تلسكوب جيمس ويب التابع لناسا هو مرصد فضائي يعمل بالأشعة تحت الحمراء، أُطلق في 25 ديسمبر 2021 على متن الصاروخ أريان 5، وأصدرت وكالة ناسا الصور العلمية الأولى من المرصد في بث مباشر في 12 يوليو.

سيسبر تلسكوب جيمس ويب الفضائي -الذي تبلغ تكلفته 10 مليارات دولار- الكون، للكشف عن تاريخه، من الانفجار العظيم إلى تكوين الكواكب وما بعدها.

النجم إيراندل كما ظهر في صور التلسكوب جايمس ويب

النجم إيراندل كما ظهر في صور التلسكوب جايمس ويب

في 18 فبراير، أصدرت وكالة ناسا صورةً جديدة مُحسّنة من جيمس ويب، حيث جلبت 18 نسخةً غير مركزة من نجم في تشكيل سداسي. فور أن يقوم التلسكوب بمحاذاة الأجزاء المختلفة للمرآة الأساسية بنجاح، سيبدأ عملية تجميع الصور، لنحصل على 18 صورة مجمعة في عرض واحد واضح.

أيضًا، التقط ويب صورةً ذاتية –سيلفي- رائعة باستخدام كاميرا خاصة، صُممت للاستخدام في أغراض الهندسة والمحاذاة.

قبل أقل من 13 مليار سنة بقليل، أضاء نجم أزرق كبير الكون المبكر. عبر العديد من السنوات الضوئية في الفضاء الشاسع، سطع هذا الضوء، وتحول إلى ظل بينما يلتقي بالغبار والصخور.

ما تبقى من تلك الفوتونات القديمة سُحبت وتغير شكلها نتيجة نمو الفضاء وتمدده، وطرأ عليها الكثير من التشوه والانحناء في أثناء دورانها حول مصادر الجاذبية للنجوم والمجرات المتداخلة.

سابقًا، سقط بعض هذا الضوء على عدسة تلسكوب خاص بنا، ما أعطانا لمحة عن نجم قديم.

كانت الصور التي قدمها تلسكوب هابل غير عادية، قال العلماء إنه مميز بما يكفي ليتطلب استخدام تلسكوب مختلف لإلقاء نظرة فاحصة.

هذا النجم المُسمى (WHL0137-LS) أو (Tolkienesque Earendel)، يحمل الرقم القياسي لأقدم وأبعد نجم عرفناه على الإطلاق.

في 30 يوليو 2022، غيّر تلسكوب جيمس ويب الفضائي اتجاهه إلى زاوية السماء التي تهيمن عليها كوكبة قيطس (Cetus)، حيث شُوهد هذا القوس الخافت الملتوي لضوء النجم القديم آخر مرة.

الأشعة الصادرة من هذا النجم كانت قاتمةً وقويةً، ورقيقةً جدًا وممتدة، ومن الصعب أن تخبرنا الكثير عن مصدرها. نعلم الآن أن هذا النجم ربما كان حارًا وكبيرًا، ويتراوح بين 50 و100 كتلة شمسية. هذا يجعله على الأرجح يحترق بسرعة، ويتلاشى في مستعر أعظم خلال بضعة ملايين سنة من حياته.

توهّج هذا النجم بعد نحو 900 مليون سنة من الانفجار العظيم، ومن غير المرجح أن يكون من النجوم الأولى في الكون، لكنه ظهر حين كانت العناصر الثقيلة نادرةً إلى حد ما.

أيًا كان ما يمكن أن نتعلمه من طيفه، فسيتعين علينا الانتظار فترة أطول قليلًا. مع قدرة تلسكوب جيمس ويب على تمييز التفاصيل التي لا يستطيع تلسكوب هابل الفضائي التعرف عليها، قد يستطيع علماء الفلك قريبًا استخلاص المزيد من المعلومات حول صاحب الرقم القياسي الجديد.

اقرأ أيضًا:

تلسكوب جيمس ويب الفضائي والسفر الحديث عبر الزمن

صور مذهلة جديدة للمجرات التقطها تلسكوب جيمس ويب الفضائي

ترجمة: أحمد عضيم

تدقيق: باسل حميدي

المصدر