ما هي فجوة سعر الفائدة؟

تقيس فجوة سعر الفائدة مدى تعرّض الشركة لمخاطر أسعار الفائدة، ويمكن تعريفها بأنها الفارق بين الأصول والالتزامات، ويعد قطاع البنوك من الأمثلة الشائعة لفجوة سعر الفائدة، إذ يقترض البنك الأموال بسعر فائدة مُعيّن ومن ثم يُقرضها العملاء بسعر فائدة أعلى، وفي هذا المثال نجد أن ربح البنك هو الفجوة أو الاختلاف بين أسعار فائدة الإقراض والاقتراض.

تُحتسب قيمة فجوة سعر الفائدة وفقًا للمعادلة التالية:

فجوة سعر الفائدة = الفائدة على الأصول الحساسة لتغيرات أسعار الفائدة – الفائدة على الالتزامات الحساسة لتغيرات أسعار الفائدة

ماذا نستفيد من معرفة فجوة سعر الفائدة؟

تُظهر فجوة سعر الفائدة حجم مخاطر التعرض لتغيّرات سعر الفائدة، وعادةً تَستخدم المؤسسات المالية والمستثمرون تلك الفجوة لتطوير سياسات التحوّط المالي باللجوء إلى الاستثمار في العقود والسندات الآجلة غالبًا، كَون احتساب الفجوة يعتمد على الفرق بين تاريخ استحقاق السندات المدينة والمدة المتبقية حتى تسديد السندات الدائنة.

تَحدث الفجوة السالبة أو النسبة التي تقل عن الرقم (1) عندما تتجاوز نسبة فائدة الالتزامات المالية الحسّاسة للتغيرات في أسعار الفائدة في بنك معيّن سعر فائدة الأصول الحسّاسة للتغيرات في أسعار الفائدة لديه.

أمّا الفجوة الموجبة أو النسبة الأكبر من الرقم (1) فهي العكس، وتحدث عندما يتجاوز سعر الفائدة للأصول الحساسة للتغيرات في أسعار الفائدة في بنك معين سعر الفائدة للالتزامات المالية الحساسة للتغيرات في أسعار الفائدة؛ وتدل الفجوة الموجبة على احتمالية ارتفاع إيرادات البنك عندما ترتفع أسعار الفائدة.

يوجد نموذجان من فجوة سعر الفائدة وهما الثابت والمتغيّر، ويقيس كلاهما الاختلاف بين أسعار فائدة الأصول والالتزامات، وكذلك يُعَدّان مؤشرين لقياس حجم مخاطر أسعار الفائدة.

ويكمن الفرق التفاضلي بين النموذجين في المدة الزمنية التي يغطيها كل نموذج، كما يمكن تطبيق نماذج فجوات سعر الفائدة أيضًا على اختلاف أسعار فائدة السندات الحكومية بين الدول.

من الذي يستخدم فجوة سعر الفائدة؟

يجب قياس ومراقبة الفجوة من قبل المؤسسات التي تحقق عوائدها من فروقات سعر الفائدة أو التي تموّل أنشطتها بالاقتراض، ويجب على البنك الذي يسعى إلى اقتراض الأموال بأقل سعر فائدة وإقراضها بأعلى سعر ممكن أن يكون على علم تام بما يُسَمّى منحنى العائد (Yield Curve) والذي يُعرف بأنه: الاختلاف بين أسعار الفائدة طوال عُمر القرض (على امتداد فترة سداد القرض) وحتى تاريخ الاستحقاق النهائي.

يشير تَسَطُّح منحنى العائد إلى وجود اختلاف بسيط بين أسعار فوائد الالتزامات والأصول، وهو ما قد يؤثر سلبًا على الأرباح؛ ومن الحالات السلبية جدًا ما يسمى (مسطح العائد العكسي)، أي أن أسعار الفائدة قصيرة الأجل أعلى من أسعار الفائدة طويلة الأجل، ما يؤدي إلى أن تصبح أعمال التمويل والإقراض غير مربحة.

تُمَكّن فجوة سعر الفائدة الشركات التي تموّل المشاريع الضخمة -مثل بناء محطة طاقة نووية جديدة- من معرفة كيفية الحصول على تمويل آمن، ففي حال اقتراض الأموال بتواريخ استحقاق قصيرة الأجل لتمويل مشاريع بطبيعتها طويلة الأجل فإنهم يجازفون بارتفاع أسعار الفائدة المترتبة على الاستمرار في تمويل احتياجات المشروع وبالتالي ارتفاع تكاليفه، وقد تكون استراتيجية التحوّط مفيدة جدًا لتقليل مخاطر فجوة سعر الفائدة الكبيرة.

أمثلة حول كيفية احتساب نسبة فجوة سعر الفائدة أو قيمتها

لنأخذ بعض بنود ميزانية البنك (س) كما يلي:

  •  قيمة الأصول الحساسة للتغيرات في أسعار الفائدة (قروض)= 150 مليون دولار
  •  قيمة الالتزامات المالية الحساسة للتغيرات في أسعار الفائدة (مثل حسابات التوفير وشهادات الإيداع)= 100 مليون دولار

لاحتساب نسبة الفجوة نستخدم المعادلة التالية:

قيمة الأصول الحساسة لأسعار الفائدة ÷ قيمة الالتزامات الحساسة لأسعار الفائدة

وفي مثالنا السابق تكون نسبة الفجوة:

150 مليون ÷ 100 مليون = 1.5

أو لنأخذ مثلًا بنك أوف أمريكا وميزانيته الختامية عام 2020، إذ أنه امتلك 1.39 مليار دولار أصولًا حساسة لأسعار الفائدة التي تشمل القروض وعقود الإيجار وسندات الاقراض، مقابل حوالي 1.63 مليار دولار من الالتزامات الحساسة لأسعار الفائدة، مثل الإيداعات والودائع قصيرة الأجل وغيرها من الديون.

لاحتساب قيمة الفجوة نستخدم المعادلة التالية:

قيمة الأصول الحساسة لأسعار الفائدة – قيمة الالتزامات الحساسة لأسعار الفائدة

1.39 مليار دولار- 1.63 مليار دولار= -240 مليون دولار

الاختلاف بين فجوة سعر الفائدة وحساسية الأرباح

يُستَخدم تحليل فجوة أسعار الفائدة لتحديد مخاطر أسعار الفائدة بمقارنة قيمة الأصول مع الالتزامات، بينما يُعد احتساب حساسية الأرباح مرحلة متقدمة عن احتساب فجوة سعر الفائدة؛ فهو يحلل ما وراء قائمة المركز المالي ويراجع بيانات القوائم المالية الأخرى لمعرفة كيفية تأثير أسعار الفائدة على أرباح البنك.

محددات استخدام فجوة أسعار الفائدة

الفجوة السالبة قد لا تكون دائمًا مؤشرًا سلبيًا للمؤسسة المالية، إذ إن انخفاض أسعار الفائدة يؤدي إلى انخفاض حجم الأصول الحساسة للتغيرات في أسعار الفائدة لدى البنوك مثلًا، وأنهم سيدفعون فوائد أقل على التزاماتهم الحساسة لأسعار الفائدة.

ووحدها البنوك التي لديها مستوى التزام عالٍ مقابل الأصول هي التي تعاني من الضغوطات على إجمالي أرباحها بسبب الفجوة السلبية.

اقرأ أيضًا:

الإقراض بالفائدة

سعر الفائدة: تعريف وحقائق

ترجمة: يوسف حمد

تدقيق: علي الطريفي

المصدر