طوّر العلماء هيدروجيل -هلامًا مائيًا- جديدًا قادرًا على شفاء جروح الحيوانات بسرعة مع تقليل التندُّب بمساعدة الجهاز المناعي، ومن المحتمل أنه يستطيع تحسين قدرات الجسم على علاج الجروح. سابقًا، أظهر هلام الجسيمات اللدنة المسامية الدقيقة (MAP)أملًا في أن يعمل هيكلًا مصممًا لدعم نمو النسيج وتسريع التئام الجروح، بحيث عُدل هلام الجسيمات اللدنة المسامية الدقيقة ليُحدث استجابةً مناعيةً محددة أيضًا.

حتى الآن، لم ينظر البحث إلا في التئام الجروح في الفئران، لكن من المحتمل أن يساعد الأشخاص المصابين بالحروق والجروح وقرحات السكري، وأنواع أخرى من الجروح التي قد تخلف جلدًا تالفًا ومندبًا.

وصف الصورة: جرح مُعالَج، مع بصيلات شعر موضحة باللون الأخضر

تقول المهندسة الطبية الحيوية تاتيانا سيغورا، من جامعة ديوك: «تُبين لنا هذه الدراسة إمكانية استغلال تنشيط الجهاز المناعي لتعديل توازن التئام الجروح من تدمير النسج وتشكيل الندبة إلى إصلاح النسج وتجديد الجلد».

يتشكل نسيج الندبة بوصفه جزءًا من رد فعل سريع للجسم لحدوث الجرح، إذ يخفف الألم ويحد من فرصة العدوى، ومع ذلك فإن الجلد الذي يُعاد نموه لا يكون كاملًا، ويفتقر إلى الغدد العرقية وبصيلات الشعر، وهو أيضًا أكثر عرضة للإصابة بالجروح في المستقبل.

علاج جديد يفعل الجهاز المناعي ويقلل الندبات - شفاء الجروح بسرعة مع تقليل التندب بمساعدة الجهاز المناعي - هلام الجسيمات اللدنة المسامية - التئام الجروح

بعد استخدام هلام الجسيمات اللدنة المسامية الدقيقة طريقةً لتنظيم الخلايا لإصلاح الجروح بسرعة أكبر، حاول الفريق إبقاء السقالة البيولوجية في مكانها فترةً أطول، بقلب بنية الببتيد لرابط كيميائي محدد في الهلام حتى لا يعدها الجسم مألوفةً، ما يجعل تفكيكها أصعب.

يقول مهندس الطب الحيوي دون جريفين من جامعة فيرجينيا: «لقد رأينا سابقًا أنه عندما يبدأ الجرح بالالتئام، يفقد هلام الجسيمات اللدنة المسامية الدقيقة مساميته، ما يحد من قدرة نمو النسيج عبر الهيكل».

افترضنا أن إبطاء معدل تحلل سقالة هلام الجسيمات اللدنة المسامية الدقيقة سيمنع انسداد المسام، ويوفر دعمًا إضافيًا للنسيج في أثناء نموه، ما يحسن جودة النسيج.

مع ذلك، كان لمحاولات الفريق في التجارب التي أُجريت على الفئران لإطالة عمر السقالة -بجعلها غريبةً عن الجسم- تأثير معاكس، إذ اختفى الهلام تمامًا تقريبًا من موقع الجرح بحلول وقت تعافيه.

أدى قلب بنية الببتيد إلى استجابة مناعية مختلفة من نظام المناعة التكيفي الأكثر تخصصًا، الذي يستخدم أنواعًا مختلفة من الخلايا، وإلى رد فعل أكثر تجددًا للقيام بعمله.

كانت الأجسام المضادة والخلايا البلعمية -البالعة- النشطة في هذه الحالة أقدر على إزالة آثار الهلام المائي، وكذلك على إصلاح الجلد بطريقة تشبه الجلد الأصلي، متضمنةً بصيلات الشعر.

بالتأكيد، لا تزال هذه العملية بحاجة إلى تكييفها مع جسم الإنسان، لكننا نتشارك الكثير من آليات الإصلاح مع الثدييات الأخرى، ويأمل العلماء في نهاية المطاف أن تُستخدم نسخة معدلة من الهلام المائي لإصلاح الجروح بسرعة أكبر وأكثر طبيعية، وربما حتى المساهمة في تطوير اللقاحات.

تقول سيغورا: «أنا متحمسة بشأن إمكانية تصميم المواد التي قد تتفاعل مباشرةً مع الجهاز المناعي لدعم تجديد الأنسجة، وهذا نهج جديد لنا».

اقرأ أيضًا:

ضمادة ذكية المساميةتسريع التئام الجروح بعشر مرات

كيف نتعامل مع الجروح؟

ترجمة: يمام نضال دالي

تدقيق: أكرم محيي الدين

مراجعة: تسنيم المنجد

المصدر