حسنًا، نعلم أن الولع بالسبينر (Spinner) قد انتهى في الوقت الرَّاهن. لكن عندما تعيش في المحطة الفضائيَّة الدوليَّة، تأخذ الحمولات وقتًا أطول للوصول إليك، لذلك لم يمرَّ على اكتشاف روَّاد الفضاء لهذه اللعبة وقتًا طويلًا.

الآن، تمكن روَّاد الفضاء في المحطة الفضائية الدولية من وضع أيديهم على ما كان أكثر الأدوات شيوعًا في هذا الجزء من الكون, ومشاهدة السبينر في جاذبيَّة صغرى يجعل اللعبة مشوقة مرَّة أخرى.

قام رائد فضاء وكالة ناسا راندي بريسنيك (Randy Bresnik)، المشارك في البعثة 52/53، بنشر مقطع فيديو وهو يلعب بأداة السبينر مع زملائه في محطة الفضاء الدوليَّة.

قام الفريق بتطبيق بعض الحِيَل على السبينر الذي يحمل علامة ناسا، متظاهرين بالدوران معه في اتجاهات مختلفة وهم يطفون في الجاذبية الصغرى لمحطة الفضاء الدوليَّة.

على سبيل المثال، يحمل مهندس الطيران مارك ت.فاندي هاي (Mark T. Vande Hei) السبينر وهو يقوم بدوراتٍ كاملة على مستوى أفقي؛ في حين يقوم جوي أكابا (Joe Acaba)، عضو آخر في الفريق، ببعض الشقلبات البهلوانية المدهشة وهو يحمل سبينر يدور في يده.

لكن رغم كل ما يبدو عليه الأمر من متعة أو إثارة للغثيان، الجزء الأفضل في القضية دون شك هو رؤية السبينر وهو يسبح بحريَّة في الهواء في حين يواصل الدوران. حتى أنه بإمكانك رؤية اللعبة الأيقونية وهي تسبح أمام خلفيَّة للأرض التي تظهر من خلال نوافذ المحطة الفضائيَّة.

إذا كنت قد سئمت من السبينر، فهذا أمرٌ جديد ورائع لمشاهدته.

ويبدو أنَّ اللعب بهذه الأداة في محيط تحكمه الجاذبية الصغرى يجعلها تتصرف بشكلٍ مختلف عن ما يحصل هنا على الأرض.

بشكلٍ عام، كل ما عليك فعله هو أن تمسك السبينر في مركزه، وتقوم بمنحهِ دفعة من الأطراف، لتدور الأداة بشكلٍ سلس بسبب الكرات الصغيرة الموجودة في حلقتين. طبقًا لنوع السبينر الذي تملك، توجد كذلك في بعضها حاملات للكرات في أطرافه، كما تشير إليه الصورة التالية :

في هذا الشأن يقول بول دوهيرتي (Paul Doherty) من متحف العلوم Exploratorium بسان فرانسيسكو : “تقوم بالضغط مركز حامل الكرات في أداة السبينر، لتدور الحلقة الخارجية الحاملة حول ذلك، الأطراف الخارجية للسبينر تدور حول الحلقة الحاملة الخارجيَّة”, وفي هذه الصورة نرى أجزاء الأداة مفككة : (حيث Outer Race هي الحلقة الخارجية، Balls هي الكرات وInner Race هي الحلقة الداخليَّة).

كلما كانت الحركة أكثر سلاسة في الحلقة الحاملة المركزيَّة، كلما قلَّ الاحتكاك وبذلك يمكن للعلبة أن تدور لوقتٍ أطول. لكن في الفضاء، لا تثبت الأطراف المركزية في مكانها.
في هذا الصدد تشرح وكالة ناسا في وصف الفيديو : “السماح للسبينر بالطفو يخفّض من قوة الاحتكاك وذلك بالمساواة بين معدل الحلقة المركزية والسبينر الخارجي، فتدور الأداة برمتّها كجزءٍ واحد”.

بالفعل، إذا ما شاهدت بريسنيك وهو يطلق السبينر ليسبح في الأرجاء، سرى شعار ناسا وهو ثابتٌ في البداية، لكن لا يلبث بالدوران بسرعة بعد ذلك مع الأداة كلّها.

قد تظن الآن أن استعمال السبينر في الفضاء قد يجعله يدور لوقتٍ أطول، لكن تبين أنَّ الاحتكاك هناك موجودٌ بشكلٍ كبير على مستوى حاملة الكرات المركزيَّة، مما يجعله يتباطأ في النهاية.

إضافة : إذا كنت تشعر بالفضول حول كيفية تصرف السبينر في غرفة مفرغة من الهواء، فلتزُر هذا الفيديو :


  • ترجمة : وليد سايس
  • تدقيق: رؤى درخباني
  • المصدر