إذا أردت سببًا إضافيًّا لدراسة العلم وفهم أساساته، فلن تجد دافعًا أقوى من تفاصيل القصّة التّالية. في إحدى حلقات البرنامج الأمريكي المتلفز بين وتيلر (Penn & Teller)، قام فريق العمل بتحضير حيلة تهدف إلى فحص مدى الإطّلاع العلمي لدى المشاركين في إحدى نشاطات أحد الجمعيّات البيئيّة.

ما قام به الفريق ببساطة هو طباعة المئات من الأوراق التي تحتوي على عريضة تنصّ على حظر إستخدام مركّب كيميائيّ يُسمّى بالـ (Dihydrogen monoxide). إذا كنت قد اطّلعت على أصول تسمية المركّبات في علم الكيمياء، ستلاحظ سريعًا أنّ الإسم (دايهايدروجين مونوكسايد) يعني أنّ المركّب الكيميائي يتكوّن من ذرّتيّ هيدروجين وذرّة أكسجين (H2O) – وهي بالطّبع المعادلة الكيميائيّة للماء.

ما فعلته المذيعة في أثناء عمليّة جمع التّوقيعات هو أنّها وصفت الإستخدامات المختلفة للماء في حياتنا اليوميّة وفي السّياق الصّناعي، مستخدمة الإسم المعقّد لأكثر المركّبات الكيميائيّة المألوفة لدينا. الغريب في الأمر أنّ العشرات هُرعوا ليُوقّعوا على العريضة، بدون مُسائلة وبدون استجواب.

مثل هذه الوقائع (التي تحدث في سياقات وأطر مختلفة) تذكّرنا بأهميّة التّفكير النّقدي وأهميّة الإحاطة العلميّة في حياة الإنسان.

في الواقع، عالم الفيزياء الأمريكي ريتشارد فاينمان ذكر ذات مرّة أنّ الأساس الأوّل في حياة العالم هو أنّه عليه أن لا يخدع نفسه، وعليه أن يتصرّف وكأنّه هو أسهل شخص بالإمكان خداعه.

علينا أن نتذكّر دائمًا أنّه بما أنّنا نعيش في مجتمع يعتمد في كلّ نواحيه على العلوم والتّكنولوجيا، فإنّ عدم إحاطتنا بأساسات الأمور التي تعتمد عليها حياتنا قد تجعل منّا عرضة للإحتيال، النّصب، الإستهتار، والإستهزاء.

فيديو: