قانون الجذب هو اعتقادٌ مظلمٌ من العصر الجديد بأنَّ المزاج الفكريّ للشخص يجذب ظروفًا وأحداثًا خارجيةً مشابهةً لهذا المزاج، بعبارة أخرى، نواياك وأفكارك تجذب الأشخاص والأشياء المشابهة لها إليك، وهذا صحيحٌ بشكلٍ طريفٍ، لأننا عادةً ما نمضي أوقاتنا مع الأشخاص الذين يفكرون مثلنا ويشاركوننا قيمنا ونتجنب الناسَ الذين نختلف معهم في القضايا المهمة، إلا أنَّ لحظة من التفكير بهذا القانون كافية لتكشف لنا أنَّه ليس قانونًا، بل إنه ليس بحقيقة أصلًا.

الباعة لا يجذبون الباعة، بل يجذبون المشترين عادةً، إلا إذا كانوا يستخدمون التَّسويق متعدد المستويات، الحالمون الكسالى لا يجذبون الحالمين الكسالى بل يجذبون المحتالين ذوي الابتسامات العريضة والوعود الكثيرة، الأشخاص الضُّعفاء لا يجذبون الأشخاص الضُّعفاء بل يجذبون الناس الجشعين ومصاصي الدِّماء الذين يستغلون حزنهم.

قانون الجذب قانونٌ مزعزعٌ للغاية لأن يكون له أيُّ مضمونٍ جادٍ إذا ما تم الاعتماد على التناقضات الواضحة لدعم ذلك، مثلًا عندما يقوم لطف الشَّخص بتوليد الاستياء لدى الأشخاص الأخرين، فإنَّ مدافعي العصر الجديد عن قانون الجذب سوف يدعون بأنَّ لطف الشَّخص لم يكن صادقًا في الأساس.

أحد المروِّجين الأساسيّين لهذا الاعتقاد هو «غاري زوكاف-Gary Zukav» الذي يعرِّف الجذب بقوله: «كلُّ شخصيةٍ تُقرِّب إلى نفسها شخصياتٍ ذات وعيٍ مشابهٍ، الغضب يجذب الغضب والجشع يجذب الجشع، هذا هو قانون الجذب، فالسلبيَّة تجذب السلبيَّة كما أنّ الحبَّ يجذب الحبّ، ولذلك فإنَّ عالم الشخص الغاضب ممتلئٌ بالأشخاص الغاضبين والأشخاص المحبّين يعيشون في عالمٍ ممتلئٍ بالأشخاص المحبّين».

ما يدعى بقانون الجذب يجده كثيرٌ من الناس جذَّابًا، حيث يوفِّر لهم وهمًا بأنَّهم يسيطرون على حياتهم، فكلُّ ما عليَّ فعله هو تغيير مواقفي ونواياي وسأجمع الأموال مثل المغناطيس (أو سأخسر الوزن الزائد أو أحقق أيَّ شيءٍ أريد تحقيقه)، وإذا لم ينجح ذلك فالخطأ خطأي لأنني لم أغير مواقفي ونواياي بصدقٍ، أيبدو هذا الاعتقاد مألوفًا لكم؟ أتذكرون ما يقوله المعالجون الروحانيون لأولئك الناس الذين لا يشفون من علاجِهم؟ يقولون لهم بأنَّهم لم يكن لديهم الإيمان الكافي للشفاء.

إذا كنت تريد أن تنجح في شيء ما، ضع خطة عمل، سجل الإنجازات التي تريد تحقيقها، وسجل الأمور التي يجب عليك إنجازها لتحقيق أهدافك بالترتيب المناسب لإنجازها، حدد كيف ستقوم بقياس نجاحك في كل خطوة على طول الطريق، أي شيء في القائمة يتطلب منك انتظارًا سلبيًا لشخص آخر للقيام به من أجلك يجب التخلص من قبل أن تواصل عملك، وإذا كنت غير قادر على تحقيق أهدافك بدون مساعدة الأخرين، فاختر أفضل الأشخاص الممكنين لمساعدتك واستمع لهم عندما يقدمون النصيحة.

اذهب إلى أسفل القائمة وتحقق من أنّ كل شيء دونته قد اكتمل، إذا كان لديك أمر غير مكتمل فلا تلم الأخرين، عليك أن تصل إلى خطة بديلة لإنجازه، ثم انتقل إلى البند التالي، وعندما تنجز كل الأهداف التي دونتها، دون قائمة جديدة من الأهداف وابدأ من جديد، عادة ما يكون الوصول إلى الأهداف غير مرضي مثل السعي لتحقيق هذا الأهداف.

وعلى أية حال فإن هنالك بعض الأهداف التي لا تستحق التحقيق، عليك أن تقوم بإعادة النظر جيدًا في أهدافك بشكل منتظم وأن تتخلص من تلك الأهداف عديمة القيمة.

وتذكر أن أي شخص يخبرك بأن لديه سر السعادة اللامحدودة والحب والصحة والأموال والعلاقات والشباب وكل شيء أخر أردته، فإنّه يكذب عليك.

نشأ قانون الجذب في القرن التاسع عشر وعرف باسم حركة الفكر الجديد، كان من المؤيدين الأوائل للفكرة «وليم والكر اتكنسون-William walker Atkinson» الذي قام بنسب شفائه من مختلف الكوارث المالية والنَّفسية والجسدية إلى قوَّة الإيمان، وقام بكتابة عدة كتبٍ مشهورةٍ حول الموضوع بما في ذلك كتاب «اهتزاز الفكر» وكتاب «قانون الجذب في عالم الفكر»، كان الاعتقاد بمعجزات بقوة الإيمان رسالة جذابة للملايين من الناس لمئات السنين، وعلى الرغم من وجود دليلٍ يدعم فكرة أن الإيمان بالشيء يمنحك القدرة على القيام به، فإنَّ معظم الأدلة التي تدعم هذه الفكرة هي أدلة سرديَّة أو محكيَّة ،أما الأدلة من العلم فهي تدعم تأثيرًا محدودًا من الدَّواء الوهميّ، وكانت الاختبارات العلمية السليمة لقوة الإيمان لعلاج الأمراض الخطيرة سلبيَّةً بشكل عالمي.

أولئك الذين يدَّعون أنَّ بعض الاختبارات أظهرت وجود تأثيرٍ شافٍ من الصَّلوات والخيالات والتَّفكير الإيجابي هم مدفوعون بجاذبيَّة الإيمان أكثر من انجذابهم إلى الأدلّة الفعليّة، الشيء نفسه ينطبق على الفحوصِ العلميّة لقدرة النّاس على التّأثير على شيء جسدي باستخدام الفكر فقط.


  • ترجمة: أنس حاج حسن.
  • تدقيق: دعاء عسَّاف.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر