هذه هي من أكثر الأفكار المغلوطة شيوعًا هذه الأيّام، ولسببٍ وجيه. فلقد اعتقد العلماء لعقود طويلة أنّ الخلايا العصبيّة لا تنقسم ولا تتجدّد بعد البلوغ. هذا الإعتقاد كان نابعًا من الحقيقة أنّ الدّماغ (والأعصاب عامّة) هو عضو غير مرن على الإطلاق، وإنقسام الخلايا سيؤدّي ربّما إلى ضياع الذّاكرة أو غيرها من المعلومات الهامّة التي يحتاجها الكائن الحيّ.

ولكن مع تعلّمنا أكثر فأكثر عن آليّات الدّماغ وعن مرونته (كما تشهد تجارب كثيرة)، هذه الأفكار بدأت تتغيّر شيئًا فشيئًا. ولكنّ مجرّد مرونة الدّماغ لا تعني بأيّ حال أنّ الخلايا العصبيّة تتجدّد. حتّى نثبت ذلك، علينا إثبات هذه النّتيجة مخبريًّا، وبشكلٍ قاطع.

وهذا هو ما فعله العلماء تمامًا. لقد بدأت تتكدّس لدينا الأدلّة على إنقسام الخلايا العصبيّة عند الثديّات منذ أواخر الستّينات من القرن الماضي.. إلاّ أنّ الأدلّة الأوّليّة كانت غير قاطعة، ولذلك تمّ تجاهلها. ولكن مع تطوّر الآلات والتّقنيّات المخبريّة، بإمكاننا الآن رؤية ومشاهدة ولادة خلايا عصبيّة جديدة في أدمغة الكائنات الحيّة البالغة (خصوصًا عند فئران التّجارب).

هنالك عوامل كثيرة تؤثّر على نسبة تجدّد الخلايا في الدّماغ، مثل الضّغط النّفسي. كما أنّ التّجدّد والإنقسام يحدث في أماكن محدّدة، أهمّها الحصين، وهو المنطقة التّشريحيّة المرتبطة بقدرتنا على التعلّم والتذكّر.

 


 

المصادر:
http://www.the-scientist.com/?articles.view%2FarticleNo%2F35902%2Ftitle%2FHuman-Adult-Neurogenesis-Revealed%2F
http://en.wikipedia.org/wiki/Neurogenesis