تجمع المثانة البول طبيعيًا من الكليتين، وتُخرجه عندما تمتلئ به، وإذا حدث فرط في نشاط المثانة، فلن يستطيع الشخص اختيار الوقت المناسب للتبول، أوالتحكم في عدد مرات التبول في أثناء اليوم.

تحدث تلك الحالة عندما تنضغط المثانة مرارًا وتكرارًا أو دون سابق إنذار، ونتيجة لذلك قد يضطر الشخص إلى استخدام الحمام كثيرًا، أو قد يتسرب البول لا إراديًا.

تنجم الحالة عادةً عن سوء التواصل بين الدماغ والمثانة، إذ يُرسل الدماغ إشارات عصبية إلى المثانة يُخبرها بأن وقت التبول قد حان، لكن المثانة ليست ممتلئة بعد، ونتيجة لذلك تبدأ المثانة بالانقباض، ما يسبب رغبةً قوية في التبول.

الأعراض:

يسبب فرط نشاط المثانة حدوث عدة أعراض قد تؤثر في نوعية حياة المريض، وتتضمن ما يلي:

  •  تكرار التبول: إذ قد يتبول الشخص أكثر من 8 مرات في اليوم.
  •  التبول الليلي: إذ يستيقظ الشخص مرة أو مرتين ليلًا للتبول.
  •  إلحاح التبول: إذ يشعر الشخص بحاجة مفاجئة إلى التبول يصعب السيطرة عليها.
  •  سلس البول الإلحاحي: إذ يتبول الشخص لا إراديًا عندما يشعر بالحاجة إلى التبول.

يشعر الشخص الذي يعاني فرط نشاط المثانة غالبًا بأنه لا يستطيع إفراغ مثانته بالكامل، لذلك قد يشعر بعد استخدام المرحاض أنه بحاجة إلى استخدامه مرةً ثانية بعد وقت قصير.

يُقسّم الأطباء فرط نشاط المثانة -وفقًا للأعراض- إلى نمطين، النمط الأول هو فرط نشاط المثانة الجاف، ويُقدر أن ثلثي حالات فرط نشاط المثانة هي من هذا النمط، وفيه لا يحدث تسرب للبول. النمط الثاني هو فرط نشاط المثانة الرطب، ويحدث فيه تسرب للبول.

فرط نشاط المثانة - اختيار الوقت المناسب للتبول - استخدام الحمام كثيرًا - تسرب البول لا إراديًا - تفريغ المثانة عند الشعور بالحاجة إلى التبول

عوامل الخطورة:

قد يعد بعض المرضى أن أعراض فرط نشاط المثانة طبيعية نتيجة التقدم في السن، ولكن التقدم في السن ليس عامل الخطر الوحيد الذي يزيد فرصة حدوث فرط نشاط المثانة.

تتضمن عوامل الخطر الأخرى ما يلي:

  •  تضرر الأعصاب بسبب جراحة سابقة.
  •  تضرر المثانة بسبب التعرض لصدمة في أعلى الحوض.
  •  حدوث حالة تُعرف باسم موه الرأس أو استسقائه hydrocephalus الذي قد يُسبب الخرف.
  •  الإصابة بعدوى المسالك البولية.
  •  سرطان المثانة أو البروستات.
  •  وجود حصوات في المثانة.
  •  وجود حالة مؤثرة في الوظيفة العصبية، مثل التصلب المتعدد ، أو مرض باركينسون، أو السكتة الدماغية.
  •  سن انقطاع الطمث.
  •  اعتماد نظام غذائي غني بالأطعمة المهيجة للمثانة، مثل الكافيين والكحول والأطعمة كثيرة التوابل.

قد لا يتمكن الطبيب أحيانًا من تحديد سبب أعراض فرط نشاط المثانة.

زيارة الطبيب:

قد يؤثر فرط نشاط المثانة كثيرًا في نوعية حياة الشخص، لكنه لا يُعَد حالةً مُهدِّدة للحياة.

يجب على الشخص مراجعة الطبيب في الحالات التالية:

  •  عندما لا يستطيع النوم طوال الليل دون الاستيقاظ للذهاب إلى الحمام.
  •  الذهاب إلى الحمام أكثر من 8 مرات في اليوم.
  •  الشعور بحاجة مفاجئة للتبول، تجعله يتبول قبل أن يصل إلى الحمام.
  •  عند تسرب البول.

قد يعاني بعض الأشخاص أحيانًا هذه الأعراض دون أن يدركوا ذلك، ما يجعلهم يلجأون إلى بعض الوسائل التي قد تساعدهم على تقييم احتمالية ارتباط هذه الأعراض بفرط نشاط المثانة، وتتضمن هذه الوسائل بعض الاختبارات عبر الإنترنت أو بعض تطبيقات الهواتف الذكية، ولكن من الضروري أن نؤكد أهمية مراجعة الطبيب عند ظهور مثل هذه الأعراض التي قد تكون مقلقة.

علاج فرط نشاط المثانة :

 تغيير نمط الحياة:

قد يساعد تغيير نمط الحياة على تقليل احتمالية حدوث أعراض فرط نشاط المثانة، مثل:

  •  التقليل من تناول الأطعمة والمشروبات المهيجة للمثانة، مثل الكافيين والكحول.
  •  الحفاظ على وزن صحي، إذ يُسبب الوزن الزائد ضغطًا على المثانة.
  •  الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالألياف، لتقليل خطر حدوث الإمساك وفرط نشاط المثانة.
  •  تجنب شرب الكثير من السوائل مساءً، لتقليل احتمالية الاستيقاظ ليلًا للتبول.
  •  الإقلاع عن التدخين، إذ إنه من أسباب تهيج المثانة.

 العلاج الطبي:

قد يوصي الطبيب بالعديد من العلاجات، مثل الأدوية أو تغيير النظام الغذائي أو العلاج الطبيعي، ونادرًا ما يطلب تدابير أشد لعلاج الحالة.

قد يصف الطبيب الأدوية المضادة للتشنج، أو الأدوية المضادة للكولين، للتقليل من حدوث التشنجات العضلية في المثانة، مثل:

  •  أوكسيبوتينين (ديتروبان).
  •  سوليفيناسين (فيسيكير).
  •  تولتيرودين (ديترول).
  •  تروسبيوم (سانكتورا).

قد تحدث بعض التأثيرات الجانبية بعد استخدام هذه الأدوية، مثل جفاف الفم والإمساك. تحدث إلى الطبيب بشأن حدوث هذه التأثيرات المحتملة.

توجد استراتيجيات علاجية أخرى لعلاج فرط نشاط المثانة، مثل تدريب المثانة، الذي يتضمن تأخير تفريغ المثانة عند الشعور بالحاجة إلى التبول، ما يقوي عضلات المثانة، وذلك وفق توجيهات الطبيب. يمكن اللجوء أيضًا إلى تمارين قاع الحوض، التي تُساعد على تقوية عضلات المثانة، وتُجرى أيضًا هذه التمارين حسب توجيهات الطبيب المختص.

قد يلجأ الأطباء إلى طرق أخرى، مثل حقن سم البوتولينوم (البوتوكس) لتقليل تشنجات عضلات المثانة، وقد يتطلب الأمر الحقن مجددًا بعد بضعة أشهر من زوال أثر السم.

قد يلجأ الأطباء في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاجات الدوائية والعلاجات الأخرى غير الباضعة إلى الجراحة، ويُجرى بها زرع سلك أو جهاز منبه للعصب العجزي الذي يتحكم في النبضات العصبية إلى المثانة وينظمها، ما يقلل من فرط نشاطها.

يوجد خيار جراحي آخر، هو إجراء ما يُسمى رأب المثانة التكبيري، الذي يتضمن استبدال أجزاء من المثانة بأنسجة من الأمعاء، ما يجعل المثانة قادرةً على تحمل كمية أكبر من البول.

اقرأ أيضًا:

سرطان المثانة: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

حصيّات المثانة.. أسبابها، تشخيصها، علاجها

ترجمة: يوسف الجنيدي

تدقيق: سمية المهدي

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر