تعتبر شبكات التواصل الاجتماعي وتطبيقات الرسائل، رغم المزايا الإيجابية التي تتسم بها، وسائط للأخبار المزيفة.

وفي الحقيقة لقد تم بذل العديد من الجهود لمعالجة هذه المشكلة، ولكن كما كشفت عنه قصة راجت مؤخرًا عبر تطبيق الواتس أب، فإن الحرب على الأكاذيب الفيروسية يمكن أن تؤدي إلى وقوع إصابات.

أوضحت صحيفة نيويورك تايمز مؤخرًا أنه انتشرت في الهند شائعات كاذبة بشأن اختطاف الأطفال.

وقد أدى هذا إلى حدوث جرائم قتل مضاعفة نفذها العديد من الغوغاء في الآونة الأخيرة وقد أرسلت القصص الإخبارية المزيفة التي حفزتهم عبر تطبيق الواتس أب.

وحسب ما ذكرت صحيفة الغارديان فقد تم إعدام 20 شخصًا على الأقل في البلاد خلال الشهرين الماضيين نتيجة لهذه الشائعات التي لا أساس لها من الصحة.

وسوف يُقيّد موقع الفيسبوك خدمة الرسائل النصيّة فيسمح للأشخاص بإعادة توجيه الرسائل إلى 20 شخصٍ فقط في محاولة لوقف نشر الأخبار المزيفة.

وقد رصدت جيزمودو (Gizmodo) في الهند أنه يتم تعيين الحد الأقصى لعدد الأشخاص الذين يمكن إعادة توجيه الرسائل إليهم إلى خمسة أشخاص فقط وبالطبع لا يعني هذا أنه لا يمكنك نقل الأخبار بطرق أخرى مثلًا عن طريق التقاط لقطة شاشة أو إعادة كتابتها بنفسك من جديد.

تمت المطالبة بهذا الإجراء في الوقت الحالي وبشكلٍ مؤقت من خلال تقرير إخباري للقناة 4، إذ كشف هذا التقرير عن طريق تصوير سري انتهاك مراقبي الخدمة لسياسات فيسبوك غير أنه ليس واضحًا فيما إذا كانت هذه الخطوة ستثبت فعاليتها في النهاية.

الأخبار المزيفة معقدة بصورة مرعبة، إنها كلعبة الفيديو (end-of-video) مع العديد من أساليب الهجوم الخطيرة ولكن بدون نقط ضعف.

وتكشف الدراسات فقط مدى انتشارها وكيف أنها مقاومة لإجراءات التصحيح.

لقد أصبح من الواضح أن الجهل المتعمد والخداع المقصود يشبهان الأمراض لأنّ المضادات الحيوية للمعلومات الحقيقية أصبحت غير فعّالة بشكلٍ متزايد.

تنتشر الأخبار المزيفة بسرعةٍ أكبر على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من المعلومات الحقيقية.

كما يعاني الأشخاص الذين لا يؤمنون بالأبحاث الطبيّة واللقاحات ويعتمدون على الثقة في رأيهم في علاج الأمراض من تأثيرات نفسية تتطلب نزع الثقة المفرطة بآرائهم أولًا لأنهم لا يكتفون بمعرفة الحقائق.

كما أن تحريف أو ترويج العلم الزائف له تكلفته حيث تنتشر شائعات لا أساس لها من الصحة عن كوارث وشيكة أو ظروف مستحدثة طبيًا عبر شبكة الإنترنت كالعدوى الفيروسية ويؤدي هذا في بعض الأحيان إلى تغيير حياة الناس فجأةً إلى الأسوأ.

كما يؤدي على أقل تقدير إلى وضع المساعي العلمية في وضع سيئ لأن الأخبار المزيفة للتقارير الأخرى غالبًا ما تؤدي إلى انخفاض ثقة الجمهور بالصحافة بشكلٍ عام.

وكما أظهرت هذه الأمثلة في أجزاء من الهند أنّ الأخبار المزورة يمكن أن تؤدي مباشرةً إلى عمليات قتل.

لسوء الحظ إنّه عام 2018، ويشارك غالبًا الأشخاص الأكثر قوةً في العالم في نشر الأخبار الكاذبة إما لتخويف الناس لتحقيق مكاسب اقتصادية أو لتحقيق توازن القوى السياسية.

وعلى ما يبدو، لن تختفي الأخبار المزيفة في وقتٍ قريب.


  • ترجمة: بيان الناموس.
  • تدقيق: بدر الفراك.
  • تحرير: سهى يازجي.
  • المصدر