يسود اعتقاد خاطئ لدى معظم النساء بأن الدورة الطمثية المثالية هي 28 يومًا، ولكن، لا تختلف الدورة من شهر لآخر ومن أنثى لأخرى فقط، بل وجدت دراسة حديثة أن 13% فقط من النساء تمتد الدورة الطمثية لديهن 28 يومًا.

ستساعد هذه المعرفة النساء اللاتي يحاولن الإنجاب، إضافةً إلى تحديد فيما إذا كانت الدورة غير نظامية بما يتطلب زيارة الطبيب.

طالما تملكين رحمًا فمن المحتمل أنك سمعت أن الدورة الطمثية النظامية أو الصحية تتكون من 28 يومًا، ولكن تبين أن هذا الافتراض غير دقيق بالنسبة لمعظم النساء.

وجدت دراسة حديثة نُشرَت في npj Digital Medicine أن 13% فقط من كل الدورات الطمثية تستمر 28 يومًا، ومتوسط مدة الدورة هو 29.3 يومًا.

اعتُمدَت الأبحاث في كلية لندن الجامعية إضافةً إلى تطبيق لتنظيم النسل يدعى الدورة الطبيعية (Natural Cycles) لفحص أكثر من 600,000 دورة طمثية لأكثر من 120,000 مستخدمة مجهولة للتطبيق في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسويد. وتمتد الدورة لدى 65% من المشتركات بين 25-30 يومًا.

حسب الطبيبة إيمي ايفازاديه المختصة بالغدد التناسلية والخصوبة: «ليس شائعًا اختلاف الدورة الطمثية من أنثى لأخرى فقط، وإنما من شهر لآخر أيضًا».

وتقول أيضًا: «لديّ مريضات يأتين قلقات لاعتقادهن أن دورتهن غير نظامية، ولكنها ليست كذلك، من الطبيعي جدًا أن تكون مدة دورة طمثية 27 يومًا، وتليها دورة تستمر 30 يومًا مثلًا».

وجدت الطبيبة كيمبرلي جيسي -رئيسة قسم النسائية والتوليد في المركز الطبي لمستشفى كليفلاند الجامعي- الشكاوى ذاتها من المرضى.

أخبرت جيسي موقع Healthline أن: «النساء يقلقن جدًا من حدوث شيء بطريقة خاطئة أو الشعور بأنه مختلف، أو حتى يقلقن إذا لم يمتلكن 28 يومًا بالتحديد من الدورة الطمثية، من الضروري فهم أن ما هو طبيعي يخلف بين امرأة وأخرى، وينبغي على النساء ألا يقلقن بشدة من عدم وجود دورة مثالية».

في حين أعلنت الدكتورة الأستاذة جويس هاربر المؤلفة المشاركة للدراسة أن هذه الدراسة ستقدم رؤية جديدة للمراحل الرئيسة في الدورة الطمثية.

وتقول ايفازاديه إن الدورة الطمثية فُهمت بصورة مثالية في طب التوليد وأمراض النساء، ولكنها توافق على أن عامة الناس ليس لديهم الفهم الكافي للدورة الطمثية، وتأمل أن تضيء هذه الدراسة على تلك المسألة.

افتراض أن الدورة الطمثية الصحية 28 يومًا يجعل النساء قلقات

حسب ايفازاديه، فإن قلق النساء مبالغ فيه حول الكثير من وسائل تحديد النسل المعتمدة على افتراض خاطئ بأن الدورة الطمثية المثالية والصحية 28 يومًا.
ولأن الإباضة التي تحدث في منتصف الدورة الطمثية مهمة جدًا للحمل، فإن المخاوف تنشأ غالبًا ممن يجدن صعوبة في الحمل.

أقلعت كيم أرسينولت بعد الزواج عن وسائل منع الحمل لتبدأ بمحاولة الإنجاب مع زوجها من أجل طفلها الأول، ولكن مضى أربعة أشهر ولم تحمل كيم.

قالت أرسينولت لموقع Healthline :«شعرت أنه يوجد خطب ما بي، وكأنني انتظرت طويلًا لمحاولة الحمل، ومن الممكن أن يكون الوقت متأخرًا جدًا». ولكن بعد متابعة الإباضة عن كثب، تحولت خرافة الـ 28 يومًا من الدورة إلى لوم.

قالت أرسينولت:«اعتقدت أن النساء جميعهن -بمن فيهن أنا- لديهن 28 يومًا من الدورة، وتفاجأت باكتشاف أن لديّ فعليًا 32 يومًا».

قالت إن افتراض أن الإباضة لديها ترتكز على دورة من 28 يومًا لم يسبب فقط شعورًا بعدم الثقة بالنفس، بل ذلك يعني أيضًا طريقًا أطول بعض الشيء للحمل.

قد يساعد الفهم الأفضل للدورة الطمثية النساء في معرفة الحاجة لرؤية الطبيب

قد يساعد فهم اختلاف الدورة بين النساء بطرق عديدة، سواء أكنت تحاولين الإنجاب أم لا.

بدأت أليس غراي بتتبع دورتها بسبب تشخيص اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي PMDD الذي يسبب اكتئابًا شديدًا وقلقًا قبل الدورة، وصفت غراي الشعور كأنها على بكرة لا يمكن التنبؤ بمشاعرها، وذلك قبل أن تفهم دورتها.

قالت غراي: «الآن أعرف أنها تركيبتي فقط، لذا أستطيع السيطرة بصورة أفضل على انفعالاتي». وقالت أيضًا: «أبدأ في اليوم الرابع عشر من الدورة بتناول دواء بروزاك وفقًا للوصفة، ولهذا السبب أحتاج لأن أعلم ذلك».

تستطيع أيضًا السيطرة عن طريق جدولة أحداث معينة في أسبوعين بعد دورتها.

شرحت غراي:«أعلم أنني سأكون بمزاج أفضل وأكثر إبداعًا وأقل إهمالًا في أثناء تلك الأسابيع».

المعرفة الإضافية للتغيرات الطبيعية في أثناء الدورة، وكيفية اختلاف الدورة مع التقدم بالعمر قد تساعد النساء على معرفة إذا كان الاختلاف يستدعي طلب الرعاية الطبية أم لا.

وحسب ايفازاديه: «إذا كانت لديك دورة طمثية قصيرة جدًا أو طويلة جدًا، عندها يوجد سبب وجيه لطلب الرعاية الصحية».

وقالت أيضًا: «قد يكون اختلاف الدورة هو العلامة الأولى التي تلاحظها المرأة عندما تصاب باضطرابات درقية ومشكلات هرمونية أخرى؛ مثل متلازمة المبيض متعدد الكيسات PCOS وفرط برولاكتين الدم وانقطاع الطمث من منشأ مهادي».

كيفية التعلم حول الدورة الشهرية

يوجد الكثير من الخيارات لمتابعة الدورة الشهرية التي تساعد على تعلم المزيد عن الجسم، سواء كنت تحاولين الإنجاب أم لا.

تستخدم الكثير من النساء تطبيقًا لمتابعة الدورة، ولكن لاحظ بعض الأطباء أن التطبيق قد يكون مُجهدًا، شرحت ايفازاديه: «التقنية جيدة فقط إذا تابعتها المرأة، فإن لم تُجد المرأة وضع الأشياء باستمرار في تطبيق لتتبع الدورة فإن التطبيق لن يعمل جيدًا».

واقترحت قياس درجة الحرارة الأساسية BBT لتحديد الإباضة مع استخدام تطبيق سهل ليكون وسيلةً للمتابعة، وبالوسع أيضًا تسجيل التغيرات المخاطية لعنق الرحم التي تكون ملحوظة حول فترة الإباضة.

إذا كنت تحاولين الإنجاب حديثًا، فإن جيسي تنصح بالراحة، إذ قالت: «للنساء اللاتي تحاولن الحمل حديثًا (بسن تحت 35 سنة ويحاولن الحمل خلال 12 شهرًا) نصيحتي هي ممارسة الجنس في الوقت الذي تريده، لا تحسبي الأيام ولا تتّبعي دورتك ولا تحاولي توقيت الجماع، فالتوتر يجعل الحمل أصعب، وإذا كنت قلقةً بشدة بشأنه فهذا ليس بمصلحتك». تقول جيسي ببساطة: «فقط مارسي الجنس ولا تقلقي بشأن دورتك».

اقرأ أيضًا:

أسباب النزف المهبلي قبل موعد الدورة الشهرية؟ وما علاجه؟

هل تؤثر لقاحات كوفيد-19 على الدورة الطمثية ؟

ترجمة: سلام يونس الونوس

تدقيق: إيناس خير الدين

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر