مع طعام مجفف وحمام واحد: 6 علماء يحاكون المريخ في قبة


سيقضي ستة علماء ثمانية أشهر محشورين في قبة ذات حمام واحد، يمضغون على الأغلب أطعمة مجففة ومجمدة، مع وجبات نادرة من اللحم المعلب، وسيكون عزاؤهم الوحيد هو في الخلود إلى النوم في مساحات صغيرة.

بدأت محاكاة الإقامة على المريخ قبل عدة أيام بطاقم مختار بعناية من الباحثين في مهمة تهدف إلى إلقاء النظرعلى الضريبة النفسية التي ستُفرض على رواد الفضاء في رحلة واقعية مماثلة.
إنها جزء من تجربة السلوك البشري المموّلة من وكالة ناسا والتي قد تساعد وكالة الفضاء في إرسال البشر إلى الكوكب الأحمر في السنوات العشرين المقبلة.

يتم تجهيز القبة لاستيطان أربعة رجال وامرأتين، مصنوعة من جدران بيضاء ذات إيحاء مستقبلي ومنصة مرتفعة للنوم، على سفح أكبر بركان نشط في العالم في جزر هاواي.
الملجأ المغطى بمادة الفينيل يمتد على مساحة 1200 قدم مربع، أي ما يماثل حجم منزل صغير مكوّن من غرفتي نوم.

يظهر شريط الفيديو الصادر عن المجموعة ستة من العلماء يرتدون قمصان بولو حمراء متطابقة يصلون ويدخلون القبة في مصافحة وداع من شركاء البرنامج.

وباستثناء وجود الشاحنة البيضاء التي أحضرت المجموعة، أعاد المشهد للأذهان كوكب المريخ الأحمر، حيث تقع القبة في أرض جرداء تنتشر فيها الصخور والمساحات الحمراء والتلال البعيدة التي تمنح الشعور ببيئة وعرة تعصف فيها الرياح.

في هذه الصور المقدمة من جامعة هاواي ، دخل ستة علماء مختارين بعناية إلى هذه القبة الجيوديسية وتدعى “نظير ومحاكاة هاواي لاستكشاف الفضاء”، اختصارًا (HI-SEAS)، وتقع على ارتفاع 8200 قدم فوق مستوى سطح البحر في ماونا لوا في جزيرة هاواي، في يوم الخميس 19 يناير من عام 2017، انتقل أربعة رجال وامرأتان إلى موطنهم الجديد بعد ظهر اليوم الخميس، كجزء من دراسة السلوك البشري التي يمكن أن تساعد وكالة ناسا في رسم الخطط لإرسال رواد فضاء في مهمات طويلة إلى المريخ.

قال قائد المهمة وعالم الفضاء جيمس بيفنجتون (James Bevington): «إنني أتطلع إلى بناء علاقات مع أفراد طاقمي».
وأضاف: «أتوقع تمامًا الخروج من هذه المهمة مع أفضل خمسة أصدقاء جدد».

لن يكون لديهم أي اتصال جسدي مع الناس في العالم الخارجي، وسيقومون بالعمل مع تأخير 20 دقيقة في الاتصالات مع طاقم الدعم وهوالوقت الذي تستغرقه رسالة بالبريد الالكتروني لتصل إلى الأرض من كوكب المريخ.

سيقوم المشروع بدراسة الصعوبات النفسية للذين يعيشون في ظروف معزولة ومحصورة لفترة طويلة.

وتأمل ناسا إرسال بشر إلى كويكب في عام 2020 وإلى المريخ مع حلول العام 2030.

هذه الصورة التي تقدمها وكالة ناسا توضح كوكب المريخ.
مجموعة من الباحثين الممولين من وكالة ناسا يدخلون القبة الجيوديسية المعزولة التي تعتلي بركان هاواي البعيدة؛ لدراسة السلوك البشري في مهمات الفضاء طويلة الأمد، بما في ذلك الرحلات المقبلة إلى المريخ.
دخل أفراد الطاقم الستة هيكل القبة في كبرى مجموعة ماونا لوا في الجزيرة وذلك يوم الخميس 19 يناير، 2017، وسوف يقضون ثمانية أشهر معًا في منشأة بحثية دون اتصال مباشر مع أي بشر آخر.

قال الباحث الرئيسي كيم بينستيد (Kim Binsted) أستاذ العلوم في جامعة هاواي: «نحن على أمل لمعرفة أفضل السبل لاختيار رائد الفضاء، وكيفية تكوين الطاقم ودعم هذا الطاقم في بعثات الفضاء ذات الفترات الطويلة».

يشمل أعضاء الفريق مهندسين، وعالم كومبيوتر، ومرشح دكتوراه، وخبير في الطب الحيوي.
وقد اختيروا من بين 700 من المتقدمين الذين خضعوا لاختبارات شخصية، وتحريات ومقابلات مكثفة.

قال بيفنجتون: «عندما بدأت، كان أكبر خوفي بأننا سنصبح مثل طاقم المحيط الحيوي 2 (Biosphere 2) والذي لم يكن ذا صورة جميلة بتاتًا».

انهار الموطن التجريبي الشبيه ببيوت الدفيئة في ولاية اريزونا بشكل كارثي في عام 1990.

ضم الموطن مختلف النظم الإيكولوجية وطاقمًا مكونًا من ثمانية أفراد حاولوا فهم المتطلبات لعيش البشر على كواكب أخرى.
كان من المفترض أن يقوم المشاركون بزراعة المحاصيل الغذائية الخاصة بهم وإعادة تدوير الهواء داخل مساحة الزجاج المحكمة الإغلاق.

في 23 مايو 2014 .
وفي هذه الصورة المقدمة من جامعة هاواي، يظهر لوسي بوليه، على اليمين، يستخدم أداة تقنية في حين أن آني كاراكتشو تسجل البيانات، وذلك خلال دراسة سابقة خارج هيكل القبة.

ولكن التجربة ما لبثت أن خرجت عن نطاق السيطرة، مع ارتفاع خطير في مستوى ثاني أكسيد الكربون وموت النباتات والحيوانات.
وبلغ الجوع بأفراد الطاقم واختلفوا بشدة حتى أن بعضهم وبعد خروجهم بعامين، لم يعد يتحدث إلى الآخرين.

تدير جامعة هاواي القبة، وتدعى “نظير ومحاكاة هاواي لاستكشاف الفضاء” (Hawaii Space Exploration Analog and Simulation)، اختصارًا (HI-SEAS)، وقد خصصت وكالة ناسا أكثر من مليوني دولار لمختلف مراحل المشروع.

عاش العلماء سابقًا في القبة لفترتين طويلتي الأجل ممولة من ناسا، استغرقت إحداها مدة عام والأخرى ثمانية أشهر، وذلك لدراسة الاحتياجات الغذائية ودراسة تماسك الطاقم.

هناك عدد من مشاريع المحاكاة الأخرى للمريخ في جميع أنحاء العالم، ولكن إحدى مزايا تجربة هاواي الرئيسية هي في وعورة المناظر الطبيعية الشبيهة بالمريخ، وعلى سهل أحمر صخري تحت قمة أكبر بركان نشط في العالم، في أكبر جزر هاواي البركانية ماونا لوا.

هذه الصورة غير المؤرخة والتي قدمتها وكالة ناسا توضح الخطوط العريضة للوكالة لرحلة إلى المريخ.

في القبة مطبخ ومختبر وحمام، بالإضافة إلى أماكن صغيرة مخصصة للنوم لكل عضو، وعلى عكس تجربة (المحيط الحيوي 2)، لن تكون محكمة الإغلاق.

وللحفاظ على إحساس الطاقم بالعزلة، سيتم إسقاط حزم من المواد الغذائية، بما في ذلك بعض السلع والوجبات الخفيفة المعلبة، على مسافة من القبة، وسوف يرسل أعضاء الفريق روبوتًا لإحضارها.

ولن يعزل المشاركون ولكن سيتوجب عليهم ارتداء بدلات الفضاء كلما خطوا خارجًا في البعثات الجيولوجية ودراسات رسم الخرائط أو غيرها من المهام.

وسوف يرتدون أدوات لقياس حالتهم المزاجية وقربهم من أعضاء الفريق الآخرين، وسيستخدمون أجهزة الواقع الافتراضي لمحاكاة محيطات مألوفة ومريحة لهم.

تظهر هذه الصورة المقدمة في يونيو 2015 من جامعة هاواي هيكل القبة.

في 9 أغسطس 2015، تظهر الصورة المقدمة من جامعة هاواي داخل هيكل القبة.


ترجمة: صقر محمد عبدالرحمن اسعد
تدقيق: دانه أبو فرحة
المصدر