حياة القاتل المدان سكوت رايموند دوزيير بين يدي مخدّر مثير للجدل.

هذا الأسبوع، تخطط ولاية نيفادا لأن تكون أول ولاية أمريكية تقوم بعملية إعدام بواسطة الفينتانيل fentanyl، هذا المخدر سيء السمعة والذي يستخدم من قبل متعاطي المخدرات المدمنين ويخطر في الذهن دائمًا عند التحدث عن ظاهرة تفشي المخدرات بالولايات المتحدة الأمريكية.

سوف تكون هناك جلسة استماع يوم الحادي عشر من يوليو، بحسب صحيفة Las Vegas Review-Journal، إن أعطيت الموافقة على هذا العقار، فسينفذ الحكم على دوزيير الساعة الثامنة والنصف مساءً بنفس اليوم.

الفينتانيل هو مخدر أفيوني قوي ويسبب الإدمان الشديد ويستخدم عادة لعلاج الألم الشديد المزمن، تشبه طريقة عمله كثيرًا الهيروين والمخدرات الأفيونية الأخرى، يعمل الفينتانيل على ربط المستقبلات العصبية بالجسم، وهي عبارة عن خلايا متخصصة موجودة بالدماغ، الحبل الشوكي والجهاز الهضمي.

تتحكم هذه الخلايا بالألم والعواطف، وبالمقابل، تقدح هذه الخلايا الشرر لإطلاق الأندورفينات، وهي الكيماويات التي تعطينا شعورًا جيدًا والتي تنتج بشكل طبيعي عند قيامنا بالأكل، الراحة أو أي نشاط يبعث على السرور، وأيضًا تخمد هذه الخلايا نشاط الدماغ الذي يتحكم بالتنفس.

عند حقن هذا المخدر بكميات عالية بما فيه الكفاية -فقط ربع ميليجرام- ستخمد النظام التنفسي وتبطئ معدل التنفس لدرجة تحرم الجسم من الأوكسجين.

تريد ولاية نيفادا أن تستخدم الفينتانيل في إعدام دوزيير بسبب النقص الحاد في المخدرات السامة والقاتلة في البلد.

سوف يتم حقنه بالميدازولام وبعد ذلك يحقن بالفينتانيل، ومن ثم يحقن بمخدر يشل العضلات، ولكن استخدام هذه الطريقة غير المجربة يثير ضجة كبيرة.

نقلت وكالة The Associated Press أن الشركة الصيدلانية المصنعة لمخدر الميدازولام رفعت قضية بحجة أن هذا المخدر “لم يأخذ الموافقة لاستخدامه في مجال مثل هذا” وتقول بأنه تم الاستحواذ على العقار بطريقة غير قانونية.

أقامت نقابة الحريات المدنية في نيفادا دعوى طالبت فيها الجهة الحكومية المسؤولة عن السجون في نيفادا (Nevada Department of Corrections) أن توفر “السجلات المهمة للعامة” حول الإعدام القادم.

«إنه من الخطر لولايتنا أن تقوم بأول إعدام لها خلال الاثني عشر عامًا الماضية تحت هذه الظروف.

نحن قلقون بشدة على قانونية البروتوكول واحتمال القيام بعملية إعدام فاشلة» كما تقول إيمي روز من نقابة الحريات المدنية في نيفادا بتصريح.

حكم على دوزيير، تاجر المخدرات البالغ من العمر 47 عامًا، بالإعدام لقتل زميله بتجارة المخدرات جيريمايه ميلر بعد إطلاق النار على ميلر البالغ من العمر 22 عامًا في نزل بمدينة لاس فيغاس عام 2002، ثم قطّع جثته إلى عدة أجزاء ووضعها داخل حقيبة سفر، والتي اكتشفت لاحقًا في مكب نفايات خلف مجمع للشقق السكنية.

استطاعوا التعرف على الجثة فقط عن طريق الوشوم إذ أن الرأس لم يُعثر عليه أبدًا، وجدت الشرطة لاحقًا ضحية أخرى لدوزيير مدفونًا في صحراء أريزونا وكان مقطعًا أيضًا.

بالرغم أن طريقة الإعدام بالمخدرات الثلاث هذه لم تُجرّب من قبل، لا يبالي هذا الرجل المحكوم عليه بقدره، فقد قام بالتنازل عن عدة استئنافات قانونية وعبر عن رغبته بمواجهة حكم الإعدام بأقرب وقت ممكن.

«لقد كنت واضحًا برغبتي بأن أُعدم، حتى لو لم يكن هناك مهرب من المعاناة» هذا ما كتبه دوزيير على ورقة بخط يده أعطيت لقاضٍ تابعٍ للولاية، والذي بدوره أجّل حكم الإعدام حتى آخر شهر نوفمبر.


  • ترجمة: عبد الرحمن الصباغ
  • تدقيق: م. قيس شعبية
  • تحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر