيطرة على أمراض الصدأ بواسطة المبيدات الفطرية. وباء الصدأ كالقنبلة؛ متى خرج عن السيطرة يصعب احتواؤه.

وكغيره من أنواع الصدأ، من المهم رش المبيدات الفطرية عند بداية انتشار الوباء، وفي حال كان الوباء شديدًا من البداية، قد يتطلب الأمر رش المبيدات على دفعتين.

اقرأ أيضًا:

كيف تنقل الأشجار الكبيرة الماء من جذورها إلى الأوراق ؟ – الأوعية الخشبية

تحديد جين مقاوم للأمراض في القمح سيتيح الفرصة لتوفير بلايين الدولارات

ما هي النباتات البذرية ؟

ترجمة: لُبيد الأغبري

تدقيق: علي قاسم

مراجعة: رزان حميدة

المصدر 1

المصدر 2