اكتشف علماء الفلك انفجارًا كونيًّا تتقزم أمامه كل الانفجارات المُكتشَفة سابقًا. ذكرت تقارير علمية حديثة رصد علماء الفلك لانفجار ضخم في قلب عنقود مجري بعيد ، إذ أطلق طاقةً أكبر بخمس مرات من أكبر انفجار مُكتَشف سابقًا.

إن الدليل على الانفجار الكوني الأكبر يأتي من مزيج من بيانات الأشعة السينية من مرصد تشاندرا للأشعة السينية التابع لناسا وتلسكوب الفضاء XMM- نيوتن في أوروبا وتليسكوب Murchison Widefield Array وGiant Metrewave Telescope، كما هو موضح هنا، الثوران ناتج عن ثقب أسود يقع في المجرة المركزية للتجمع، والذي تفجر بالانبعاثات وسبب تجويفًا كبيرًا في الغاز الساخن المحيط. يقدر الباحثون أن هذا الانفجار أطلق خمسة أضعاف طاقة الانفجار الأكبر المُكتشَف سابقًا، ومئات الآلاف من المرات أكثر من كتلة مجرة نموذجية

إن الدليل على الانفجار الكوني الأكبر يأتي من مزيج من بيانات الأشعة السينية من مرصد تشاندرا للأشعة السينية التابع لناسا وتلسكوب الفضاء XMM- نيوتن في أوروبا وتليسكوب Murchison Widefield Array وGiant Metrewave Telescope، كما هو موضح هنا، الثوران ناتج عن ثقب أسود يقع في المجرة المركزية للتجمع، والذي تفجر بالانبعاثات وسبب تجويفًا كبيرًا في الغاز الساخن المحيط. يقدر الباحثون أن هذا الانفجار أطلق خمسة أضعاف طاقة الانفجار الأكبر المُكتشَف سابقًا، ومئات الآلاف من المرات أكثر من كتلة مجرة نموذجية

تقول قائدة الدراسة سيمونا جياتينتوتشي Simona Giacintucci من معمل أبحاث البحرية الأمريكية بواشنطن: «يشبه هذا الانفجار ثورة بركان سانت هيلين الذي دمر قمة الجبل سنة 1980، يكمن الفرق الجوهري بين الانفجارين أنه بإمكانك وضع 15 مجرة بحجم درب التبانة في الهوة التي صنعها الانفجار الكوني في عنقود الغازات الساخنة».

وقع الانفجار في عنقود كوكبة الحواء Ophiuchus cluster الذي يبعد عن الأرض نحو 390 مليون سنة ضوئية. تعتقد جياتينتوتشي وزملاؤها أن سبب الانفجار يعود إلى ثقب أسود فائق الضخامة في إحدى مجرات العنقود، خاصةً أنه توجد نافورة من الإشعاعات والمواد الصادرة من ذلك الثقب الأسود الذي يُمَدُّ بالغبار والغازات.

ظهرت فكرة انفجار مجموعة الحواء الضخم لأول مرة سنة 2016 في دراسة قادها نوربرت فرنر Norbert Werner، الذي توصل إلى الأمر عند دراسته لصور التقطها مرصد تشاندرا الفضائي للأشعة السينية التابع لناسا. أشار فرنر وزملاؤه إلى اكتشاف انحناء غريب في حواف التجمع المجرِّي، وتوقعوا أن يكون ذلك جزءًا من تجويف سببه انفجار كبير.

حسب العلماء حجم الانفجار، وتبيَّن أنه لإحداث فجوة بذلك الحجم ينبغي أن تصل طاقة الانفجار إلى خمسة أضعاف 10 مرفوعًا للأس 54 جول. (للمقارنة، يبلغ حجم الاستهلاك البشري الإجمالي للطاقة 6 أضعاف 10 مرفوعًا للأس 20 جول!).

لم تنجح دراسة سنة 2016 في تأكيد تسبب انفجار كبير في ذلك الانحناء. لكن تمكنت جياتينتوتشي وزملاؤها من تحقيق ذلك، بعد تحليل بيانات إضافية من مرصد تشاندرا الفضائي للأشعة السينية، وتلسكوب الفضاء الأوروبي XMM-Newton، إضافةً إلى معلومات راديو جمعتها مصفوفة مورشيسون ويدفيلد بأستراليا، وتلسكوب الأمواج المترية العملاق بالهند.

أظهرت البيانات بعد تجميعها أن الانحناء هو جزء من تجويف بالفعل، ويجاور منطقةً غنية بانبعاثات الراديو. يرى الباحثون أن سبب الانبعاثات يعود غالبًا إلى إلكترونات الثقب الأسود المتسارعة بعد الانفجار، إذ تقترب من سرعة الضوء.

يقول ماكسيم ماركفيتش Maxim Markevitch الباحث المشارك في الدراسة: «تتوافق بيانات الراديو مع بيانات الأشعة السينية تمامًا، ما يؤكد وقوع انفجار ضخم غير مسبوق».

يتجاوز حجم الطاقة المنطلقة من الانفجار داخل عنقود الحواء حجم الطاقة المعتاد ملاحظته في انفجارات العناقيد المجرية النمطية بمئات الآلاف من المرات. وتفوق أيضًا بقوته على انفجار المجموعة MS 0735.6+7421 بخمس مرات، وقد كان على قمة أقوى الانفجارات الكونية المُسجَّلة.

يبدو أن الانفجار قد انتهى الآن، إذ لم تُظهر بيانات الراديو أية نشاطات انفجارية حالية. تكشف بيانات مرصد تشاندرا عن انبعاثات راديو من منطقة واحدة فقط، ما يُعَد أمرًا غريبًا، لأن المواد المنطلقة من الثقوب السوداء تذهب عادةً في اتجاهين متعاكسين.

لكن قد تكون الغازات المغذية للمواد المنطلقة من الثقب على الجهة الأخرى أقل وفرة، ومن ثم يتبدد إشعاع الراديو أسرع في نفس الجهة.

اقرأ أيضًا:

انفجار كوني يحير العلماء أقوى مستعر أعظم على الإطلاق

علماء الفلك متحمسون بعد رؤية آثار انفجارٍ كونيٍّ شبحيّ

ترجمة: وليد سايس

تدقيق: محمد الصفتي

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر