نشر مايكل بلوس وزملاؤه من جامعة كوين ماري في لندن في شهر يونيو دراسة معتمدة حول التوائم، وجدت أن التأثيرات الجينية تمثل 47% من اختلاف حساسية الأفراد، في حين تمثل التأثيرات البيئية غير المشتركة واختلافات القياس النسبة المتبقية من الاختلاف. نُشِرَت نتائج الدراسة المتعلقة بوراثة الحساسية في 3 يونيو في مجلة الطب النفسي الجزيئي، واستندت جزئيًا إلى البيانات المجموعة من استبيان مكون من 12 عنصرًا يُسمى استبيان الطفل شديد الحساسيّة HSC.

صمم بلوس وزملاؤه هذا الاستبيان لقياس الدرجات المتفاوتة من الحساسية عند الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 8 سنوات و18 سنة. قُدِّم استبيان الطفل شديد الحساسيّة لأول مرة في ورقة بحثية نُشِرَت في صحيفة Developmental Psychology.

كشف بلوس سابقًا عن نسخة معدلة من مقياس الحساسيّة الأصلي المُسمى مقياس الأشخاص ذوي الحساسيّة العالية HSP المكون من 27 عنصرًا. سُميت هذه النسخة 12-HSP وهي استبيان إبلاغ ذاتي مكون من 12 عنصرًا فقط، صُمِمَ لتقييم الحساسية البيئية عند البالغين الذين تجاوزت أعمارهم 18 عامًا.

أعلن مايكل بلوس أن فريقه قد أطلق حديثًا موقعًا على شبكة الإنترنت هو SensitivityResearch.com.، يتميز هذا الموقع باحتوائه على اختبارات مختلفة تساعد الأطفال والمراهقين والبالغين والأهل على تحديد موقعهم أو موقع أطفالهم في طيف الحساسية.

قال بلوس في بيان صحفي أُجري في 25 يونيو: «يستجيب موقعنا الإلكتروني للاهتمام المتزايد لدى الجمهور بفهم حساسيتهم. ومع وجود قدر كبير من المعلومات المتاحة بالفعل على شبكة الإنترنت، فإن المشكلة تكمن في أن الكثير من هذه الاختبارات غير موثوقة. يستند الاستبيان الذي نقدمه إلى بحث مكثف وقد طُوّرَ وتكرر بمرور الوقت، لذلك يستطيع الناس أن يثقوا بالنتائج».

طفل الهندباء وطفل التوليب وطفل الأوركيد: كيف يمكنك تحديد درجة حساسية طفلك - الدرجات المتفاوتة من الحساسية عند الأطفال والمراهقين

يقدم موقع أبحاث الحساسية الجديد اختبارات حساسية مكونة من 12 عنصرًا للبالغين الذين تجاوزت أعمارهم 18 عامًا، واختبارًا ذاتيًا للأطفال والبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 8 أعوام و18 عامًا، واختبارًا للأهل لتحديد موقع أطفالهم من طيف الحساسية.

تستخدم كل إجابات الاختبارات الثلاثة المختلفة مقياسًا للموافقة من 7 نقاط، تتراوح من النقطة 1 التي تعني «المعارضة بشدة» إلى النقطة 7 التي تعني «الموافقة بشدة».

مثلًا، كيف تستجيب لهذه الأمور الثلاثة المأخوذة من اختبار الحساسية الذاتي للبالغين على مقياس من 1 إلى 7:

  •  هل ترتبك بسهولة من بعض المؤثرات كالأضواء الساطعة أو الروائح القوية أو الأقمشة الخشنة أو سماع صفارات الإنذار؟
  •  هل تثير الفنون والموسيقى مشاعرك بشدة؟
  •  هل تشعر بالتوتر أو الرجفة عندما يتعين عليك أن تنافس أحدًا أو أن تُلاحَظ في أثناء أداء مهمة ما لدرجة تجعلك أداءك أسوأ مقارنةً بالظروف العادية؟

بعد إنهاء الاختبار المكون من 12 عنصرًا على الإنترنت يمكنك عرض نتائجك مباشرةً عند إعطاء الموافقة أو إلغائها لمشاركة نتائج اختبارك بسرية مع فريق البحث الأكاديمي بقيادة مايكل بلوس.

في الحالتين، تكون درجاتك الشخصية متاحة مباشرة بعد إكمال كل اختبار، مُرفقةً بوصف لموقعك أو موقع طفلك في سلسلة الحساسية.

تنقسم سلسلة الحساسية إلى ثلاث فئات: الحساسيّة المنخفضة «الهندباء» والحساسية المتوسطة «التوليب» والحساسية العالية «الأوركيد».

ما قصة طفل الأوركيد «أوركيدبارن» وطفل الهندباء «ماسكروسبارن»؟

نشر دبليو توماس بويس من جامعة كاليفورنيا في بركلي وبروس أليس من جامعة أريزونا عام 2005 ورقة بحثية بعنوان «سياق الحساسية البيولوجية: نظرية نشوئية تطورية لأصول تفاعلية الإجهاد ووظائفها».

أدخلت هذه الورقة البحثية مفهومي طفل الهندباء المرن وطفل الأوركيد عالي الحساسيّة لأول مرة في لغة علم النفس التطوري.

يصف بويس وأليس في ورقتهما البحثية الجذور الاسكندنافية لهذه المصطلحات النباتية، ويستخدمان استعارات مجازية من الأزهار لوصف درجات الحساسية المختلفة.

«يشير التعبير الاصطلاحي السويدي «ماسكروسبارن» – طفل الهندباء- إلى قدرة بعض الأطفال -كالذين يملكون أنماطًا ظاهريةً قليلة التفاعل- على البقاء والازدهار مهما كانت الظروف التي يتعرضون لها، مثلما ينمو نبات الهندباء مهما كانت ظروف التربة أو الشمس أو الجفاف أو المطر».

نتجت عن ملاحظة أطفال كهؤلاء مؤلفات تنموية واسعة النطاق حول ظاهرة المرونة والقدرة على التكيف الإيجابي رغم التعرض لظروف شديدة.

أما تعبير «أوركيدبارن» -طفل الأوركيد- فيصف مسار الأشخاص الحساسين الذين يرتبط بقاؤهم وازدهارهم ارتباطًا وثيقًا بطابع الرعاية أو الإهمال في البيئة المحيطة، كزهرة الأوركيد التي تذبل بسرعة في ظروف الإهمال، في حين تنمو وتزدهر في ظروف الدعم والرعاية.

نشر بلوس وزملاؤه منذ عدة سنوات دراسة في مجلة Translational Psychiatry بعنوان «الهندباء والتوليب والأوركيد: أدلة على وجود أشخاص منخفضي الحساسية وأشخاص متوسطي الحساسيّة وأشخاص مرتفعي الحساسية».

كما يدل العنوان، أضافت هذه الدراسة «التوليب» إلى المزيج بوصفها استعارة مجازية زهرية ثالثة تُستخدَم لتمثيل الحساسيّة المتوسطة في سلسلة الحساسية المتصلة.

يشرح الباحثون أصل استخدام «التوليب» لوصف الحساسية المتوسطة: «استطعنا تحديد مجموعة أشخاص يتمتعون بحساسية عالية مثلت 31% من كامل المجموعة، ومجموعة أشخاص يتمتعون بحساسية منخفضة مثلت 29% من كامل المجموعة، وكشفنا مجموعة ثالثة مثلت 40% من المجموعة الكاملة وتميزت بامتلاكها حساسية متوسطة، أشرنا إليها بمجموعة التوليب تماشيًا مع الاستعارات المجازية الزهرية».

إذ تُعد زهور التوليب أقل رِقةً من زهور الأوركيد في عالم البستنة، لكنها ليست قوية أو مرنة كالهندباء.

الهدف الأساسي لموقع بحث الحساسية الجديد هو تثقيف الجمهور وتبصير الناس حول كيفية تأثير الحساسية في العالم الحقيقي.

قال بلوس في البيان الصحفي: «قد يكون فهم مدى حساسيتك مهمًا في مساعدتك على التعامل مع المواقف المختلفة. مثلًا، مع أن الأشخاص ذوي الحساسيّة العالية هم أكثر عرضة للمعاناة في ظل الظروف المُرهِقة، فإنهم أيضًا أكثر من يتقبل التجارب الإيجابية والداعمة. في حين يميل الأشخاص ذوي الحساسية المنخفضة إلى أن يكونوا أكثر مرونة عند مواجهة الشدائد، لكنهم قد لا يستفيدون من التجارب الإيجابية كالأشخاص ذوي الحساسية العالية».

إضافةً إلى كون هذه المنصة الجديدة على الإنترنت أداةً عالمية لأي شخص في العالم، فإنها مورد للباحثين والممارسين السريريين. يقدم هذا الموقع الإلكتروني عضويةً مجانية تتيح الوصول إلى مجموعة واسعة من مقاييس الحساسية الموثوقة والمصدقة. وهي مُتاحة لكل الباحثين أو الممارسين وأي شخص مهتم.

من يدفع لهذا الموقع الإلكتروني؟

تقدم مؤسسة جاكوبس في سويسرا التمويل لتطوير هذا الموقع الإلكتروني، وهي مؤسسة غير ربحية مخصصة لدعم المشاريع البحثية التي تعزز التنمية الإيجابية للشباب حول العالم.

لم تُعَد اختبارات الحساسية هذه لتشخيص أي حالة تتعلق بالحساسية أو إبطال تشخيص سابق لها، وقد تختلف نتيجة اختبارات الحساسية تبعًا للكثير من العوامل كالعمر والجنس والعوامل البيئية والثقافية الأخرى.

اقرأ أيضًا:

الميزوفونيا أو الميسوفونيا أو متلازمة حساسية الصوت الانتقائية

ما هو تفسير الحساسية تجاه العطور ؟

ترجمة: رؤى علي ديب

تدقيق: عون حدّاد

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر