(حاليا نحن لا نعلم مصدر هذه الانفجارات)

تمكن علماءٌ من رصد 72 انفجارًا ساطعًا وسريعًا عند إجراء مسح للفضاء، محاولين فهم السبب وراء تلك الانفجارات.

وتشبه تلك الانفجارات في سطوعها ما ينجم عن المستعر الأعظم وهو الانفجار الأخير في حياة النجوم قبل اندثارها.

ولكن، فيما يختص بالمستعر الأعظم قد تستمر تلك الانفجارات لشهورٍ عدة.

وعلى نقيض ذلك، لم تستمر تلك الانفجارات لما يزيد عن شهرٍ واحد، وتعتبر تلك المدة الزمنية قصيرةً بالنسبة للإطار الزمني الكوني.

لاحظ المثالين التاليين لهذه الانفجارات السريعة المكتشفة حديثًا، تجدها باللون الأصفر على مقياس الرسم، كما تجد أيضًا انفجارات المستعر الأعظم باللون الأحمر والبنفسجي.


ولوقتٍ طويلٍ اعتُبرت هذه الظواهر انفجارات عابرة.

وكشفت بواسطة برنامج الكشف الفضائي للطاقة المظلمة (Dark Energy Survey Supernova Programme – DES-Sn)، وأجري هذا البرنامج الكشفي بجهود دولية لمحاولة فهم الطاقة المظلمة – نظريًا، هي القوة التي يُعتقد أنها تساعد على تمدد كوننا – من خلال رصد انفجارات المستعر الأعظم.

ويأمل الباحثون – من خلال رصد الومضات القوية التي تحدثها النجوم المنفجرة – الوصول الي فهمٍ أعمق حول سرعة تمدد الكون.

ولكن أثناء بحث الفريق الدولي من علماء الفضاء، رصدوا حدوث انفجاراتٍ سريعةٍ مجهولة السبب.

لاحظ هنا واحدةً من الانفجارات العابرة رُصدت قبل ثمانية أيامٍ من وصولها لقمة السطوع وحتى ثمانية عشر يومًا بعدها.

وقد حدث هذا الانفجار منذ 4 مليار سنة مضت.

ويقول أحد اعضاء الفريق البحثي، ميكا بروزيانين–Miika Pursiainen من جامعة ثوسمبتون: (وجد هذا البرنامج ليساعدنا في فهم الطاقة المظلمة التي لم نتمكن من فهم ماهيتها بعد، وقد كشف البرنامج عن انفجارات غير معلومة السبب والتي لم يتم رصدها من قبل.

وإذا لم نتوصل للمزيد بشأن ذلك، فهذا يعني أن علم الفيزياء الفلكية وعلوم الكون مازال يبحث في كثير من المسائل غير المجابة).

وبالطبع، هناك الكثير مما لا نعرفه، ولكن ما نعرفه عن تلك الانفجارات أنها تحدث على مقياس مكاني كبير وبدرجات حرارة فائقة السخونة تتراوح ما بين 10000 الي 30000 درجة سيليزية.

وتختلف تلك الانفجارات من حيث الحجم، حيث تقدر أحجامها ما بين عدة أمثال إلى مئات أمثال المسافة بين الأرض والشمس.

(تقدر المسافة بين الأرض والشمس بنحو 150 مليون كيلومتر) والأغرب من ذلك، أن تلك الانفجارات تتمدد وتبرد بمرور الوقت.

ورغم كون الظاهرة قيد البحث، إلا أن هناك بعض الفرضيات التي قد تفسر ماهيتها.

وتقول إحدى الفرضيات أن هذه الانفجارات هي نوعٌ جديد – لم يرصد من قبل – من المستعر الأعظم حيث يتخلص النجم من مقدارٍ كبيرٍ من المادة قبل أن ينفجر.

حيث يغطي النجم كاملًا بالسدم فائقة الحرارة، وهذا ما يرصده العلماء وليس النجم نفسه.

وتمكن باحثون، قبل أسبوع، من رصد نوعٍ جديدٍ من الانفجارات المصاحبة لموت النجوم وأطلقوا عليه أسم KSN 2015K.

حيث وصل النجم لقمة سطوعه وبدأ يخفت في مدة زمنية لا تزيد عن الشهر، أي أسرع بعشر مرات من الانفجارات المماثلة في درجة السطوع.

وفي حالة KSN 2015K، اعتقد العلماء أن غطاء من الغبار النجمي سيحجب النجم، وأنهم سيتمكنون من رؤيته حالما يزول الغبار النجمي جراء الموجة الانفجارية للمستعر الأعظم.

وحتى الآن لم يتيقن إن كانت تلك الانفجارات السريعة دليلٌ جديدٌعلى هذا النوع من المستعرات العظمى، أو إنها إحدى الظواهر المختلفة كليًا.

ولكي يتوصل العلماء لجواب لهذا السؤال سيحتاجون المزيد من البيانات.

اذ سيواصلون رصد الانفجارات من خلال التلسكوب الموجود بجبال الأنديز بدولة تشيلي للوقوف على أسبابها ومدى تكرار حدوثها مقارنة بانفجار المستعر الأعظم (المعتاد).

وحتى الآن لم تنشر هذه النتائج في أي من الدوريات العلمية مما يتيح الفرصة للإضافة المزيد من التفسيرات من قبل الفرق العلمية الأخرى، اذ ينقصنا الكثير من المعرفة بهذا الشأن.

وقريبًا ستظهر المزيد من الأبحاث عن تلك الانفجارات.

قدمت نتائج الابحاث في يوم الثلاثاء، الثالث من ابريل، في ليفربول ضمن فاعليات الاسبوع الاوربي لعلوم الفلك والكونيات.


  • ترجمة: فادي سامح روماني.
  • تدقيق: م. قيس شعبية.
  • تحرير: سهى يازجي.
  • المصدر