نعلم الآن أنّ القدرات العقليّة والبدنيّة للشخص تتغير بشكلٍ كبيرٍ تبعًا للفترة اليوميّة والسنويّة، نظرًا لوجود بعض العمليّات الفسيولوجيّة التي تتأثر بالضوء كالساعة البيولوجيّة اليوميّة والسنويّة. تبعًا للباحثين في جامعة زيوريخ، تلك العمليات التي تعتمد على الضوء تنطبق على خلايا الفرد أيضًا، وأحد أهم تلك الخلايا هو الحيوان المنويّ.

كما كتب الباحثون في مجلة (Chronobiology International)، فإنّ السائل المنويّ المُنتج في الصباح قبل السابعة والنصف صباحًا، يظهر تركيزاتٍ مرتفعةً من الحيوانات المنويّة عن غيره، كما أنّ عدد الحيوانات المنويّة الصحيحة فيه أكثر مقارنةً بغيره في أيّ وقتٍ في اليوم.

يقول العلماء: «وبالنسبة للتغيرات الموسميّة، وجدنا زيادةً ملحوظةً في تعداد الحيوانات المنويّة في الربيع ونقصًا في الصيف».

تلك النتائج التي قد تكون مفيدةً في تحسين محاولات الحمل الطبيعيّ والصناعيّ، فقد جاءت بتحليل 12,245 عينةٍ من 7,068 رجلٍ، جميعهم كانوا في مستشفى زيوريخ للأمراض التناسلية والغدد بين عامي 1994 و 2015.

وبشكلٍ مدهشٍ فحص قائد الدراسة (مين زي – Min Xie) وزملاؤه حركة الحيوانات المنويّة فوجدوا أنّها لم تتأثر في الرجال الذين ينتجون حيواناتٍ منويّةً صحيّةً، ولكنها كانت في أفضل حالاتها بين الثامنة والعاشرة صباحًا عند الرجال الذين ينتجون حيوانات منوية مُعتلة -أي ضعيفة الحركة أو التركيز أو الشكل أو جميع ما ذُكِر- ولا علاقة بين الحركة والموسم السنويّ في جميع الرجال.

ولا بُدَّ أن تُجرى تلك الدراسة على رجالٍ من مناطقٍ أخرى لتأكيد نتائجها، لأنّها أجريت على رجال منطقة زيوريخ فقط. كما أنّ الباحثين يتوقعون بأنّ نتائج الدراسة قد تأثرت بعواملٍ أخرى مثل الحالة الصحيّة للرجال -كالسمنة أو التدخين الذين يؤثرون على خصوبة الرجل- ولكن تلك البيانات لم تُجمع بعد فلا يمكنهم التعليق عليها.

من الممكن أيضًا أن تكون الحيوانات المنويّة أكثر نشاطًا في أوقاتٍ أخرى من اليوم، ولكن العيّنات جُمعت في الأوقات التي كانت فيها عيادة المستشفى مفتوحةً خلال الـ12 ساعةً المخصصة للعمل، حيث ذكر الباحثون: «لأنّ البيانات جُمعت في فترة الـ12 ساعةً والتي تبدأ في الصباح الباكر فإنّنا نفتقد بيانات الليل، وهو حيثما يكون النشاط الجنسيّ في ذروته».

يأمل الباحثون أن تستكمل الدراسات بهذا الشأن لفحص آليات عمل الجزيئات التي تحافظ على الساعة البيولوجيّة مثل الميلاتونين والكورتيزول، والتي تغير من إنتاج الحيوانات المنويّة.

لذلك فالأزواج الطامحون للحمل ليس عليهم أن يغيروا مواعيد محاولاتهم بعد، ولكنّ المحاولة في الصباح ليست تلك الفكرة السيئة كما نتوقع!


  • ترجمة: محمد إيهاب
  • تدقيق: رند عصام
  • تحرير: زيد أبو الرب

المصدر