يعتقد البعض أن الثقوب السوداء عبارة عن مكانس عملاقة تجوب الفضاء وتبتلع كل ما يقابلها، هذا ليس صحيحًا، في الواقع لو استبدلنا الشمس بثقب أسود يمتلك نفس كتلتها فلن يبتلع الأرض، بل ستستمر في الدوران حوله كما تدور حول الشمس، ذلك أنّ الثقب الأسود يبتلع فقط الأجسام القريبة منهمسافةً كافية.

لم يكن آينشتاين من اكتشف الثقوب السوداء:

لم يكن آينشتاين من اكتشف وجود الثقوب السوداء، رغم أنه توقّع وجودها من خلال نظريته “النسبية العامة”،ولكنّ كارل شوارزشيلد هو من استخدم معادلات نظرية آينشتاين ليثبت إمكانية تشكّل هذه الثقوب، وقد استطاع ذلك في نفس العام الذي أعلن فيه آينشتاين عن نظرية النسبية العامة، 1915، صاغ شوارزشيلد مصطلح “نصف قطر شوارزشيلد” وهو مقياس يعبر عن مدى صغر الحجم الذي بإمكانك أن تضغط فيه المادة حتى تكوّن ثقبًا أسود.

بإمكان الثقوب السوداء أن تخلق أكوانًا أخرى:

قد يبدو هذا جنونيًا لا سيّما أننا لم نتأكّدحتى الآن من وجود أكوان أخرى، في منطقة التفرّد الجذبوي التي تحتلّ مركز الثقب الأسود تتحطم قوانين الفيزياء كما نعرفها، مما يعني أن هذا التغير في قوانين الفيزياء قديؤدي على المستوى النظريإلى تكوين أكوان أخرى مختلفة عما نعرفه.

إذا اقتربت من ثقب أسود ستتمدد إلى ما يشبه شعيرات السباغيتي:

أنت الآن تقف على الأرض،وبما أنّ قدمك أقرب إلى مركز الأرض من رأسك فإنها تتأثر بجاذبية أقوى من تلك التي يتأثّر بها رأسك، تحت تأثير جاذبية قوية جدًا مثل تلك الناشئة في الثقوب السوداء سيزداد الفرق في قوة الجاذبية بين قدمك ورأسك بمقادير هائلة بإمكانها أن تتسبب في تمدد جسدك في الفضاء ليصبح ذا تكوين يشبه شعيرات السباغيتي.

الثقوب السوداء تتبخر بمرور الزمن:

لا تكتفي الثقوب السوداء بالاتهام المادة، بل تلفظها خارجًا أيضًا، اكتشف ستيفن هاوكنج هذه الظاهرة عام 1974، وأُطلق عليها اسم “إشعاع هاوكنج”، وفي هذه الظاهرة يستمر الثقب الأسود في إشعاع الطاقة والمادة حتى يتبخر تمامًا مع مرور الوقت.

الثقوب السوداء تعمل على إبطاء الزمن:

وفقًا للنظرية النسبية العامة تعمل الجاذبية على إبطاء الزمن، وكلما زادت قوة الجاذبية تباطأ الزمن بوتيرة أعلى، وهذا ما يحدث عنداقتراب الجسم من أفق الحدث (نقطة اللا عودة) حتى إذا وصل إليها، في هذه الحالةستحرّكه الجاذبية الشديدة بسرعات مهولة مسببة إبطاءً كبيرًاللزمن.

الثقوب السوداء هي أفضل مراكز لإنتاج الطاقة:

باستطاعةالثقوب السوداء إنتاج الطاقة بشكل أكثر كفاءة من الشمس، وذلك لأنّالمواد القريبة من أفق الحدث تدور حول الثقب الأسود بسرعات أكبر من تلك البعيدة عنه بسبب قوة الجاذبية، مما يؤدّي إلى تسخين تلك المواد إلى درجات حرارة تصل إلى مليارات الدرجات الفهرينية،محوّلةً المادة إلى طاقة فيما يعرف بإشعاع الجسم الأسود، يحول الاندماج النووي 0.7% من الكتلة إلى طاقة، بينما تحول تلك الظاهرة حول الثقب الأسود 10% من المادة إلى طاقة.

تثني الثقوب السوداء حرفيًا بنية الفضاء حولهابشكل ملحوظ:

تخيل نسيج الزمان-المكان (الزمكان) كما لو كان ملاءة من المطاط عليها شبكة من الخطوط المتعامدة، إذا وضعت جسمًا ما على تلك الملاءة المطاطية فستتقعّر نحو للأسفل،وسيزداد مقدار هذا التقعّر كلّما ازدادت كتلة الجسم، وستلاحظ أن تلك الخطوط المستقيمة أصبحت منحنية، أكثر الأجسام ثنيًا لبنية الفضاء هي الثقوب السوداء، إنها تثني نسيج الفضاء بشكل يجعل أي شئ في الكون وحتى الضوء نفسه غير قادر على الإفلات منها.

وجود الثقوب السوداء يخفض من عدد النجوم في الكون:

تتكون النجوم في المجرات داخل سُحُبغازيّة يجب أن تبرد حتى تسمح بتكون النجوم، وتشعّ الثقوب السوداء العملاقة في مراكز المجرات كميات ضخمة من الطاقة، وذلك نتيجة ظاهرة إشعاع الجسم الأسود، مما يسخن تلك السُحُب الغازيةويمنع تكوّن النجوم.

يمكن لأي شيء أن يتحوّل إلى ثقب أسودعلى المستوى النظري:

الفرق الوحيد بين الثقب الأسود وشمسنا هو أنّ مركز الثقب الأسود كثيف جدًا، مما يعطي الثقب الأسود مجال جاذبية قوي بما يكفي لسحب أي شئ في نطاق معين، حتى لو كان ذلك الشئ هو الضوء نفسه، وهذا ما يفسر تسمية الثقب الأسود بذلك الاسم، في الواقع إذا قمت بضغط الشمس إلى كتلة قطرها 3.7 ميل فإن المادة بداخل الشمس ستنضغط بشكل مهول في حجم ضئيل محولة إياها إلى ثقب أسود.


  • إعداد أشرف يوسف
  • وتدقيق ملك عفونة.
  • تحرير : رغدة عاصي
  • المصدر