زيت جوز الهند هو نوع من الدهون روِّج له لخصائصه المفيدة للصحة ودوره في خفض مستويات البروتين الشحمي منخفض الكثافة LDL المضر بالصحة، وتحسين وظائف الدماغ عند مرضى ألزهايمر وفوائد صحية أخرى كثيرة، ووجدت دراسات عديدة أنه قد يعود بالفائدة على صحة الجلد أيضًا، لذا يعرض هذا المقال الأدلة ويتأكد من صحتها.

ما زيت جوز الهند؟

هو زيت عالي الإشباع يصنع تقليديًّا عن طريق فصل الزيت عن الثمرة النيئة أو عن البذرة الجافة، يكون جامدًا في درجة حرارة الغرفة، لكنه يصبح طريًّا أو يذوب عند التعرض للحرارة، يستخدم بكثرة في الطبخ وقد يطبّق مباشرةً على الجلد والشعر، ويعد غنيًّا بالحموض الدسمة متوسطة السلسلة التي تعد شكلًا من أشكال الدهون المشبعة، تشكل هذه الحموض الدسمة متوسطة السلسلة نحو 65% من تركيبته الكليّة وتتضمن:

  •  حمض اللوريك 49%
  •  حمض الميريستيك 18%
  •  حمض الكابريليك 8%
  •  حمض البالميتيك 8%
  •  حمض الكابريك 7%
  • حمض الأولييك 6%
  •  حمض اللينوليك 2%
  •  حمض الستياريك 2%

مع أن 90% من زيت جوز الهند دهون مشبعة، إلا أنه يحوي كمية قليلة من الدهون وحيدة وعديدة الإشباع، فملعقة كبيرة منه تحوي 12 غرامًا من الدهون المشبعة وغرامًا واحدًا من الدهون غير المشبعة.

نستنتج:

يستخدم زيت جوز الهند في الطبخ، ولكنه يطبق على الشعر والجلد أيضًا، فهو غني بالدهون المشبعة والحموض الدسمة متوسطة السلسلة، خاصة حمض اللوريك.

يقضي زيت جوز الهند على المكروبات الضارة

للحموض الدسمة متوسطة السلسلة خصائص مضادة للميكروبات تساعد بدورها على الحماية من الأحياء الدقيقة الضارة، وهذا ضروري لصحة الجلد، إذ تحميه من العديد من الإصابات الفطرية والجرثومية مثل التهاب الأجربة الشعرية والتهاب الهلل -التهاب النسيج الضام الرخو الخلالي- وقدم الرياضيّ أو سعفة القدم، فتطبيق زيت جوز الهند على الجلد مباشرة قد يمنع نمو هذه الأحياء، وكل هذا بفضل حمض اللوريك الذي يشكل نحو 50% من الحموض الدسمة الموجودة في زيت جوز الهند، فيقاوم الكائنات الدقيقة الضارة.

اختبرت إحدى الدراسات الخصائص المضادة للجراثيم في 30 نوعًا مختلفًا من الحموض الدسمة ضد 20 ذريّة من الجراثيم، فوُجد أن حمض اللوريك هو الأكثر فعالية في تثبيط نمو هذه الجراثيم، وكشفت دراسة أخرى قدرته على القضاء على جرثومة البروبيونية العُديّة -نوع من الجراثيم يؤدي إلى تطور الالتهاب في البثور- إضافة إلى احتوائه على حمض آخر دسم متوسط السلسلة هو حمض الكابريك، مع أن نسبته أقل لكنه -مثل حمض اللوريك- يملك خصائص قوية مضادة للميكروبات، فقد بينت إحدى الدراسات أن لكلا الحمضين قدرة فعالة على قتل ذراري الجراثيم المختلفة، وبرهنت دراسة أخرى على دوره المضاد للفطور مبيّنة قدرته على قتل أنواع عدة منها.

نستنتج:

للحموض الدسمة لزيت جوز الهند خصائص مضادة للميكروبات يمكنها القضاء على الجراثيم والفطور بفعالية.

قد يقلل زيت جوز الهند من الالتهاب

الالتهاب المزمن هو اضطراب أساسي من اضطرابات الجلد المختلفة، منها الصدفية والتهاب الجلد التماسي والأكزيما، ويملك زيت جوز الهند خصائص فعالة ضد الالتهاب، ففي إحدى الدراسات طبق الباحثون زيت جوز الهند على آذان الجرذان الملتهبة، وكانت النتيجة أن زيت جوز الهند لم يقض على الالتهاب فحسب، بل أزال الألم أيضًا، وهناك المزيد، فقد يخفف زيت جوز الهند الالتهاب عن طريق تحسين الوظيفة المضادة للأكسدة، فمضادات الأكسدة تعمل على استقرار الجذور الحرة، وتُبطِل مفعول الجزيئات التفاعلية التي قد تؤدي إلى الالتهاب.

في دراسة أجريت عام 2013 أُطعِمت الجرذان أنواع مختلفة من الزيوت مثل زيت جوز الهند وزيت الزيتون وزيت دوار الشمس، وبعد 45 يومًا من الدراسة ظهر أن زيت جوز الهند الطبيعي الخام حسّن الوظيفة المضادة للأكسدة ومنع الإجهاد التأكسدي إلى أقصى درجة، ولكن من الضروري معرفة أن هذه النتائج مبنية على تجارب أنابيب وأخرى على الحيوانات، ولا نعلم كيف ستكون نتائجها على الإنسان، على أي حال واعتمادًا على هذه الدراسات، أظهر زيت جوز الهند دورًا كبيرًا في قدرته على التقليل من الالتهاب عند تطبيقه على الجلد.

نستنتج:

أظهرت الدراسات على الحيوانات أن زيت جوز الهند يخفف الالتهاب ويحسن الوظيفة المضادة للأكسدة ويقلل الإجهاد التأكسدي.

قد يساعد زيت جوز الهند في علاج البثور

فيما يظنّ البعض أن زيت جوز الهند يسدّ المسامات، هنالك أبحاث تؤكد بقوة أنه يساعد على علاج البثور.

البثور حالة التهابية تعمل الأدوية على علاجها من طريق مواجهة الالتهاب وتقليله، وبما أن مكونات زيت جوز الهند تساعد في تقليل الالتهاب في الجسم، فهي تساعد أيضًا على علاجه، إضافة إلى ذلك قد تساعد الخصائص المضادة للميكروبات الموجودة في الحموض الدسمة المتوسطة السلسلة في زيت جوز الهند في التقليل من البثور، فقد أكدت الكثير من الدراسات أن حمض اللوريك الموجود في زيت جوز الهند -الذي يشكل نسبة كبيرة منه- أظهر دورًا كبيرًا في القضاء على ذراراي جرثومية عديدة، وأظهرت تجارب الأنابيب والحيوانات أن حمض اللوريك أكثر فعالية من البنزول بيروكسيد في منع ظهور البثور المسببة للجراثيم، وأظهر حمض الكابريك خصائص مضادة للالتهاب والجراثيم مماثلة لحمض اللوريك، وفي تجارب أجريت عام 2014 على الحيوانات وفي الأنابيب بينت أن لكل من حمض اللوريك والكابريك قدرة فعالة على القضاء على الالتهاب ومنع ظهور البثور عن طريق قتل الجراثيم. وللحصول على أفضل نتيجة يجب تطبيق زيت جوز الهند مباشرة على سطح الجلد مكان ظهور البثور.

نستنتج:

تساعد الخصائص المضادة للجراثيم والالتهاب في زيت جوز الهند ومكوناته على علاج البثور.

يرطب زيت جوز الهند الجلد الجاف

إضافة إلى تأثيره على البثور والالتهاب، فإن تطبيق زيت جوز الهند على الجلد يبقيه رطبًا أيضًا، ففي دراسة دامت أسبوعين قارنت بين تأثير زيت جوز الهند والزيوت المعدنية -وهي نوع من الزيوت المصنوعة من البترول وتستخدم عادة لعلاج الجلد الجاف- على مرضى ذوي بشرة متوسطة إلى معتدلة الجفاف، وجدت أن زيت جوز الهند حسّن رطوبة الجلد بفعالية ملحوظة مساوية لفعالية الزيوت المعدنية، وأظهر زيت جوز الهند دورًا فعالًا أيضًا في علاج الإكزيما، وهي إصابة جلدية أو طفح جلدي تندبيّ وحاك، وفي دراسة أخرى قارنت بين تأثيرات زيت جوز الهند وزيت الزيتون على 52 بالغًا يعانون الإكزيما، وُجد أن تطبيق زيت جوز الهند خفف جفاف الجلد وساعد على علاج الإكزيما أيضًا، ووجدت دراسة أخرى نتائج مماثلة، إذ أن زيت جوز الهند يقلل من شدة الإكزيما بنسبة 68%، ما يجعله أكثر فعالية من الزيوت المعدنية في علاجها. إبقاء الجلد رطبًا يساعد في الحفاظ على وظيفته كحاجز ضد الجراثيم ويحسّن من شفاء الندب ويحافظ على سلامة الجلد كاملًا.

نستنتج:

يرطب زيت جوز الهند الجلد بفعاليّة ويساعد في علاج الجلد الجاف والإكزيما.

قد يساعد زيت جوز الهند في شفاء الجروح

أثبتت دراسات عدة أن زيت جوز الهند يساعد في شفاء الجروح، ففي إحدى الدراسات التي أجريت على الحيوانات، ظهرت فعالية تطبيق زيت جوز الهند على الجلد على شفاء جروح الجرذان، وأظهرت أيضًا أن استخدام زيت جوز الهند الطبيعي الخام على الجروح يسرع شفاءها ويحسّن الوظيفة المضادة للأكسدة ويرفع مستويات الكولاجين الذي يعد بروتينًا مهمًا يساعد في شفاء الجروح، وبينت دراسة أخرى على الحيوانات أن تطبيقه على الجلد مع المضادات الحيوية فعال جدًا في شفاء الحروق، إضافة إلى دوره في شفاء الجروح فإن خصائصه المضادة للميكروبات تمنع الإصابة بالإنتان الذي يعد عامل خطورة رئيسي في اختلاطات عملية شفاء الجروح.

نستنتج:

أظهرت الدراسات على الحيوانات أن زيت جوز الهند يسرع من شفاء الجروح.

من لا يمكنه استخدام زيت جوز الهند؟

في حين أن الأبحاث تؤكد فوائد زيت جوز الهند لصحة الجلد إلا أن استخدامه ضار للبعض، فقد يفضل أصحاب البشرة الدهنية تجنبه لأنه قد يسد المسامات ويسبب ظهور الرؤوس السوداء، ومثلما هو الحال مع معظم الأشياء فإن التجربة والوقوع بالخطأ قد تكون أفضل طريقة للتحقق من أن جوز الهند مناسب أم لا، وفي حالة البشرة حساسة يفضّل استخدم كمية قليلة منه أو ضعه على منطقة صغيرة من الجلد لضمان عدم حدوث تهيج أو غلق للمسامات، مع ذلك فإن استخدام زيت جوز الهند للطبخ والأكل لا يعد مشكلة عند معظم الناس، ويفضل في حالة البشرة الدهنية أو الحساسة جدًا إضافة زيت جوز الهند إلى النظام الغذائي للحصول على فوائده.

نستنتج:

قد يغلق زيت جوز الهند المسام، لذا يُنصح باستخدام كمية قليلة منه أو اختبار تحمله ببطء لذوي البشرة الدهنية والحساسة.

ما أفضل نوع من زيت جوز الهند؟

يصنّع زيت جوز الهند في وسط رطب أو جاف، يتضمن التحضير في وسط جاف تجفيف لب جوز الهند لاستخراج البذور ثم عصرها ليخرج منها الزيت، لتنظف بعدها وتزال منها الرائحة الكريهة، نحصل من هذه العملية على زيت جوز الهند المكرر عديم الرائحة الذي يطلق دخانًا أكثر على الحرارة.

أما التحضير في وسط رطب فيكون من اللب الخام وليس المجفف، فنحصل على زيت جوز الهند الطبيعي الخام، وتحافظ هذه الطريقة على رائحته مع إطلاق دخان أقل على الحرارة.

في حين أن زيت جوز الهند المكرر أفضل في الطبخ على نار عالية إلا أن زيت جوز الهند الطبيعي الخام خيار أفضل لصحة الجلد.

لا تركز الدراسات على آثار زيت جوز الهند فحسب، بل هناك دليل على دوره الإضافي المفيد للصحة، فقد وجدت دراسة أجريت على الحيوانات عام 2009 أن زيت جوز الهند الطبيعي الخام يحسن الوظيفة المضادة للأكسدة ويبطل مفعول الجذور الحرة في إحداث المرض مقارنة بزيت جوز الهند المكرر، وبينت دراسة أخرى احتواءه على مضادات أكسدة مقللة للالتهاب أكثر من زيت جوز الهند المكرر، وامتلاكه قدرة أكبر على مواجهة الجذور الحرة، وتظهر نتائج هذه الدراسات أن زيت جوز الهند الطبيعي الخام أكثر فعالية من زيت جوز الهند المكرر في منع الأكسدة وإبطال مفعول الجذور الحرة التي تؤذي الخلايا وتؤدي للإصابة بالالتهاب والأمراض.

نستنتج:

يعد زيت جوز الهند الطبيعي الخام خيارًا أفضل من زيت جوز الهند المكرر لما يؤمنه من فوائد صحية إضافية مثل تحسينه الوظيفة المضادة للأكسدة.

الخاتمة

مع أن الدراسات حول فوائد تناول زيت جوز الهند كافية، إلا أن الدراسات حول تأثيراته على الجلد محصورة في اختبارات الأنابيب والحيوانات، لكنه مع ذلك يؤدي دورًا مفيدًا للجلد مثل تقليل الالتهاب والحفاظ على رطوبة الجلد والمساعدة في شفاء الجروح، إضافة إلى الخصائص المضادة للميكروبات التي تؤمّنها الحموض الدسمة متوسطة السلسلة المساعِدة في حماية الجلد من الجراثيم الضارة، وينصح في حالة البشرة الدهنية أو الحساسة جدًا تقييم تحمله ببطء واستشارة اختصاصي الأمراض الجلدية عند وجود مخاوف.

اقرأ أيضًا:

فوائد زيت جوز الهند

فوائد زيت شجرة الشاي للبشرة

ترجمة: كارمن صطوف

تدقيق: سمية بن لكحل

مراجعة: مازن النفوري

المصدر